يقرأ حاليا
بنكيران.. “حيوان سياسي” يُواجه هذه السيناريوهات
FR

بنكيران.. “حيوان سياسي” يُواجه هذه السيناريوهات

وأنت تتابع خرجاته الإعلامية على قلتها مؤخرا، ورسائله على مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكنك إلا التأكد من سخطه، وغضبه المستمر من بعض إخوانه في الحزب، أو من سوء تدبير “منافسه” العثماني لملفات حكومية ترتبط عنده بمبادئ حزب الخطيب، وعقيدة الإسلام، إنه عبد الإله بنكيران، الشخصية التي صنعت “البوز السياسي” في مسرح البرلمان، وعلى كرسي رئاسة الحكومة قبل تاريخ صدور بلاغ الديوان الملكي.

“على الإخوان أن ينسوا أمر ترشحي”، كانت هذه آخر جملة تعبر عن واقع السخط، والتي كشف عنها بنكيران في حديثه مع نقاش21، وهي جملة دفعت قواعد الحزب والرأي العام المتابع للمشهد السياسي لطرح أسئلة حول مصير رئيس للحكومة “المعزول”.

فهل يعتزل بنكيران السياسة؟

معاش بطعم “الصمت”

مهما تواترت الأحداث ضد بنكيران، فهو يقاوم لتجنب الموت السياسي، يقول أحمد شقير الباحث في العلوم السياسية، خاصة أنه مازال في سن مبكر جدا من الناحية السياسية، ولازال يشعر بأنه شخصية يمكن أن تقدم الشيء الكثير في المجال السياسي.

رفض بنكيران الترشح، وتأكيده على ذلك بطريقة ساخطة، نابع من كونه يشعر أنه تم إبعاده وإقصاؤه بشكل مبكر، منذ ترأسه للولاية الحكومية الأولى وتعيينه في الثانية، فكل المحاولات التي تمت من أجل إبعاده جعلته يشعر بالإقصاء، وهو ما يفسر الخرجات الإعلامية التي كان يقوم بها في كل مناسبة.

أما العامل الثاني وراء تعاطيه بغضب مع عدد من القضايا أنه يشعر أنه مازال يتوفر على أنصار داخل الحزب  يعولون عليه للبقاء وتصدر منصب من المناصب داخل الهيئات الحزبية وهو ما يفسر تأكيد بعض القيادات على ضرورة ترشحه.

في المقابل يؤكد الباحث أن منح معاش سياسي لبنكيران كانت إشارة سياسية معبرة على ضرورة تنحيه من المجال السياسي وهو ما جعل أعضاء وقيادات داخل الحزب ترى أن رجوعه إلى المعترك السياسي، أو المجال الحزبي سيكبد الحزب خسائر سياسية، وأيضا بفعل ارتباطه في دهن المغاربة بالقرارات اللاشعبية.

بالنسبة لعبد الصمد بلكبير المحلل السياسي المقرب من بنكيران، فإن الأخير لن ينتهي سياسيا، فهو “حيوان سياسي” وفق تعبيره، مهنته السياسة ويصعب على أي جهة فرض تواريه عن الأنظار.

ولهذا فإن الأمين العام السابق لـ “البيجيدي” ينتظر فقط مصير البلاد، ونتائج الإستحقاقات المقبلة، ليحدد موقعه السياسي.

تناقضات “تيار الإستوزار”

كشف شقير تناقضات قيادات العدالة والتنمية، بشأن موقفهم من ترشح بنكيران، إذ يصرح البعض منهم بأنه لا يحتاج للتزكية وأن مكانته محفوظة ويؤكدون تشبتهم بوجوده على رأس لائحة دائرة سلا، إلا أن “كلامهم ونواياهم الحقيقية يختلفان”،  ولعل أبرز مثال على ذلك ما صرح به سعد الدين العثماني جوابا على سؤال يتعلق بترشح بنكيران، حين قال “إلى بغا يترشح نرشحوه”، وهي عبارة مستفزة لزعيم من زعماء الحزب.

لقد كان الإستفزاز هدفه دفع بنكيران للتشبت بالرفض أكثر من كونه ترحيبا بشخصه، خاصة أنه شخصية لها مكان مختلف عن باقي المرشحين في الحزب، فقد لعب دورا كبيرا في تبويء الحزب الصدارة لولاية حكومية ثانية،  و”الحديث معه بشكل مستفز  يعني أنه عضو كباقي الأعضاء” فإخوانه يعلمون جيدا أنه إذا لم يشعر هناك إجماعا حوله فسيتراجع.

تأسيس حزب جديد

إقرأ أيضا

استبعد شقير أن يقدم بنكيران على تأسيس حزب سياسي جديد، خاصة إذا كان الحزب متساويا في النتائج مع باقي الأحزاب، فلن تكون له حظوظ لقيادة الحزب، أو حتى تشكيل حزب آخر، وذلك بالنظر لطبيعة هيكلة المصباح، إذ بالرغم من وجود اختلالات وظهور خلافات بداخله إلا أنها لم تؤدي إلى انشقاق أو “خروج عن الجماعة”.

ومن جهة أخرى، فتح بلكبير باب السيناريوهات على مصراعيه، مؤكدا أن مستقبل زعيم أو الحزب الإسلامي رهين بالتحولات التي سيعرفها المغرب كدولة تتأثر بمحيطها الإقليمي مستحضرا ما يحدث من تدخل في شؤون دول المنطقة المغاربية وما يجر معه من تغيرات محورية على مستوى الأحزاب الممسكة بالسلطة بداخلها، علما أن المغرب يبقى مختلفا لأن الدولة المركزية “المخزن” من تملك القوة، وبالتالي فالتأثير من الخارج لا يأتي من الأحزاب، أو النقابات أو هيئات المجتمع المدني.

وفي هذا السياق توقع بلكبير أن يكون للتوجه حول نموذج تنموي جديد وللجنة التي تم تعيينها لهذا الغرض دور أيضا في تحديد موقع بنكيران، كأن يعين الملك هيئة تعبر عن “الإمتداد العصري” للمخزن أو ما دعا له الفقيه البصري في الماضي ووصفه الباحث بـ “ديوان ملكي خارج الديوان” وهي هيئة “تعتبر عمليا برلمانا وحكومة” تكون معها الحكومة في الهامش، وقد يعرض على بنكيران أن يكون عضوا فيها.

 

 

 

انتقل إلى أعلى