يقرأ حاليا
العلاقات المغربية الألمانية.. خطوات نحو طي صفحة الماضي -تحليل
FR

العلاقات المغربية الألمانية.. خطوات نحو طي صفحة الماضي -تحليل

بخطى متسارعة، تسير العلاقات المغربية الألمانية لاستعادة توازنها. فكانت أولى هذه الخطوات بيان نشر من طرف وزارة الخارجية الألمانية أشادت من خلاله بخطة الحكم الذاتي، معتبرة إياه “مساهمة مهمة” لحلحلة الخلاف حول قضية الصحراء المغربية.

 

إضافة إلى هذا فإن دعوة رئيس جمهورية ألمانية الاتحادية، فرانك فالتر شتاينماير، إلى الملك محمد السادس للقيام بـ “زيارة دولة ألمانية” من أجل “إرساء شراكة جديدة بين البلدين”، شكلت نقطة تحول صريحة المعالم في العلاقات بين برلين والرباط، ستدفعها لا محال إلى الأمام.

موقف إيجابي، تلقته المملكة بكثير من الارتياح. سيكون له أثر مهم في تغير مجربات قضية الصحراء المغربية. فماهي المكتسبات الممكن جنيها وراء تغير الموقف الألماني؟ وكيف لهذا التغير أن يغير مواقف باقي الدول الأوربية من قضية الصحراء المغربية؟

قوة دولية

تاج الدين الحسيني، خبير العلاقات الدولية، يؤكد في تصريح لـ”نقاش21″، أنه عندما نأخذ بعين الاعتبار قيمة ألمانية نجدها تتواجد في الصدارة على مستوى التأثير في اتخاذ القرار الأوربي، واليوم عندما تأتي ألمانيا وتنشر مواقف إيجابية عن المغرب وتشيد بأهمية المملكة ومبادراتها، فهي رسالة تتضمن ما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الطرفين والمواقف التي ينبغي أن تكون لألمانيا اتجاه القضايا المغربية.

فدعوة ألمانيا، لجلالة الملك للقيام بزيارة لألمانيا لها معنى في القانون الديبلوماسي، يشرح المتحدث، وتعد قمة التطور الإيجابي. كما أنها لا تكون مجرد زيارات عادية بل تنبثق عنها اتفاقيات مهمة وتحول استراتيجي في العلاقات بين الطرفين.

إن السلوك الجديد لألمانية يشكل منطلقا حقيقيا في العلاقات المغربية الألمانية سيكون له أثر فيما يتعلق بإمكانية تطور هذا الوضع إلى نوع من الاعتراف الديبلوماسي في المستقبل، لكن المغرب عليه الاشتغال أكثر حتى يكون موقف الاتحاد الأوروبي موحدا فيما يتعلق بقضية الصحراء والذي ستلعب فيه ألمانيا دورا مهما، بحسب تاج الدين.

أرضية محددة

من جهته شدد محمد شقير، أن المغرب حدد أرضية خاصة للتعامل مستقبلا مع شركائه ومنها القبول بمبادرة الحكم الذاتي والخروج من المنطقة الرمادية، وازدواجية المواقف. وتشكل الخطوات الألمانية الأخيرة، حسب الباحث في العلاقات الدولية، إضافة ستزيد من ثقل الموقف المغربي، وإعطائه فرصة للضغط على باقي الشركاء المتبقيين. فبرلين تعد من الدول القيادية داخل التكتل الأوربي.

وأكد شقير، أن نجاح عودة العلاقات الألمانية المغربية، من شأنه الضغط على دول أوربا، خاصة اسبانيا التي من المفروض أن تعيد النظر في توجهاتها وموقفها تجاه الوحدة الترابية. فالمغرب اليوم لا يمتلك فقط الورقة الأمريكية لكن أيضا الورقة الألمانية التي تشكل ورقة ثقيلة داخل الاتحاد الأوروبي والتي من الممكن أن توجههم من أجل سلك نفس الخطوات وتغيير أسلوب تعاملهم، ناهيك عن التواجد الفرنسي الذي يعد حليفا استراتيجيا للمغرب والذي من الممكن أن يلعب دور الوساطة وتقرير وجهات النظر ومساندة المغرب في القضية الوطنية.

إقرأ أيضا

ومن جانبه أكد خبير العلاقات الدولية، الحسيني تاج الدين، أن لإسبانيا مرجعتيها خاصة وأنها المستعمر السابق للمنطقة. كما أنها دولة تعاني مع المغرب من مشاكل فيما يتعلق بالجيوب المحتلة، سواء سبتة، مليلية أو الجزر الجعفرية، بالإضافة إلى مشاكل متعلقة بالملاحة البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة، وكل هذه المشاكل قد تنفجر بين الفينة والأخرى، فهي تحديات وتعقيدات لا يمكن تفكيكها بسرعة، إلا إذا كانت هنالك إرادة سياسية قوية لتجاوز هذه العوائق. وبالتالي فكلما زاد التوافق المغربي الأوربي مع باقي الشركاء الأوربيين إلا وأصبحت إسبانيا مضطرة للرضوخ للإرادة الأوربية المشتركة، والتي ستشكل به ألمانيا دورا قويا في المستقبل القريب.

محمد شقير يوضح، أن موقف مجلس الأمن يظهر أن للمغرب داعمين رئيسيين، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية، تعتبر ضمن القوى الأساسية في هذه المسألة.

ومن المعروف أن داخل مجلس الأمن هناك مجموعة الدول انظمت وغير دائمة العضوية والتي ستتغير. وفي هذا الإطار يشكل دخول دول لها مواقف إيجابية تجاه القضية، سيجعل المغرب في وضعية راحة مادام أنه ضمن كل القوى التي تمتلك حق الفيتو باستثناء روسيا، لكن المغرب يكسب أصوات معظم الدول الدائمة داخل المجلس بالإضافة إلى دول الأعضاء التي لها موقف إيجابي تجاه قضية الصحراء مما سيسمح له بالتحرك بأريحية في هذا الإطار.

انتقل إلى أعلى