يقرأ حاليا
وهم “الممانعة” الجزائرية.. تبون يتغزّل بإسرائيل “تحت طابلة” ويرفع الشعارات في العلن
FR

وهم “الممانعة” الجزائرية.. تبون يتغزّل بإسرائيل “تحت طابلة” ويرفع الشعارات في العلن

قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، بسبب تقاربها مع إسرائيل، وقبل أيام تكشف شبكة فلسطين للأنباء المعروفة باختصار بـ “شفا” أن الرئاسة الجزائرية تعتزم إقامة سلام مع إسرائيل، من خلال طلب وساطة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، وحسب المصدر ذاته فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس قصر المرادية.

 

تناقض في المواقف، ففي الوقت الذي تتهم فيه الرئاسة الجزائرية المغرب “بخيانة القضية الفلسطينية” وتعتبر التطبيع مع إسرائيل خطوة تستهدف استقرار بلادها، وتتفاعل بشكل شديد السلبية معها، تكشف أنباء عن نية الجزائر التطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. 

فما سبب هذا التناقض؟ وإلى ماذا تسعى الجزائر من خلال هذه الخطوة؟

عبد العزيز كوكاس، محلل سياسي، يقول لـ”نقاش 21″ إن “الاتصال الجزائري بنضيره الإسرائيلي، لا يشكل أي مفاجئة على اعتبار أن ما قام به النظام الجزائري بتخصيص قمة عربية تحتضن الأطراف المتباينة، كان هدفه الأساس ليس دعم القضية الفلسطينية ومقاومة التطبيع، لكن على العكس من ذلك وهو مد اليد من تحت الطاولة لإسرائيل من أجل التطبيع، خاصة وأن الطرفين تقاربا وتجالسا في مناسبات كثيرة. فإبراز الجزائر نفسها كمناهضة التطبيع ما هو إلا كلام موجه للاستهلاك فقط”.

“السلوك الجزائري، يؤكد كوكاس، ما هو إلا رد فعل على استراتيجية مغربية نجحت لحدود الساعة في تحقيق أهدافها المسطرة، سواء من خلال الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أو من خلال عقد اتفاقيات في مجالات ذات طابع سياسي، واقتصادي، وعسكري مع إسرائيل. ولجوء الجزائر لهذه الخطورة ( التطبيع) يعني أن تقدم المغرب قد زاد من تعميق جراحها”. 

“ويعتبر هذا القرار عن التناقض الموجود في مراكز القرار الجزائري”، يضيف المحلل السياسي، بأن “هناك قول كلام ونقيضه في الوقت ذاته، حيث لا يوجد اتقان في اللعبة الدبلوماسية في قضايا لا يمكن اللعب بها فتخوين المطبعين ومناهضته والاقدام عليه في الآن ذاته، يدل على أن النظام الجزائري فقد البوصلة، كما أنه دليل على أن المغرب أربك حسابات الجزائر بمعنى الكلمة” 

وحسب عبد العزيز كوكاس، فإن مسافة ترويج الجزائر لخطاب القومية والدفاع عن حقوق فلسطين ومهاتفة الرئيس الجزائري، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، دليل على عدم نضج السياسة الجزائرية، بل العكس هناك اسراع مما يجعل الشخص لا يصدق ما تقوله أو تقدم عليه، مما يتركها في منطقة ضعف.

إقرأ أيضا

وأكد المحلل السياسي ذاته، أن هذا الخطاب المزدوج يدل على تخبط كبير في مراكز القرار وفي الرؤية الاستراتيجية التي تعتمدها الجزائر، كما يثبت عدم وجود خيط ناظم في مركز القرار، الذي يرتكز فقط على ما يقوم به المغرب.

يذكر أن محمود عباس أبو مازن زار الجزائر الأسبوع المنصرم، ووفق وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، فإن الهدف من الزيارة كان هو التحضير للقمة المنتظرة في مارس المقبل، وذلك من أجل “جعل القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى في جدول أعمال القمة العربية المقبلة”، علاوة على تناول “الدور الجزائري في الأمم المتحدة وفي المنظمات الدولية والإقليمية”.

انتقل إلى أعلى