يقرأ حاليا
المغرب أول بلد عربي إفريقي يبني مصنع سخانات شمسية.. أي آثار اقتصادية وطاقية؟
FR

المغرب أول بلد عربي إفريقي يبني مصنع سخانات شمسية.. أي آثار اقتصادية وطاقية؟

كشفت تقارير إعلامية، أن أول مصنع السخانات الشمسية في المغرب من المرتقب أن يشرع في الإنتاجية بداية من الربع الثاني من هذه السنة بطاقة إنتاجية تبلغ 40 ألف سخان في السنة.

 

مشروع يرمي إلى تعزيز القدرة الإنتاجية المملكة المغربية وتحقيق الريادة على المستوى القاري والعربي خاصة وأنه المشروع الأول من نوعه داخل القارة الإفريقية وبين الدول العربية، كما أنه سيمكن من تعزيز الاقتصاد الوطني والناتج المحلي لهذه الآلات القابلة التصدير.

في هذا السياق أكد عبد الصماد ملاوي، خبير دولي بالتكنولوجيا الرقمية والطاقات المتجددة، في تصريح لـ”نقاش21″ أن المشروع ما هو إلا مرحلة أولى من مشروع كبير، كما أن هذا المشروع ليس الوحيد من نوعه”.

وتابع المتحدث المتحدث أن “هناك مشاريع مماثلة ومهمة ستأتي بعد هذا المشروع من أجل الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة”.

وأشار الأستاذ الجامعي إلى “أهمية هذا المشروع، والتي تتجلى أساسا في 6 نقاط أساسية، وأولها التمكن تعزيز المصادر الطاقية الخضراء للمملكة المغربية في إطار الاستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة التي يطمح المغرب من خلالها لتحقيق الأمن والاستقرار الطاقي”. معتبرا أن هذه الاستراتيجية “سطرت مجموعة من الأرقام الواضحة في هذا الباب ومنها إنتاج كهرباء خضراء تعتمد على مصادر خضراء بحوالي 52 بالمائة في حدود 2030”.

وأشار خبير مجال الطاقات المتجددة إلى أن “السخانات المائية تعد من بين الأجهزة الأكثر استهلاكا للكهرباء داخل المملكة، وبالتالي هذا المشروع ستكون له تبعات جد إيجابية بطريقة غير مباشرة في التقليل من استهلاك الكهرباء الوطنية مما سينعكس إيجابا على مستوى الاقتصاد الوطني”.

وبخصوص النقط الثانية، قال عضو الإتحاد الدولي للتكنولوجيا والاتصالات، إن “هذا المشروع يدخل في إطار تفعيل الاستراتيجية الوطنية للنجاعة الطاقية 2030، والهادفة إلى اقتصاد حوالي 20 في المئة من الاستهلاك الطاقي الوطني في أفق 2030 خاصة على مستوى استهلاك الغاز إلى جانب استهلاك الكهرباء”.

وأضاف الخبير “أن المشروع سيساهم في الحد من استهلاك مادة الغاز التي ارتفع ثمنها في السوق الدولية والتي يعتمد عليها المغرب في مجموعة من القطاعات الصناعية والحيوية، خصوصا في الاستهلاك المنزلي وتوليد الكهرباء”.

واعتبر المتحدث أن “المشروع ستكون له تبعات بيئية إيجابية على المغرب، خاصة وأنه سيمكن من ترشيد استهلاك الغاز وهو أحد المسببات في إنتاج الغازات الدفيئة التي يطمح المغرب رفقة شركائه إلى تفادي إنتاجها، وتعهد المغرب أن إلى حدود 2030 سيتجنب إنتاج حوالي 45 في المئة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري”.

“مما سيعزز مكانته الاقتصادية والشراكة الاستراتيجية مع مجموعة من الدول وخاصة دول الإتحاد الأوروبي التي سنت خلال السنوات الماضية مجموعة من القوانين الصارمة على المنتجات التي تصنع باستعمال الطاقة الغير النظيفة مما سيمكن المغرب من التموقع على المستوى الأوروبي وعلى مستوى باقي الدول المجاورة أيضا”، يقول عبد الصماد ملاوي.

وأثناء الحديث عن الآثار الإيجابية التي تهم أفراد المجتمع بشكل مباشر أوضح خبير مجال الطاقات المتجددة أن المشروع سيمكن من خلق فرص شغل قد تصل في مرحلته الأولى إلى حوالي 1000 منصب شغل، مما سيساهم في خلق اقتصاديات موازية فيما بعد كـ “الاقتصاديات التي تعتمد على التركيب والإصلاح والتطوير والاستثمار ارتباطا بهذا المشروع فهي بحاجة لبنية تحتية يجب على المقاولات الاستثمار فيها”.

وشدد المتحدث، على أن “هذا مشروع وطني، سيعمل على إنتاج منتوج مغربي محلي الصنع مئة بالمئة. وبالتالي سيعطي إشارة قوية لمن لهم رغبة الاستثمار في المشاريع الخضراء التي لها آفاق واعدة كما ستنعكس إيجابا على الشركات  والمقاولين المغاربة والمستثمرين الأجانب الذين لهم نية الاستثمار بالمملكة”.

وفي ختام تصريحه أوضح نائب رئيس منتدى التكنولوجيا والطاقات المتجددة، أن المملكة ستعمل على إنتاج سخانات مائية تنافسية ستشجع المواطن لاقتنائها والاعتماد عليها مما سيعد بإنتاج أكبر في المستقبل وهو ما سيمكن المملكة من ضمان تموقع جيد للمغرب داخل العديد من الأسواق العالمية لبيع وطرح هذه المنتجات”.

إقرأ أيضا

من جانبه شدد الخبير والمحلل الاقتصادي، محمد جدري، في تصريح لـ“نقاش21”، أن “بناء مصنع السخانات الشمسية يتماشى مع خطط المملكة في الاستثمار في الطاقات المتجددة”.

وأوضح المتحدث ذاته، أن “هذا المصنع الذي سيزود المملكة في أول الأمر بأكثر من 40 ألف سخان على أساس مضاعفة هذا الرقم خلال السنوات القليلة القادمة”.

وسطر الخبير الاقتصادي، ثلاثة أهداف لبناء هذا المصنع وأولها خفض واردات المملكة من هذا النوع من السخانات والتي تستورد أساسا من الصين و الهند بأكثر من 200 مليون درهم وبالتالي، المساهمة النسبية في خفض الميزان التجاري”. 

وأردف المتحدث أن “استعمال المغاربة لهذا النوع من السخانات سيساعد في التقليل من استهلاك غاز البوتان، وبالتالي، تخفيض تكاليف دعم صندوق المقاصة وكذلك تخفيض تكلفة الإنتاج للفنادق على سبيل المثال”.

وفي ختام تصريحه أوضح  الخبير الاقتصادي محمد جدري على أن ثالث أهداف هذا المشروع يتمثل في “خلق فرص شغل جديدة، حيث من المتوقع أن يخلق هذا الاستثمار 880 منصب شغل خصوصا في فئة الشباب”.

جدير بالذكر أن المغرب أعلن في وقت سابق عن إنتاج السخانات العاملة بالطاقة الشمسية محليًا، بقيمة مالية تتجاوز 660 مليون درهم بالمنطقة الصناعية عين جوهرة الواقعة قرب مدينة الرباط.

انتقل إلى أعلى