لا زالت عدد من القطاعات الخدماتية في المُدن المغربية تُعايش المرار إثر امتداد فترة الإغلاق الليلي، منذ تفشي فيروس كورونا، وسن التدابير الاحترازية؛ من بينها المقاهي التي أصبح لزاما عليها أن تُغلق أبوابها على الساعة التاسعة ليلا، وهو التوقيت الذي يراه العديد من العاملين بالقطاع والمُواطنين الزبائن، ظلما للحق في الاستجمام.
على امتداد الشريط الساحلي، بقلب مدينة الرباط، مقاهي عديدة تتنافس فيما بينها على تقديم الخدمات، وتتنافس كذلك مع الساعة، لكي تستطيع الإغلاق في الوقت المُحدد لها، وهو الشيء الذي يصفه أيوب محفوظ، نادل بإحدى المقاهي، بتغيير في معالم الحياة، بشكل سلبي، سواء تعلق الأمر ماديا أو معنويا.
“أصبحنا نعيش في صراع يومي، إذ تقلصت نسبة 70 في المائة من المداخيل اليومية جراء تشديد التدابير الاحترازية” يضيف أيوب في حديثه لـ”نقاش 21″ مُردفا “نتمنى العمل على تخفيف هذه القيود، التي أنهكتنا نفسيا ومعنويا، خاصة أن لنا عددا من الالتزامات التي لا بُد من دفع مصاريفها، والتي لا نُرحم تجاهها”.
وعادت الحكومة إلى إقرار الإغلاق المسائي، وتقييد حركة المواطنين، بعد أشهر قليلة من الانفتاح الجزئي، الشيء الذي خلف خسائر كبيرة لعدد من القطاعات التي تنتعش في فصل الصيف، ومن أهمها قطاع المقاهي والمطاعم، الذي لحق به الضرر المادي بحسب عدد من المهنيين، فيما غابت البدائل أمام السلطات للتقليل من وتيرة الفيروس.
وفي هذا السياق طالب أيوب، من حكومة عزيز أخنوش المُرتقبة، الأخذ بعين الاعتبارات انتظار العاملين في قطاع المقاهي ورِهاناتهم، إذ أنهم عاشوا الأسى والضُعف المادي جُل فترة تفشي فيروس كورونا في المملكة، مشيرا إلى أن “عدد من المقاهي قلصت من عدد المهنيين العاملين بها، وهذا الأمر في حد ذاته خسارة لعدد من الفئات المُجتمعية”.
وفي وقت سابق، راسل أرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، أمناء الأحزاب السياسية المشكلة للحكومة، لـ”ثني رئيس الحكومة عن قرار حظر التنقل الليلي”، الذي كان قد اتخذ تبعا لتوصيات اللجنة العلمية والتقنية بضرورة الاستمرار في الإجراءات اللازمة للحد من انتشار وباء كورونا، خاصة مع تفشي سلالات جديدة في بلادنا.
وظلت السلطات المغربية تُراهن على الإغلاق المسائي للتقليل من وتيرة انتشار الفيروس، فيما أعرب عدد من الزبائن داخل المقهى عن يأسهم من الاستمرار في الاغلاق الليلي، مُطالبين بإقرار العمل ببطاقة التلقيح، للسماح للمُلقحين على الأقل بحرية التجول المسائي والجلوس بالمقهى.
