يقرأ حاليا
نزاع “مزارع الأسماك”.. هل هي بوادر أزمة جديدة بين الرباط ومدريد؟ خبير يجيب
FR

نزاع “مزارع الأسماك”.. هل هي بوادر أزمة جديدة بين الرباط ومدريد؟ خبير يجيب

لازالت العلاقات المغربية الاسبانية تثير الكثير من النقاشات بعد ازمة غير مسبوقة تسبب فيها استقبال الحكومة الإسبانية زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، ورغم محاولات الجانبين طي هذه الصفحة من أعلى المستويات، إلا أن حجم المشاكل العالقة والقضايا المختلفة يؤخر الى حد الان عودة العلاقات بين البلدين وتطبيعها الكامل.

 

وقد عادت أجواء الخلاف مرة أخرى لكي تطفو على السطح، وذلك  بعد أن جهزت شركة خاصة لصالح المغرب مجموعة من المصايد لتربية الأسماك، قبالة الجزر الجعفرية المحتلة، وهو ما أثار حفيظة اسبانيا التي عبرت عنه مجموعة من وسائل الاعلام الاسبانية، مما قد يعيد العلاقات بين البلدين الى مربعها الأول.

وقد احتجت اسبانيا على إنشاء المغرب مزرعة لتربية الأسماك قرب الجزر الجعفرية،  واصفة إياه بأنه “احتلال غير مشروع” للمياه الإقليمية الإسبانية.

ووفقا لصحيفة “الباييس” الإسبانية، فإن “وزارة النقل الإسبانية أعطت مهلة 20 يوما للشركة الإسبانية المختصة في تربية الأسماك “مورينو” لسحب الأقفاص البحرية، التي وفرتها و أقامتها لحساب الشركة المغربية “مزارع تربية الأسماك المتوسطية”، مهددة إياها بفرض عقوبات “لإقامة مشروع ينتهك قانوني البيئة والسلامة البحرية”.

ومن الجهة المغربية، نشرت الجريدة الرسمية المغربية، في 7 مارس الماضي، قرار منح رخصة إقامة المزارع السمكية لشركة “ميديترينيان أكوافارم المغربية ش.م”. وخلال الصيف، بدأ تركيب الأقفاص، وهي نوع من الفخاخ التي تحاصر الأسماك. وتم بالفعل في بداية الشهر الجاري تركيب 16 قفصا.

محاولة ابتزاز

“بعيدا عن ما تثيره مسألة المصائد السمكية قبالة الجزر الجعفرية من خلافات”، يقول حسن بلوان، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية” موضحاً أن “هناك تطورات وقضايا أخرى صامتة تثير حفيظة اسبانيا تتسرب عبر الاعلام، او تفصح عنها مراكز الدراسات والأبحاث الاسبانية القريبة من دوائر القرار الإسباني، خاصة مع توجه المغرب نحو إعادة ضبط علاقاته الخارجية وتحالفاتها الاستراتيجية”.

وأوضح بلوان، المتخصص في العلاقات الدولية، في تصريح لـ”نقاش 21″، أن “أهم ما يقلق الجارة الشمالية للمملكة، هو تحول المغرب الى قوة إقليمية هادئة عبر تنويع وتطوير الاقتصاد، وتمكين القوات المسلحة الملكية من أسلحة دقيقة غيرت موازين القوى في الصحراء المغربية، وكذا على المستوى الإقليمي، وهذا ما يتحدث عنه الاعلام الاسباني وصل حد مطالبة أحزاب إسبانية متطرفة للضغط أكثر على المغرب وابتزازه في قضية المغاربة الأولى قضية الصحراء المغربية”.

 

“وعموما يمكن القول إن الخلافات بين المغرب واسبانيا عميقة وجذرية تتعلق بقضايا مختلفة من الأمن والهجرة الى النمو الاقتصاد والتحركات الدبلوماسية، لكن الأكيد هو رغبة البلدان في طي صفحة الخلاف وتطبيع العلاقات بينهما وفق شروط وآليات جديدة، وعليه لا يمكن أن نتحدث عن أزمة جديدة بين البلدين رغم عمق الخلافات وتباعد وجهات النظر في القضايا المشتركة”، على حد تعبير بلوان.

وأبرز المتحدث ذاته، أن “إسبانيا فهمت الدرس الدبلوماسي جيدا بعد استقبالها للمدعو إبراهيم غالي واستوعبت رد الفعل المغربي خصوصا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية باعتبارها خطا أحمرا لجميع المغاربة. مشيرا   إلى أن “هناك مفاوضات عسيرة ومن أعلى المستويات هي التي تؤخر عودة العلاقات المغربية الاسبانية الى طبيعتها خاصة عندما نستحضر أنها تبنى على أسس وشروط جديدة”.

إقرأ أيضا

وأشار المتحدث ذاته، أن “اسبانيا في عجز اكثر، مع تحول المغرب إلى قوة إقليمية، وتعرف أن الاعتراف بهذا الواقع مسألة وقت فقط، لذلك سنشهد بعض المرونة في المواقف الاسبانية لإدراكها أن المغرب الآن يفاوض من موقع قوة”.

 

وختاما يؤكد الخبير بلوان، أنه “مهما بلغ حجم الخلافات بين البلدين، فالأكيد ان الطرفان يسعيان إلى حلها، نظرا لحاجة كل بلد للآخر بحكم القرب الجغرافي والتاريخي المشترك، والمصالح الاستراتيجية الثنائية”.

والجدير بالذكر، أن “الخلاف حول الجزر الجعفرية قديم، حيث إن المغرب يعتبرها جزرا مغربية خاضعة للاحتلال الاسباني، ويُدرجها ضمن المناطق التي يسعى الى استرجاعها بحكم الحقوق التاريخية والقانونية، الا ان اسبانيا تنكر هذه الحقوق وتتغاضى عن مطالب المغرب في سبتة ومليلية والجزر الجعفرية”.

انتقل إلى أعلى