يقرأ حاليا
مُحللات سياسيات يُفككن الخطاب الملكي بمُناسبة ذكرى المسيرة الخضراء
FR

مُحللات سياسيات يُفككن الخطاب الملكي بمُناسبة ذكرى المسيرة الخضراء

أكد الملك محمد السادس، في خطاب بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، مساء اليوم السبت 6 نوفمبر الجاري، أن الدينامية الإيجابية التي تعرفها قضية الصحراء لا يمكن توقيفها، وأن مغربية الصحراء حقيقة ثابتة بحكم التاريخ والشرعية ولا نقاش فيها، وكذا بإرادة قوية لأبنائها، واعتراف دولي واسع.

إبليل: الخطاب الملكي أتى بتعبيرات قوية وواضحة

أوضحت مريم ابليل، الباحثة في القانون الدستوري والعلوم السياسية، أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء، أتى “بتعبيرات قوية وواضحة، تدل على أنه لم يعد مقبولا لدى المملكة المغربية استمرار حالة عدم الوضوح فيما يخص التعاطي مع قضية الصحراء باعتبارها جوهر الوحدة الوطنية؛ وهي قضية كل المغاربة، كما أكد على أن المغرب لا يتفاوض على صحرائه، إذ أن مغربية الصحراء لم تكن يوما، ولن تكون أبدا مطروحة فوق طاولة المفاوضات”.

وأبرزت ابليل، أنه يمكن تصنيف أهم ما جاء في الخطاب الملكي في ثلاث مستويات، يتعلق أولها بالمستوى الاقتصادي، حيث “قرر المغرب، موجها كلامه لأصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة، أنه لن يقوم بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، ما لم تشمل الصحراء المغربية”.

ويتعلق المستوى الثاني بما هو تنموي إذ “أشاد جلالة الملك بالتطورات الايجابية، التي تعرفها قضية الصحراء، وما تمثله من تعزيز لمسار التنمية المتواصلة، باعتبارها تعرف نهضة تنموية شاملة، من بنيات تحتية، ومشاريع اقتصادية واجتماعية، وأكد الخطاب الملكي أن بفضل هذه المشاريع أصبحت جهات الصحراء، فضاء مفتوح للتنمية والاستثمار، الوطني والأجنبي”.

أما المستوى الثالث يتعلق بما هو دبلوماسي، حيث “أكد جلالة الملك عن دعمه الكامل للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريس، ولمبعوثه الشخصي من أجل إطلاق العملية السياسية في أسرع وقت ممكن” بحسب المتحدثة نفسها.

وتختم ابليل حديثها لـ”نقاش 21″ بالقول إن “الخطاب الملكي عبر عن ضرورة الالتزام بالمرجعيات، التي أكدتها قرارات مجلس الأمن، منذ 2007، كما أشاد الملك بالمكتسبات الدبلوماسية، والتي يأتي على رأسها افتتاح أكثر من 24 دولة، قنصليات في مدينتي العيون والداخلة”.

مهديوي: الخطاب الملكي رد على الخرجات غير المحسوبة للمسؤولين الجزائريين

أسماء مهديوي، الباحثة في العلوم السياسية، أكدت أن الخطاب الملكي شكّل مناسبة للتذكير بأنه لا تراجع عن المسار النوعي الذي أخذه ملف الصحراء، من خلال الجهود التي قامت بها القوات المسلحة في تأمين معبر الكركارات، وكذلك الاعتراف السيادي الأمريكي بمغربية الصحراء وفتح قنصليات من قبل أزيد من 24 دولة، وهي مكتسبات شكلت نقلة وتحولا مهما غير طريقة التعاطي مع الملف”.

إقرأ أيضا

“المغرب اليوم لم يعد يقبل أي شراكة اقتصادية مع دول أو شركاء حتى التقليديين منهم، يقفون في وجه الوحدة الترابية أو في المنطقة الرمادية ممن يتخذون مواقف مزدوجة بخصوص ملف الصحراء، وأحيل هنا للعلاقة مع ألمانيا وكذلك لبعض دول الاتحاد الأوربي، وما حدث مؤخرا في المحكمة الأوربي” تضيف مهديوي في حديثها لـ”نقاش 21″.

وتضيف المتحدة نفسها، أن هناك “رسالة أخرى يوحي إليها الخطاب الملكي، وهي أن المغرب وجد الحل في التنمية الشاملة للأقاليم الجنوبية، وتأكيده على أهمية الديمقراطية التي مكنت سكان الصحراء من ممثلين شرعيين وهم المنتخبين في المجالس المحلية”.

“على الرغم من صرامة الخطاب الملكي في رسائله، إلا أن المغرب يتشبث بالحل السلمي وابتعاده عن المواجهة وحرصه على علاقات حسن الجوار والأخوة مع الدول المغاربية الخمس، التي تربط شعوبها وحدة المصير، وهو رد غير مباشر على الخرجات غير المحسوبة للمسؤولين الجزائريين، في كون المغرب ماض في مسيرته وتعزيز شراكاته مع حرصه على أمنه وسلامة مواطنيه التي تحرص عليها الأجهزة العسكرية والأمنية المغربية، والتي ختم الملك خطابه بتحيتها والإشادة بجهودها”.

انتقل إلى أعلى