يعتبر النقد السينمائي عاملا مهما يؤثر على نجاح الفيلم أو فشله. والإنتاجات السينمائية في مصر كغيرها في باقي البلدان تتعرض للنقد، إلا أن فيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري لم يُنتقد فحسب، بل اتهم بالإساءة لمصر بعد عرضه في مهرجان الجونة السينمائي. ورغم كل ذلك حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم روائي طويل في نفس المهرجان.
شهد عرض فيلم “ريش“، خلال فعاليات مهرجان الجونة السينمائي انسحاب عدد من الحاضرين من الفنانين كشريف منير، أشرف عبدالباقي، أحمد رزق، إلى جانب الفنانة يسرا، حسام حبيب والمذيعة إيناس الدغيدي، احتجاجا على ما وصفوه “إساءة لسمعة مصر” .
وبرر الممثل المصري شريف منير موقفه من الفيلم بأن “مصر قطعت شوطا كبيرا في القضاء على العشوائيات، ونقل الأهالي إلى مساكن بديلة مفروشة على أعلى مستوى“. مضيفا أنه “يجب الابتعاد عن المشاكل التي تطرق لها فيلم حين ميسرة سابقا” ، مؤكدا على أن “مصر الآن جمهورية جديدة “، في إشارة منه لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
في المقابل، أكد الناقد الفني المصري مجدي الطيب لـ“نقاش21″، أن “ما حدث هو أزمة مفتعلة، وأن المثير للدهشة أن غالبية من أدلوا بدلوهم في القضية لم يروا فيلم “ريش” من الأساس“.
أما بخصوص تهمة “الإساءة لسمعة مصر“، قال الطيب “إنها “أسطوانة مشروخة” يلجأ إليها العجزة والفاشلون“، مضيفا أن “مغادرة بعض الفنانين المهرجان بسبب الاستياء من فيلم “ريش” شائعة لا أساس لها من الصحة لأنهم غادروا قاعة العرض بسبب أن الفيلم لم يعجبهم “.
وقال المتحدث نفسه إن” “الغاضبين” من الفيلم ذهبوا في نفس الليلة لقضاء سهرة مع منتجه محند حفظي، الأمر الذي يعني أن الموقف الذي أعلنوه هو نوع من المتاجرة ودغدغة مشاعر الرأي العام و“بعض الجهات” ليس أكثر“.
وأوضح الناقد الفني مجدي الطيب أن “السينما هي التي تبقى بينما دعوات المصادرة والملاحقة وكبت الرأي الآخر تذهب إلى مزبلة التاريخ“.
ويتناول فيلم “ريش” المصري قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه.
وذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بعيد ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة.
هذا التحول يجبر الأم على تحمل المسؤولية بحثاً عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، بينما تحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة.
و فاز فيلم “ريش“ بجائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم عربي روائي طويل، وقيمتها 20 ألف دولار. كما فاز الفيلم بالجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد الدولي في الدورة الرابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي بفرنسا.