يقرأ حاليا
عودة بنكيران وتشبث لشكر بالكرسي.. الأحزاب تُعيد نفس الوجوه وتردد شعار “التشبيب”!!
FR

عودة بنكيران وتشبث لشكر بالكرسي.. الأحزاب تُعيد نفس الوجوه وتردد شعار “التشبيب”!!

اعتبر متابعون للشأن السياسي، أن الطبقة السياسة المغربية، أصبحت تعيد إنتاج نفسها، بدءً بعودة بنكيران لرأس “المصباح”، وتشبث لشكر بالولاية الثالثة، وإبقاء بنعبد الله في كرسي الأمانة العامة، والعنصر “الأمين الأبدي”. ويأتي هذا الأمر في وقت ترفع فيه هذه الأحزاب شعارات التشبيب، وإنتاج نخب جديدة فيما تفعل العكس”.

 

فبعد امحند العنصر الذي عدل قوانين الحزب لتسمح له بالتربع على عرش حزب “السنبلة” مدى الحياة منذ 1986 إلى حدود الآن،  يسلك ادريس لشكر الأمين العام لحزب “الوردة” نفس الطريق، إذ  قام بتعديل المادة الـ49 من النظام الأساسي للحزب، بما يسمح للكاتب الأول بالترشح 3 ولايات متتالية.”

وفي هذا السياق، اعتبر المحلل حسن بلوان أن “غياب التشبيب وتمسك القيادة بالكرسي؛ ظاهرة بنيوية في المغرب تعدت الأحزاب الى التنظيمات النقابية وفعاليات المجتمع المدني، مما يؤشر على اعطاب الديمقراطية المغربية، حيث لا ديمقراطية من دون ديمقراطيين”.

وللحديث أكثر عن “ظاهرة  التشبث بالكرسي  داخل الأحزاب”، نطرح سؤالا مركزيا على محللين سياسيين، وهو : ” هل فشلت الأحزاب في إنتاج نخب وقيادات جديدة؟.

سيطرة الشيوخ

“كثيرا ما يطرح سؤال التشبيب ودمج الفئات الشابة في الساحة السياسية المغربية، لكن يبقى مجرد صدى لشعارات موسمية مرتبطة بالاستحقاقات الانتخابية أو التنظيمية للأحزاب” يقول حسن بلوان المحلل السياسي في تصريح لـ”نقاش 21″ ،مشيرا إلى أن “تعود مجموعة من “القيادات الشائخة”، على تصدر التنظيمات الحزبية أو التشبث بكرسي الرئاسة يضرب عرض الحائط كل هذه الشعارات الجوفاء، مما يعطي الانطباع على عقم الحياة الحزبية العاجزة عن صناعة نخب لتولي القيادة في إطار التناوب الديمقراطي على المسؤوليات الحزبية”.

“لا يمكن فصل هذه السلوكيات عن السياق التاريخي الذي تطورت فيه الحياة الحزبية المغربية، التي لم تخرج بعد من قوقعة الشيخ والمريد، وبذلك تحولت جميع التنظيمات السياسية يمينها ويسارها ووسطها الى شبه زوايا يقدس فيها الزعيم وتقدم له القرابين من أجل نيل الرضا والبركة والتوسل إليه للبقاء على رأس التنظيم رغم مراكمته الفشل، ورغما عن القوانين الداخلية التي تحدد عدد الولايات على رأس الحزب” يقول المحلل بلوان.

ومن جهته، اعتبر محمد شقير الأستاذ الجامعي، المتخصص في الشؤون الحزبية المغربية، أن هذه الظاهرة ارتبطت بـ “المنظومة الحزبية بالمغرب منذ تبلورها حيث أن الأمين العام لأغلب الأحزاب يخلد على رئاسة الحزب، ولا يتزحزح عنها إلا بوفاته، ومن امثلة على ذلك، الزعيم علال الفاسي وعبد الرحيم بن عبيد او علي يعته أو التهامي الخياري…”.

وشدد بلوان على أن “ما تعيشه الحياة الحزبية المغربية نابع من واقع سياسي مضطرب، مطبوع بالصراعات الداخلية لمعظم الأحزاب التي تهمش فيه الكفاءات ويتحول فيها الزعيم الى قائد ملهم ومستبد وشمولي لا يتحمل الانتقاد السري والعلني، فكيف يمكن أن يقبل بمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة!.

إقرأ أيضا

أسباب تشيب الأحزاب عوض التشبيب

ترجع أسباب فشل الأحزاب السياسية في مسألة التشبيب والتداول السلمي على القيادة الى مجموعة من الأسباب، أرجعها المحلل حسن بلون إلى “التكوين البنيوي للأحزاب السياسية المغربية، التي ارتبطت تاريخيا بالولاءات والترضيات وتقديس القادة والزعماء” .

ومن بين الأسباب كذلك يقول بلوان “الريع السياسي الذي مكن الزعيم الحزبي من التحكم في الأموال والتعيينات والوظائف، وبالتالي التحكم رقاب الأعضاء والتنظيمات الحزبية الموازية.

ومن جهته، اعتبر شقير أن من بين الأسباب اعادة نفس الوجوه لقيادة الأحزاب، يرجع إلى “ترسيخ الثقافة السياسية التقليدية المرتبطة بموروث سياسي يقوم على أن القيادة هي للابد للسلطان، الذي يحكم إلا أن يموت، وشيخ القبيلة هو شيخ طيلة حياته، والقايد يستمر في منصبه إلا أن يقتل أو يتوفى؛ وبالتالي لثقافة القيادة والحكم تقوم على الاستمرار والوراثة”.

 اما العامل الثاني، يضيف شقير في حديثه مع “نقاش” في شخصنة الأحزاب حيث يتماهى الحزب وتنظيماته مع شخصية الزعيم والرئيس أو الأمين العام، ولعل حرص بعض الأحزاب على تشكيل مؤسسات بأسماء زعمائها كمؤسسة بوعبيد او مؤسسة علال الفاسي…لتشكل ترسيخ هذه الثقافة .في حين أن هناك عامل آخر تنظيمي يتمثل في عدم التخيير للخلف فليس هناك في قوانين الأحزاب وأنظمتها منصب لنائب الرئيس تسند له مهام قد تساهم في التهيئة للخلافة إلى جانب غياب أي آليات للديمقراطية الداخلية تسهل عملية التشبيب والتداول السلس على رئاسة الأحزاب”.

انتقل إلى أعلى