يقرأ حاليا
المرضى العقليون يشكلون خطرا على المجتمع في ظل نقص مصحات العلاج
FR

المرضى العقليون يشكلون خطرا على المجتمع في ظل نقص مصحات العلاج

حذر مجموعة من الفاعلين الجمعويين على مواقع التواصل الاجتماعي، من استمرار ظاهرة تجول الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية وعقلية في شوارع المملكة، والتي قد يؤدي إلى حوادث خطيرة، أخرها وفاة امرأة في مدينة تزنيت وإصابة زوجها بجروح خطيرة، بعد رشقهم بالحجارة من طرف مختل عقلي.

 

وفي هذا السياق، يقول ياسين أمريس، فاعل جمعوي بمدينة الدار البيضاء، بأن “تجول المختليين العقليين في الشوارع بالمغرب، أصبح يشكل خطرا كبيرا على المواطنين ،وخاصة لأن هذه الفئة تفقد حاسة الإدراك، الشيء الذي يجعلها تقوم بمجموعة من التصرفات الخطيرة التي قد تكون سببا في إلحاق الأذى بأشخاص ليس لهم ذنب سوى أنهم مروا في الشارع الذي يتواجد فيه الشخص الذي يعاني من خلل عقلي”.

وأكد ياسين أمريس في تصريح لـ “نقاش 21” بأن “شوارع مدينة الدار البيضاء أصبحت عبارة عن ملجأ يجمع المئات من المرضى العقليين، الذين يفترشون الأرض ليلا ويأكلون من حاويات الأزبال صباحا، المنظر الذي ألفه سكان البيضاء، الذين أصبحوا يعيشون في رعب وخوف مستمر من التصرفات والأفعال العدائية، التي يقوم بها بعض المختلين العقليين ضدهم في الشارع”.

وأضاف المتحدث نفسه، قائلا بأن “المكان الذي يجب أن يكون فيه الأشخاص الذي يعانون من خلل واضطرابات عقلية، هو المصحات والمستشفيات الخاصة بالأمراض العقلية، وليس في الشوارع لأنهم يشكلون خطرا على الناس”، مشيرا إلى أن “بعض المرضى العقليين يقومون بالتهجم على أصحاب المحالات التجارية، من أجل أخذ الأكل و النقود، بينما البعض الأخر يقوم بالتبول في الشوارع، الفعل الذي تنتج عنه مجموعة من الروائح الكريهة التي أصبحت تزكم ساكنة البيضاء”.

وشدد ياسين أمريس، بأن “عائلات الأشخاص الذي يعانون من الأمراض العقلية، هم المتضرر الأكبر، لأنهم يتعرضون إلى جميع أنواع وأشكال الضرب والتعنيف”، مبرزا على أن “إحدى العائلات كانت ستموت بسبب تهجم ابنهم المريض عليهم بسكين لولا تدخل الجيران، الذي قاموا بتهدئته وربطه في بيت مغلق”.

وأشار الفاعل الجمعوي، إلى أن “وزارة الصحة يجب عليها التدخل بسرعة من أجل إيجاد حلول واقعية لهذه الظاهرة المرعبة، من خلال السهر على إنجاز مصحات ومستشفيات كبيرة لعلاج الأمراض العقلية، علاوة على تشجيع الطلاب الجدد في الجامعات بالمغرب، على دراسة مسلك علم النفس و الطب المتخصص في الأمراض العقلية، لأن عدد الأطباء المختصين في هذا المجال قليل جدا ومحدود، مقارنة مع التخصصات الطبية الأخرى”.

إقرأ أيضا

وأفاد هذا الأخير، بأن “مسؤولية وزارة الصحة لا تقتصر فقط على تقديم العلاج والأدوية للمرضى العقلين فقط، بل طالب الوزارة بالاهتمام بهم من خلال خلق مجموعة من الأنشطة الترفيهية، مثل المسرح والغناء التي تساعدهم و تجعلهم يندمجون بسهولة وسط المجتمع”.

وأشار ياسين أمريس، بأن “الصحة النفسية والعقلية في المغرب، يجب أن تخصص لها ميزانية خاصة، لأن هذا القطاع يعاني كثيرا من غياب مجموعة من الوسائل والتجهيزات المهمة المساعدة على العلاج”، موضحا على أن “تعميم المصحات الخاصة بالعلاج العقلي في جميع المدن والقرى بالمملكة أصبحت مسألة ضرورية وملحة، من أجل تفادي سيناريوهات القتل والعنف، التي عاشتها مجموعة من المدن في المغرب”.     

انتقل إلى أعلى