قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية ورئيس نقابة الطب العام بالمغرب، إننا “إثر خروجنا من الحجر الصحي المنزلي لم نحترم التدابير الاحترازية، الشيء الذي جعلنا نُعاني أكثر، فتوفى الآلاف من الأشخاص بفيروس كورونا، وكذلك العديد من الأشخاص ذوي الأمراض الخطرة والمُزمنة بفعل أنهم لم يجدوا مكانا لهم داخل المُستشفيات”.
“حصلت مآسي اجتماعية، حين اعتقد المغاربة أننا قد تخلصنا من الجائحة، فامتلأت أقسام الإنعاش بشكل مُلاحظ، في كثير من المدن المغربية، وأصبح لدينا مرضى يهرولون للبحث عن الأكسجين، فكانت هذه الفترة الزمنية لحظة مفصلية بالنسبة للمغرب”، يسترسل حمضي في حديثه لـ”نقاش 21”.
وأشار حمضي إلى أنه “أريد أن تكون رسالتي واضحة بالنسبة لكافة المغاربة، وأن يكون حرصي عليهم مثل حرصي على أفراد أسرتي، حيثُ أنه كان بإمكاننا عدم الوصول إلى هذه المأساة الإنسانية، إن كُنا قد التزمنا جميعا بالتدابير الاحتياطية”.
وفي السياق نفسه، قال رئيس نقابة الطب العام بالمغرب، إنه “كان من الممكن أن أكتب مقالا أو أكثر ثم أتعب، لكن لم يكن الأمر مُمكنا بالنسبة لي، فاخترت أن أكون جزء من المُساهمين في بث الوعي لدى المغاربة، انطلاقا من البحث عن المعطيات العلمية المضبوطة وإسقاطها على المُجتمع المغربي”.
ويُردف حمضي بأن “المغاربة إثر مُتابعتهم لأخبار الفيروس، لا يودون معرفة عدد الوفيات، لكنهم يريدون معرفة ما إذا كان بإمكانهم السفر، ودراسة أطفالهم حضوريا، الشيء الذي يُحتم علينا عدم ترك المغربي بدون رؤية واضحة للمستقبل”.
وبكثير من المشاعر العارمة، كشف الباحث في السياسات والنظم الصحية أنه حرص طيلة فترة تفشي فيروس كورونا بالمغرب أن يُبلغ المُواطنين بتفاصيل الأزمة الوبائية، مستفسرا أن أكثر سؤال كان يجول في ذهنه هو “كيف يمكن للمواطن المغربي والمسؤول المغربي معرفة كافة التفاصيل المتعلقة بالفيروس، في قالب بسيط ومفهوم”، مردفا أن “عدد من المغاربة يتصلون بي لشكري على مجهودي في التوعية، وهذه شهادة أعتز بها، وهي كذلك مسؤولية كبرى ملقاة على عاتقي”.
