يقرأ حاليا
الجزائر تخصص أكبر ميزانية في إفريقيا للتسلح.. وخبير: النظام يهتم بالعسكر في وقت يعاني فيه الجزائريون من الويلات
FR

الجزائر تخصص أكبر ميزانية في إفريقيا للتسلح.. وخبير: النظام يهتم بالعسكر في وقت يعاني فيه الجزائريون من الويلات

استغرب مجموعة من المتابعين للشأن الدولي، مصادقة “قصر المرادية” على الميزانية الخاصة بالجيش، والتي بلغت 22 مليار دولار خلال السنة المقبلة. لتصبح أكبر ميزانية يتم تخصيصها في تاريخ البلد والقارة الإفريقية للتسلح.

 

واعتبر المحلل السياسي، عبد العزيز كوكاس، في تصريح لـ“نقاش 21”، أن هذا الرقم “مفزع ومهول، خاصة وأننا بصدد الحديث عن ربع ميزانية الجزائر”.

وأكد كوكاس، أن “تخصيص هذه الميزانية يدل على وجود خلل ما، خاصة وأن الدولة تعاني من مشاكل اجتماعية، من الأجدر أن توجه لها هذه الميزانية من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين ظروف عيش الساكنة”.

وأوضح الخبير السياسي، أن “تخصيص الجزائر لمبلغ 22 مليار دولار للأسلحة، هي “سابقة في التاريخ الجزائري وتاريخ المنطقة، على اعتبار أن الميزانية تضاعفت 3 مرات عما كانت عليه في أقوى لحظاتها”.

وتابع: “هذا يرجع إلى ثروة البترول والغاز والمداخيل التي جنتها الخزينة الجزائرية جراء استفادتها من الحرب الروسية الأوكرانية وحاجات الدول الغربية إلى الطاقة، خاصة خلال هذا الفصل من السنة”.

وشدد المتحدث ذاته، على  أن هذه الخطوة “ستدخل المنطقة في نوع من اللاتوازن، خاصة بين الجزائر والمغرب، كما ستكون له انعكاسات كبرى على اختلال التوازن الاستراتيجي الذي كان يحافظ على توازن الرعب في المجال العسكري”.

وأكد كوكاس، أن “ميزانية القوات المسلحة الملكية المغربية لم تصل يوما لهذا المستوى، حيث وصلت كأقصى حد إلى 13 مليار في إطار الاستراتيجية الوطنية لبناء وتحديث الجيش بجميع قواته (البرية، البحرية، الجوية)”.

وأضاف المتحدث في تصريحه، على أن هذه الإجراءات “ستكون لها انعكاسات كبير على سباق التسلح، أو ما سميته الحفاظ على التوازن داخل المنطقة، فرغم المناوشات الدبلوماسية والصراع السياسي الموجود بين المغرب والجزائر إلا أن الأمر لم يتطور إلى مواجهة عسكرية”.

وفي سؤال حول جاهزية السوق الدولية لتسليم الجزائر ما تحتاجه من أسلحة، شدد الخبير على أن جل “الأسلحة التي تستوردها الجزائر من روسيا، مما يطرح إشكالية أساسية بالنسبة للجزائر، خاصة مع الحصار المضروب على روسيا من طرف الاتحاد الأوربي وأمريكا، وكيف يمكن للجزائر أن تجد حاجياتها الأساسية من الأسلحة التي خصصت لها هذه الميزانية خلال هذه الظرفية”.

إقرأ أيضا

وقال: “نسترجع ما وقع للمملكة السعودية بعد رفض البنتاغون الأمريكي تزويد الأخيرة بالطائرات المتطورة وأنواع عديدة من الأسلحة، وبالتالي ستجد الجزائر هي الأخرى صعوبة في الحصول على حاجتها من الأسلحة المتطورة التي ترغب في الحصول عليها لتحقق بها التقدم على باقي الدول، خصوصا مصر” مضيفا أن “المغرب يأتي في المرتبة الخامسة بينما تأتي مصر في المرتبة الأولى وتليها الجزائر”.

وأقر المحلل السياسي، على أن “الحصار المفروض على روسيا، والرسائل الموجهة من السيناتورات الأمريكية ومجلس الشيوخ الأمريكي والدعوة إلى إعادة النظر في العلاقات مع الجزائر، بل الرغبة في سن عقوبات بشأنها بالنظر لتعاون الأخيرة مع الجيش الروسي والميزانيات الضخمة التي تودعها في خزينة روسيا، من خلال اقتنائها للأسلحة الروسية يطرح هو الآخر العديد من التساؤلات”.

وأكد عبد العزيز كوكاس في معرض تصريحه، أن “السوق التي يستورد منها المغرب متنوعة ما بين أمريكا، فرنسا، الصين، وغيرها من الدول، كما أن طبيعة هذه الأسلحة وقوتها مختلفة”.

وفي الختام اعتبر المتحدث أن ” اعتماد الجزائر على روسيا للتزود بالأسلحة يطرح مجموعة من التساؤلات، حول مواقف الغرب مستقبلا من التسلح، وهل هو فقط السعي نحو تطوير وتحديث أجهزة الجيش الجزائري أم أنه يدخل في استراتيجيات أكبر من ذلك؟”.

انتقل إلى أعلى