يعتبر شهر رمضان الكريم فرصة كبيرة من أجل نشر القيم الحميدة في المجتمع، والابتعاد عن العادات والأعمال السيئة، لأنها تساهم في تدمير المبادئ التي جاء بها الإسلام، وأبرزها اجتناب المعاصي وإتباع الطريق المستقيم والاقتداء بالقران الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وفي حوار مع “نقاش 21″، توضح حجيبة بوشقور، أستاذة وباحثة في العلوم الشرعية، أن تخليق الحياة العامة في الشهر الفضيل، يتحقق من خلال الابتعاد عن الأعمال والعادات السيئة.
1- ما هو الدور الذي يلعبه رمضان في محاربة الكذب والغيبة والزور والإحتكار؟
الصيام، ليس هو فقط الابتعاد عن الأكل والشرب، وإنما هو الصيام أيضا عن النميمة والكذب وقول الزور، لأن هذه الأفعال تبطل أجر الصيام لدى المسلم، وخاصة ان هذا الشهر الفضيل تعتبر غايته الكبرى، هي تهذيب النفس وحثها على فعل الخير وقول الكلام الطيب والابتعاد عن أفعال الشر، لأن الصائم لن يكتمل صيامه إلا بتجنب الخوض في أعراض الناس واحتكار السلع ونشر الفتن، لأن هذه الأفعال تساهم في زيادة العنف وسيادة الفوضى بين الناس في البيئة الواحدة، التي من المفترض أن يتم فيها التعاون والتأزر، وخاصة في هذا الشهر الفضيل.
وفي حديث نقله أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال:” من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”، وهذا الحديث يؤكد بأن الله لن يقبل صيام من يدعوا الزور أو يشاركوا فيه، لأن هذا الفعل الخطير يساهم في نصر الباطل وتدمير الحق والقيم الحميدة في المجتمع.
2- ما هي مقاصد الصيام وكيف تساهم في تخليق الحياة العامة؟
تتجلى مقاصد صيام شهر رمضان الكريم في تحقيق التقوى بعبودية الله، حيث يتقرب الصائم إلى خالقه بالصيام وترك الشهوات والقيام بالصلوات والنوافل من أجل تزكية النفس بالتقوى والتضرع إلى الله، كما جاء في قوله تعالى: ” يأيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام، كما كتب على اللذين من قبلكم لعلكم تتقون”.
كما يعتبر هذا الشهر الفضيل، فرصة من أجل تزكية النفس وتنقيتها من الذنوب، من خلال الابتعاد عن المحرمات والامتثال إلى أوامر الله سبحانه تعالى، بالإضافة إلى الإحساس بالفقراء والضعفاء ومساعدتهم من أجل تحقيق مبدأ الإحساس بالفقير الجائع في شهر رمضان، علاوة على حفظ الصحة من الأمراض التي تتمثل في السمنة والسرطانات وداء السكري، وتقوية الجانب الروحاني والنفسي بالصبر والعزيمة من أجل الوصول إلى مرضاة الله والنجاح في أعمال الدنيا والأخرة.
3- كيف يجب أن يستغل الصائم هذا الشهر في الإقلاع عن العادات السيئة؟
يعتبر شهر رمضان الفرصة المناسبة من أجل إقلاع الإنسان عن العادات السيئة، التي اكتسبها في الأيام العادية والتي تعكر صفوة حياته وتجعله حبيس وعبد تلك العادات التي ليس لها أية فائدة عليه، ومن بين هذه العادات السيئة الإدمان عن المخدرات التي تجعل الشخص يقول بمجموعة من الأفعال الخطيرة التي تصل في بعض الأحيان إلى القتل والسرقة أو الانتحار، لأن المواد المخدرة تجعل عقل الإنسان يفكر في أي شيء من أجل تلبية شوهته، الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على الأسرة والمجتمع، علاوة على أن الشخص المدمن يذمر صحته الجسدية، لأن تلك المواد المخدرة تصيب الجسم بمجموعة من الأمراض الخطيرة، أبرزها مرض السرطان.
كما يجب إستغلال شهر رمضان من أجل الابتعاد أيضا عن الإدمان عن الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، لأنه كذلك يساهم في تدمير مجموعة من القيم المجتمعية والدينية التي يجب أن تقوى في الشهر الفضيل، مثل صلة الرحم وصلاة التراويح والقيام بالصداقات وباقي الأعمال الحسنة.
