يقرأ حاليا
بعد تصريحات تبون المعادية..هل يضطر المغرب لقطع علاقته نهائيا مع الجزائر؟
FR

بعد تصريحات تبون المعادية..هل يضطر المغرب لقطع علاقته نهائيا مع الجزائر؟

Abdelmadjid-Tebbouned-ni9ach21

قررت الجزائر إعادة النظر في علاقاتها مع المغرب بعد اتهامها له بالقيام بأفعال عدائية متكررة، فهل سيمرر المغرب هذا الهجوم مرور الكرام كسابقيه؟

في آخر هجوم لها ضد المغرب، أصدرت الرئاسة في البلد الشقيق، الجزائر، اليوم الخميس، بيانا تتهم فيه المغرب بالعدائية المتواصلة تجاه الجزائر، وهو ما استدعى على حد قولهم إعادة النظر في العلاقة ما بين البلدين وأيضا تكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية، التي لا تزال مقفلة منذ 1996 حتى الآن، رغم مد يد الصلح من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس لمرات عديدة.

بين سطور هذا البيان، نجد حقيقة التلميحات التي يقصدها الرئيس الجزائري، والذي سبق وأعطى لحادث الحرائق الذي عاشه الشعب الشقيق في الآونة الأخيرة، والذي خلف أزيد من 90 قتيلا، طابعا إجراميا، اتهم فيه كلا من المنظمة القبايلية المستقلة المتمركزة في باريس، والحركة الإسلامية المحافظة الملقبة برشاد، مع اعتبارهم منظمات إرهابية.

خلافا لكل التوقعات، وجه النظام الجزائري أصابع الاتهام علنا وبوجه مكشوف للمغرب، في خطوة تم اتخادها عقب الجمع الاستثنائي الذي عقده المجلس الأعلى للأمن، خطوة أبانت عن الأوجه الحقيقية لمشكلة الثقة بين البلدين، مع العلم أن الجمع تراسه عبد المجيد تبون نفسه.

ويعتبر هذا التصريح آخر حلقة من سلسلة الهجمات التي خاضها النظام الجزائري بوجه عبد المجيد تبون، هذا الأخير الذي منذ توليه الحكم، في دجنبر 2019، لا يخلف ميعادا، لتوجيه الضربات الخسيسة، والتي تبين عدم قدرة الرئيس الجزائري على مواكبة التقدم وحسن مجاراة الدبلوماسية على صعيد عال، في مباراة كسب المغاربة رهانها على أيدي الملك محمد السادس.

وجدير بالذكر، أن العاهل المغربي دعا إلى إعادة إحياء الثقة، ومد يد الصلح للنظام الجزائري، ووصف البلدين بالشقيقين التوأم، في خطاب عيد العرش الذي سيشهد عليه التاريخ بحسن نية طرف وسوئها في الطرف الآخر.

وكما حصل ليوليوز قيصر عندما جاءته الطعنة من أعز أصدقائه، قوبل العرض بالرفض والاستهزاء. كما أن أكبر دليل على حسن نية المغرب، هو تقديمه يد العون على إثر الحرائق التي عرفها شمال الجزائر، حيث عبر عن رغبته في إرسال طائرتين من صنف كنادير للمساعدة في إخمادها في ظل التزام الجزائر العاصمة الصمت وقطع سبل التواصل.

هكذا ضيعت الجزائر فرصتها في عقد صلح كان بالمجمل في صالحها، بحكم أن البلدين شريكان اقتصاديان، وميزات الصداقة بينهما قد توفر رخاء اقتصاديا لكلا الشعبين في حالة التفاهم والتراضي. لكن عوضا عن ذلك ساهمت الجزائر في نقل المجرم المطلوب الملقب بإبراهيم غالي للعلاج بإسبانيا، ما سبب أزمة ديبلوماسية مستمرة لحد الآن بين الرباط ومدريد، مع العلم أن الجزائر نفسها تخوض معركة شديدة الوطيس ضد كل من يلقب نفسه بالانفصالي، ومع ذلك تدس أنفها في شؤون غيرها.

إقرأ أيضا

وكان السفير الدائم للمغرب بمنظمة الأمم المتحدة، قد صرح أنه على الجزائر، احترام حرية تقرير مصير الشعب القبايلي، وتبعا لهاته التصريحات تم استدعاء وسحب السفير الجزائري من الرباط، وقد يبدو أن هذا العداء حديث العهد لكن جذوره في الحقيقة تعود لسنوات الستينيات، وما بعد حرب الرمال.

بيد أنه، منذ توليه منصب الرئيس، حرص تبون على وخز هذا الجرح الذي لا يندمل كلما سنحت له الفرصة، في محاولة لإخفاء وتضليل حقيقة المشاكل التي تعيشها الجزائر مقابل تسليط الضوء على المغرب، دون تقديم أي دلالات ملموسة لادعاءاتهم الكاذبة، التي لا تتعدى البلاغات الشفاهية غير المثبتة.

هذه الوضعية قد تتسبب في حال استمرارها، في بروز مستقبل مظلم وقطع كلي للعلاقات بين الدولتين

انتقل إلى أعلى