يقرأ حاليا
حملة ضد زواج المغربيات من الأفارقة جنوب الصحراء.. حقوقي: حملة عنصرية تحرض على الكراهية
FR

حملة ضد زواج المغربيات من الأفارقة جنوب الصحراء.. حقوقي: حملة عنصرية تحرض على الكراهية

خلفت حملة رقمية انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع، تناهض زواج المغربيات من مواطني بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، غضب العديد من الحقوقيين المغاربة، محذرين من تهديد الاندماج والتعايش بين المغاربة والمهاجرين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، الذين أصبحوا يتخذون المغرب بلد إقامة، بعدما كانوا يعتبرونه في السابق بمثابة محطة عبور نحو أوروبا.

 

وتداول المنخرطون في تلك الحملة مجموعة من الشعارات، من قبيل:” المغربية للمغربي” مطالبين من خلالها، بمناهضة الزواج المختلط وخاصة زواج المغربيات من مواطني جنوب الصحراء، بداعي الحفاظ على الهوية والثقافة المغربية، في الوقت الذي وصف فيه مجموعة من الحقوقيين الحملة المتداولة بأنها تنطوي على العنصرية وتحريض على الكراهية داخل المجتمع المغربي، الذي يشهد الانفتاح على مجموعة من الجنسيات الأجنبية.

وفي هذا السياق، يقول إبراهيم الشعبي، رئيس المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان، بأن “هذه الحملة، تحمل في طياتها الكثير من علامات العنصرية والتحريض على التفرقة والكراهية”، مشيرا إلى أن “أصحاب هذه الحملة الرقمية لا يدركون مدى خطورة هذا الأمر على مجتمع المغربي، الذي ينفتح بشكل كبير على إفريقيا ويواصل ربط جذوره بالقارة الأم”.

وأكد إبراهيم الشعبي، في تصريح لـ “نقاش 21” بأن “خطاب العنصرية يهدم الكثير من المبادئ الصحيحة والسليمة في أي مجتمع، كما يقوم على سياسة التحيز التي لا تخدم مصلحة أية جهة مهما كانت، لأن العالم الأن يحتاج إلى السلم والتعايش والحب والأمان عوض التحريض على الكراهية والعنصرية، التي تجعل المجتمع حبيس دائرة مغلقة ومظلمة”.

وأفاد المتحدث نفسه، بأن “زواج بعض النساء المغربيات بأشخاص أو مواطنين من جنسيات مختلفة، هذا أمر يدخل في إطار الحريات الفردية وحرية اختيار الشريك، ولا يحق لأي شخص بإصدار قرار يمنع الزواج المغاربة بالأجانب، سواء تعلق الأمر بالرجل أو المرأة لأن هذا الاختيار يكون نابع من قرارات ثنائية بعيدة عن الجماعة”.

إقرأ أيضا

وأضاف الناشط الحقوقي، بأن “العديد من النساء المغربيات متزوجات برجال أجانب والعديد من الرجال المغاربة متزوجون بنساء أجنبيات، ولا يزالون يحافظون على الثقافة والهوية المغربية وينقلونها لأبنائهم الذين بدورهم يعتزون بالانتماء إلى المغرب، الذي يعتبر الوجهة المفضلة للعديد من الأجانب سواء الأوروبيين أو الأفارقة وحتى الأسيويين، بالإضافة إلى بعض البلدان العربية، مثل: فلسطين وسوريا، الذين يختارونه من أجل الاستقرار والعيش”.

وأشار إبراهيم الشعبي، إلى أن “الشباب المغربي يحتاج إلى ثقافة نشر الحب والتسامح، وليس إلى ثقافة نشر الكره والعنصرية، لأن هذا الأمر سيساعد على ارتفاع نسبة التحاقن الاجتماعي بين الأفراد داخل المجتمع، سواء تعلق الأمر بالأجانب أو المواطنين العاديين”.

انتقل إلى أعلى