تواصل المملكة المغربية بخطى ثابتة تعزيز قوتها وحضورها داخل القارة الإفريقية، لتتحول إلى قوة إقليمية بفضل حسن إدارتها لعلاقاتها الخارجية، لما تتوفر عليه من مؤهلات استغلتها بشكل مباشر لتعزيز قوتها الناعمة وتوطيد علاقاتها مع جيرانها. ولعل تقديم المغرب لهبة تقدر بـ 5000 طن من الأسمدة لموريتانيا خير دليل على رغبة المغرب في تعزيز علاقاته مع شركائه الاستراتيجيين.
محمد شقير، خبير العلاقات الدولية، أكد في تصريح لـ “نقاش21″، أن المغرب يتوفر على أحد الموارد الأساسية المتمثلة في الفوسفاط والتي تعد أحد وسائل التعامل مع الدول الصديقة”.
وأوضح المتحدث أن “المغرب يعد من أكبر المنتجين والمصدرين لهذه المادة وما زاد من قيمتها هو التطور الذي عرفه المكتب الشريف للفوسفاط خلال تعاملاته الخارجية”.
وأردف خبير العلاقات الدولية، أن “الزيارات الملكية لمجموعة من الدول الإفريقية تلها إبرام اتفاقيات من قبل المكتب الشريف للفوسفاط مع مختلف دول القارة مما دعم تواجد وحضور المغرب داخل المنطقة”.
واعتبر شقير أن “موريتانيا كدولة تهتم بضمان أمنها الغذائي فلا بد أن تحرص على التعامل مع المغرب في هذا الإطار، وبالتالي المغرب يمكن أن يقوي وضعيته وعلاقاته مع موريتانية خاصة إذا ما تم استحضار التنافس، أو الصراع المتواجد بين المغرب والجزائر داخل المنطقة”.
وقال المحلل: “إذا امتلكت الجزائر الثروة البترولية والغازية فالمغرب يمتلك ثروة فوسفاطية بإمكانها أن تدعم موقعه وتعزز علاقاته مع موريتانية خاصة وأن الأمن الغذائي يشكل أحد أولويات هذه الدولة”.
وحول أهمية هذه الهبات المقدمة، أكد شقير أنها “ستساهم في تقوية وضعيته السياسية والاقتصادي مع البلد الجنوبي الذي يشكل أحد منافذ انفتاح المغرب على إفريقيا”.
وأقر المتحدث أنه “بين الأمن الغذائي والطاقة البترولية فلا شك أن القيادة الموريتانية ستتجه نحو اختيار أمنها الغذائي، والتزود بالأسمدة التي ستساهم في الرفع من مردودية إنتاجها الفلاحي”.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن “كل هذه المؤشرات تقوي التواجد الاقتصادي للمغرب في بلاد شنقيط كما يبني علاقات قوية معها مع ضمانها كأحد، الحلفاء الرئيسيين بالمنطقة رغم التشويش السياسي الذي تقوم به بعض الأطراف”.
وشدد خبير العلاقات الدولية، على أن “الثروة التي يتوفر عليها المغرب مهمة جدا ليس بالنسبة لموريتانيا فقط، بل لكل الدول الإفريقية التي تعتبر أن تأمين الأمن الغذائي من بين النقاط الأساسية في تعاملاتها سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي”.
وختم شقير، تصريحه مؤكدا أن “قوة المملكة لا تقوم على تزويد الدول بالسلاح أو الضغوط السياسية والعسكرية وإنما تقوم على النماء الاقتصادي، وهذا أمر مهم على مستوى تواجد وتمدد المغرب داخل القارة السمراء والتي تشكل موريتانيا إحدى بواباته”.
