يقرأ حاليا
نتائج “مهنية” متدنية.. هل دخل “المصباح” نفق “السقوط الإنتخابي”؟
FR

نتائج “مهنية” متدنية.. هل دخل “المصباح” نفق “السقوط الإنتخابي”؟

مؤشرات سلبية عديدة تحيط بمستقبل حزب “العدالة والتنمية” قبيل الانتخابات العامة المقبلة، جلها لا تبشر حزب العثماني بخير، بحسب باحثين ومراقبين مغاربة، لعل آخرها النتائج التي حصل عليها خلال الانتخابات المهنية، وقبلها النتائج التي حصدتها نقابة “الاتحاد الوطني للشغل” الذراع النقابي لحزب “العدالة والتنمية” القائد للإئتلاف الحكومي في انتخابات ممثلي المأجورين، فهل تبقَّت لـ“البيجيدي” أي كُوة أمل تنير مصباحه خلال التشريعيات القادمة ويطل منها على التَّصدّر؟

 

في نظر محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، فالنتائج المحققة في الانتخابات المهنية لا يمكن أن تعكس بشكل نهائي المزاج العام للهيئات الناخبة، أو أن تمثل الصورة المتوقعة للإنتخابات العامة، إذ في كل التجارب لم تكن الانتخابات المهنية مؤشرا لقياس حالة التصويت في الانتخابات العامة، خاصة خلال هذه السنة حيث ستجرى الإنتخابات بشكل متزامن لأول مرة وفي يوم غير يوم الجمعة، لذلك فالمعطيات مختلفة هذه المرة.

“في هذا السياق فقد كان ترشيح البيجيدي في هذه الإنتخابات “تكتيكيا” ولم يقم بالترشيح في كل الدوائر، كما لم يقم بالتقرب من الأوساط المهنية باعتبار الغرف المهنية فاعلا اقتصاديا وتنمويا، والفئة الناخبة على هذا المستوى لها خصوصية”.

وبقراءة تمحيصية لـ “49 مقعدا” التي حصل عليها الحزب من أصل أزيد من 700 ترشيح، يمكن القول أنه يعكس مؤشرات مقلقة، يقول بودن لـ “نقاش21″، خاصة إذا استحضرنا حصوله على 196 مقعدا خلال سنة 2015 في الانتخابات المهنية، أي أنه فقد ثلاثة أرباع في هذه الانتخابات، بالمقابل هناك طفرة واضحة لحزب “التجمع الوطني للأحرار”، وذلك بالنظر لارتباطه بمجالات المال والأعمال والقطاعات المرتبطة بالصناعة التقليدية والفلاحة والصيد البحري، والصناعة والخدمات والتجارة، أما حزب “الأصالة والمعاصرة” فقد بقي صامدا بالرغم من التراجع الطفيف، فيما ظل حزب “الإستقلال” الذي يمثل في الغالب الطبقة الوسطى، يراوح مكانه.

ممثلو المأجورين

بالرغم من تأكيد قيادات الحزب على عدم وجود رهان لـ “البيجيدي” على انتخابات المأجورين والغرف المهنية بمبرر عدم تأثير “الصدارة” فيها على الحزب، إلا أن هذا التبرير يبقى غير مقنع إلى حد كبير، وفق المتحدث، لأن هذه الانتخابات تنبثق عنها كذلك مقاعد الأحزاب في مجلس المستشارين، وبالتالي فتمثيلية الحزب قد تكون ضعيفة على هذا المستوى إذا لم يحقق النتائج المرجوة في الإنتخابات الجهوية والجماعية كذلك.

وتابع المحلل السياسي حديثه بالتأكيد على أن مراهنة الحزب أكثر على الانتخابات التشريعية تحتاج منه إلى تغطية كبيرة على مستوى الدوائر والإرتكاز على شعار قوي، وهذا ما لا يتوفر عليه الحزب هذه المرة، إذ لم يقدم شعارا مقنعا يمكنه أن يغير كل المعطيات التي تقف ضد اكتساحه، ولا يتوفر على طرح مُغرٍ، بالإضافة إلى ذلك فبحكم تدبيره للحكومة لمدة عشر سنوات فهو لا يرتكز على إنجاز كبير، يمكن أن يذهب به إلى الناخبين، أما شعار نظافة اليد فقد كان مغريا سنة 2016، وقد يقنع الناخبين الأوفياء للحزب فقط، أما المترددين الذين لم يقرروا بعد أين سيذهب صوتهم، فيرون أنه عليهم البحث عن بديل.

وعن تراجع أسهم الحزب في بورصة الانتخابات، يضيف بودن معطى اعتبره مهما في هذا التراجع، وهو المتعلق بمحاصرة الحزب بالنخب التقليدية، حيث قامت الأحزاب الأخرى بـ”ميركاتو” وصفقات استقطبت من خلالها أعيانا ونخبا تقليدية وماكينات انتخابية لها حضور انتخابي، وكان لها دورها في الانتخابات المهنية، لذلك فستنطلق من هذه الإنتخابات للقول بأنها ستؤثر في نتائج الإقتراع العام.

إقرأ أيضا

الحل في ضعف المشاركة

لم يبدو بودن متفائلا وهو يتحدث عن القاعدة الانتخابية الوفية لـ “العدالة والتنمية”، مكتفيا بلفت الإنتباه إلى أن المصباح هو الحزب الوحيد الذي يمكنه تنقيل مرشحيه من دائرة إلى دائرة أخرى، نظرا لوجود قاعدة انتخابية ثابتة تمنحه صوتها، إلا أن المتغير خلال هذه الاستحقاقات، هو تراجع تأثير هذه القاعدة بحكم المعطيات المتعلقة بالقاسم الإنتخابي، إذ لن يستطيع الحزب حصد ثلاثة مقاعد أو مقعدين وسيكتفي في حال فوزه في دائرة معينة بمقعد واحد في كل دائرة.

بالإضافة إلى ما سبق ذكره، زاد المتحدث أن قدرة الحزب على الإقناع التي كان يتوفر عليها خلال الإستحقاقات الماضية، وذلك الحماس الذي كان يظهر على المواطنين في تفاعلهم مع خطاب قيادات الحزب انبهارا بأطروحة الحزب أو برنامجه، وتبقى الحالة الوحيدة التي قد تسمح لـ “البيجيدي” بتصدر الانتخابات أو تحقيق نتائج مقبولة هي ضعف المشاركة، عدا ذلك فلن يستفيد من كثافة المشاركة أو حتى المشاركة في نسبتها المتوسطة.

“يبقى إذن تصدر الحزب رهين المشاركة الضعيفة، أو المشاركة في الحكومة في حال جمعه تحالف مع الأحزاب القريبة منه، أو أخيرا الإصطفاف في المعارضة، وهو خيار يرى مراقبون أنه الأفضل بالنسبة له خلال الفترة المقبلة” يختم محمد بودن كلامه لـ “نقاش21”.

انتقل إلى أعلى