أدانت المملكة المغربية بشدة، تصريحات مجموعة من الوزراء في الحكومة الإسرائيلية، والذين أنكروا فيها وجود الشعب الفلسطيني، كما دعوا إلى محو بعض البلدات الفلسطينية بأكملها، الأمر الذي اعتبرته الرباط بالتصرف غير المسؤول، حيث أكد ناصر بوريطة في تصريحات صحفية، بإن المغرب يدين ويرفض كل تصرف غير مسؤول من الحكومة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني.
“ويعتبر المغرب من أشد المدافعين عن دولة فلسطين، نظرا لمجموعة من الروابط التاريخية والدينية التي تجمع البلدين”، يقول الخبير في العلاقات الدولية، حسن بلوان، موضحاً بأن “تصريحات ناصر بوريطة تعكس مدى قلق المملكة من هذه التصريحات الاستفزازية من طرف الحكومة الإسرائيلية والتي تتزامن مع شهر رمضان المبارك”.
وأوضح حسن بلوان، في تصريح هاتفي، لـ “نقاش 21″، بأن “المملكة لن تسمح بالإساءة إلى الشعب فلسطيني، كما تؤكد دائما على فتح مجال للحوار باعتباره الحل الوحيد من أجل حسم الصراع القائم بين القوات الإسرائيلية والشعب الفلسطيني”، مضيفا على أن “عودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل لن تؤثر على موقف المغرب من القضية الفلسطينية، التي يعتبرها من أولوياته”.
وشدد المتحدث ذاته، على أن ” دولة فلسطين تحظى بمكانة كبيرة لدى المملكة المغربية، نظرا للإشراف الملك محمد السادس، على رئاسة لجنة القدس”، مشيرا إلى أن “تصريحات الوزراء في الحكومة الإسرائيلية تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة، التي تمنع حصول أي تغيير في وضع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشريف”.
وأضاف المحلل السياسي، بأن “المغرب يرفض دائما الأعمال الأحادية الجانبية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، مبرزا على أن هذه الأفعال أظهرت للعالم مدى عنف هذه الحكومة الجديدة التي منذ تعيينها قامت بمجموعة من الأعمال العدائية ضد الشعب الفلسطيني ودولة فلسطين، أبرزها اقتحام المسجد الأقصى وقتل وإصابة العديد من المواطنين الفلسطينيين”.
وأبرز حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، بأن “المملكة المغربية تدعم دائما الشعب الفلسطيني وتقف بجانبه، من خلال دعم كل المبادرات التي من شأنها أن تحث على التهدئة، لإيجاد مخرج وفق مقاربة حل الدولتين المتوافق عليه دوليا”.
ويجدر الإشارة، إلى أن وزارة الخارجية الفلسطينية حذرت من مخاطر دعوات منظمات يهودية متطرفة إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، كما استنكرت تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الذي دعا لمواصلة هدم منازل للفلسطينيين بالقدس في الشهر الفضيل.
وطالبت الوزارة الفلسطينية بتدخل دولي عاجل، لوقف استهداف المسجد الأقصى، وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية، قائلة:” إن الاقتحامات الاستفزازية للأقصى من طرف العدوان الإسرائيلي المتطرف، يهدد بانفجار عارم لا تحمد عقباه في ساحة الصراع”.
