حط وفد من الكونغرس الأمريكي الرحال في المملكة المغربية الأسبوع الماضي، ضمن زيارة عمل للأقاليم الجنوبية، حيث التقى الوفد مع مجموعة من المسؤولين المحليين بالجهة، أبرزهم عامل وادي الذهب ونائب رئيس مجلس جهة الداخلة، كما أشاد بالدينامية التنموية المتقدمة التي تشهدها الجهة، فهل تعتبر زيارة الوفد الأمريكي لمدينة الداخلة بمثابة تمهيد لفتح القنصلية الأمريكية بالمدينة.
وفي هذا الإطار، يقول الأستاذ الجامعي والباحث في العلوم السياسية، إدريس السنوسي، بأن “زيارة العمل التي قام بها الوفد الأمريكي لجهة الداخلة وادي الذهب، تعكس التطور الكبير الذي تشهده العلاقات الديبلوماسية والسياسية والاقتصادية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية”.
وأكد إدريس السنوسي، في تصريح لـ “نقاش 21” بأن “العلاقات الأمريكية المغربية تمشي في خط تصاعدي، وخاصة بعد الاعترافات المتكررة من أمريكا والمسؤولين الأمريكيين بمغربية الصحراء وسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”، مبرزا بأن “فتح القنصلية الأمريكية بمدينة الداخلة يرتبط باكتمال جميع أركان الاتفاق المغربي الأمريكي الإسرائيلي الذي تم توقيعه في 10 من دجنبر سنة 2020، والذي مهد إلى عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية بعد اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء”.
وأضاف المتحدث ذاته، بأن “الاعتراف الأمريكي قلب موازين الجارة الشرقية الجزائر، الداعمة لجبهة البوليساريو الانفصالية، التي أصبحت تعيش في عزلة وضعف كبير بعد تراجع مجموعة من الدول في القارة الأمريكية عن دعم مخططها الانفصالي، واتجهت إلى عقد شراكات إستراتيجية مع المغرب، الأمر الذي زاد من أحقاد الجزائر على المملكة المغربية”.
وأوضح الخبير، بأن “موعد فتح القنصلية الأمريكية في مدينة الداخلة أو العيون هو مسألة وقت فقط، لأن أمريكا تربطها علاقات إستراتيجية مع المغرب، الذي يعتبر بوابة العالم تجاه القارة الإفريقية”، مشيرا إلى أن “الميناء الكبير الذي يتم بناءه في مدينة الداخلة، سيكون نقلة نوعية ستعرفها الجهة، حيث سيدعم المدينة والأقاليم الجنوبية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، كما سيعمل على ربط الصادرات والواردات الأمريكية والأجنبية بباقي الدول الإفريقية”.
وأبرز إدريس السنوسي، بأن “زيارة الوفد الأمريكي لمدينة الداخلة ولقائه بالمسؤولين المغاربة في المنطقة، يعتبر بمثابة وضع حجر الأساس لمجموعة من الاستثمارات الأمريكية القادمة في الأشهر والسنوات المقبلة”، موضحا على أن “هذه الزيارة ليست هي الأولى التي قام بها مسؤولين أمريكيين إلى مدينتي الداخلة والعيون”.
ويجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، استقبل يوم الثلاثاء الماضي بالرباط، وفدا من الكونغرس الأمريكي، عن الحزب الديمقراطي الأمريكي، الذي قام بزيارة عمل للمغرب، في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون المثمر بين المملكة المغربية ومكونات المؤسسة التشريعية الأمريكية.
وأوضح بلاغ لرئاسة الحكومة، بأن عزيز أخنوش جدد، خلال هذا اللقاء، التعبير عن تقدير المملكة لموقف الولايات المتحدة الأمريكية اتجاه القضية الوطنية، والتي اعترفت خلال شهر دجنبر 2020 بسيادة المملكة المغربية على الصحراء المغربية، كما قررت فتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة، وهو الموقف الذي أكدته نائبة كاتب الدولة الامريكية السيدة ويندي شيرمان، خلال زيارتها للمغرب في شهر مارس 2022، حيث عبرت عن دعم بلادها لمخطط الحكم الذاتي، باعتباره حلا جادا وذا مصداقية وواقعيا.
