يقرأ حاليا
مستقبل الذكاء الاصطناعي بالمملكة.. حوار مع قائد الفريق المغربي الفائز بجائزة “ناسا”
FR

مستقبل الذكاء الاصطناعي بالمملكة.. حوار مع قائد الفريق المغربي الفائز بجائزة “ناسا”

“إنها العقول المغربية، حينما تُبدع تبهر العالم”. هي كلمات أثبتتها أحداث عدة، وآخرها فوز فريق مغربي، بجائزة الاتصال العالمي من وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، إذ كانوا أول فريق عربي إفريقي يحرز هذا اللقب، في ظل منافسة شرسة من أصل 2814 مشروعا تم استلامها.

 

وكانت وكالة الفضاء الأميركية، قد أعلنت عن فوز 10 فرق على مستوى العالم في 10 مجالات مختلفة، ونال الفريق المغربي الجائزة الأولى في مجال الاتصال العالمي. ويتكون هذا الفريق من صلاح الدين قابة قائد الفريق وهو مهندس وباحث في مجال العلوم والتكنولوجيا، وأيمن أبو العز مصمم ومبرمج، ومحسن مثالن مطور أعمال.

 وأكد صلاح الدين قابة قائد الفريق المغربي “إيغل إيه آي” (EAGLE AI) الفائز بالجائزة الأولى بـ”مسابقة تحدي تطبيقات الفضاء 2021″ (Space Apps Challenge 2021)، أن  طموحنا وهدفنا هو أن يوجه هذا المشروع لخدمة البيئة في بلادنا”.

وحسب ما أعلنته “ناسا”، فقد تم تنفيذ “Space Apps 2021” تقريبا من أكثر من 320 موقعا حول العالم في الفترة من 2 إلى 3 أكتوبر. وطورت فرق من أكثر من 160 دولة ومنطقة حلولا لأحد التحديات الـ28 التي تفرضها الوكالة، بدءا من إنشاء تطبيق لتحذيرات مخاطر COVID-19، لإيجاد طريقة لزراعة الغذاء في بعثات إلى المريخ، لابتكار طرق لاكتشاف وتحديد موقع الحطام الفضائي والبحري.

وأفادت وكالة الفضاء الأمريكية بأن الفائزين في Space Apps لهذا العام يمثلون أهم المشاريع المقدمة من أصل 2814 مشروعا تم استلامها. وإلى جانب البيانات المتاحة علنا من خلال نظام بيانات ومعلومات نظام مراقبة الأرض التابع لناسا، تم تشجيع المشاركين على دمج البيانات من الوكالات الشريكة لـ 2021 Space Apps أيضا.

 وللكشف أكثر عن تفاصيل هذا المشروع المغربي الفائز، أجرى نقاش 21″ حوارا مع قائد الفريق المغربي صلاح الدين قابة، وفيما يلي الحوار:

 أولا: ما هو المشروع الذي تقدمتم به للفوز بالجائزة الأولى في مجال الاتصال العالمي؟

 المشروع هو عبارة عن تطبيق يكشف عن تلوث البلاستيك في المحيطات، وكذلك تتبع المخلفات البلاستيكية بالوسط البحري عن طريق تحليل صور وبيانات الأقمار الصناعية مفتوحة المصدر باستعمال أدوات الذكاء الاصطناعي.

بما انه يرتكز على التلوث، ماذا سيقدم هذا المشروع في خدمة الإنسانية؟

 المشروع أداة لمراقبة و حماية السواحل والبحار المغربية والعالمية، ونطمح أن يشكل منصة للمتخصصين في هذا المجال لفهم المخلفات البلاستيكية بشكل أدق وأفضل وكذلك أن يكون أداة مساعدة صناع القرار من أجل إحداث التغيير”.

 ما هي العراقيل التي واجهتكم لإخراج هذا المشروع لأرض الواقع؟

من أبرز العراقيل التي واجهتنا صعوبة البحث عن بيانات دقيقة لمتلوثات ناتجة عن مخلفات البلاستيك في البحار، وذلك من أجل تكوين قاعدة بيانات للتعرف على هذه المخلفات عن طريق خوارزميات التعلم الآلي. وكذلك صعوبة إيجاد صيغ رياضية مناسبة للتفريق بين مخلفات البلاستيك العائمة فوق سطح البحر وبعض الأشياء الأخرى كالخشب،  أعشاب و زبد البحر.

ما هو مستقبل الذكاء الاصطناعي بالمغرب؟ هل هناك كفاءات في هذا المجال؟

فكرة المشروع المتوج بجائزة الاتصال العالمي تجمع ما بين تحليل بيانات وصور الأقمار الصناعية، الذكاء الاصطناعي، البيئة و كذلك استعمال المعادلات الرياضية الخاصة بحركة البحار و المحيطات وذلك لرصد و تتبع مسارات هذا النوع من التلوث.

الذكاء الاصطناعي هو رافعة أساسية من روافع التقدم التكنولوجي. في المغرب هناك انخراط  واعي واهتمام متزايد بمجال الذكاء الاصطناعي، حيث نظمت العديد من المنتديات ولقاءات التفكير حول هذا الموضوع، كما تم تخصيص ميزانيات لطلبات عروض البحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي كما يتوفر المغرب على مراكز حواسيب ذات الأداء العالي بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية”.

إقرأ أيضا

أما فيما يخص الأطر والكفاءات، فالمغرب يمتلك أطر وكفاءات مشهود لها بالتميز والإشعاع على المستوى الوطني والدولي.

هل تلقيتم دعما من جهة ما؟

نحن أبناء الجامعة و المدرسة المغربية، التي لها الفضل الكبير في تكويننا وصقل مواهبنا، ولقد تلقينا اتصالات من العديد من الجهات المسؤولة من أجل  تشجيعنا ومواكبتنا، لإنجاح المشروع كما تمت استضافتنا في العديد من المنابر الإعلامية الوطنية وتلقينا التهاني من العديد من المغاربة”.

رسالتك للجهات المعنية بخصوص الاهتمام بالكفاءات، في ظل تقارير تسجل هجرة الأدمغة المغربية؟

هجرة الأدمغة هي ظاهرة عالمية، وأغلب الدول تعرف هذه الحركية.

وإذا كان لابد من توجيه رسالة فرسالتي هي رسالة شكر و تقدير لكل الكفاءات المغربية من كل الميادين في المغرب و في كل بقاع العالم.

هل تقدمت لكم عروض بخصوص بيع مشروعكم؟

طموحنا وهدفنا هو أن يوجه هذا المشروع لخدمة البيئة في بلادنا حيث يكون أداة للحماية والمراقبة البيئية لسواحلنا وبحارنا من المخلفات البلاستيكية، وكذلك العديد من مظاهر التلوث البحري، ونحن نعمل على توفير الدعم الكافي ليكون منتوجا مغربيا ذي قيمة مضافة، بحيث يصبح وسيلة لمحاربة التلوث البيئي في الوسط البحري عبر العالم.”

انتقل إلى أعلى