يقرأ حاليا
مليارا برميل تحت أقدام سكان أكادير.. هل سيصبح المغرب بلدا نفطيا؟
FR

مليارا برميل تحت أقدام سكان أكادير.. هل سيصبح المغرب بلدا نفطيا؟

بطريقة مفاجئة، أعلنت شركة “Europa Oil & Gas” عن اكتشاف احتياطي نفطي مهم، وقدرته مليارا برميل في حقل غني بإنزكان على نفس الاتجاه الجيولوجي مع اكتشافات النفط والغاز الرئيسية على طول الساحل الغربي للقارة الإفريقية كاكتشافات السينيغال وموريتانيا.

ولم تكتفِ شركة “أويْل آند غاز”، بالإعلان عن اكتشافها فقط، بل أكدت عبر تغريدة على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” عن اكتشافها بل أعلنت عن انطلاق عملية استخراج رخص استغلال الحقل النفطي المستكشف بالمنطقة البحرية.

 

وتسارع الشركة بريطانية الجنسية للحصول على الرخص من أجل استخراج الحصص النفطية، وقدّر بيان صادر عن الشركة البريطانية المدرجة في بورصة لندن، الاحتياطي بسواحل أكادير، بملياريْ برميل بعد حفر مجموعة من الآبار بالمنطقة البحرية على مساحة تغطي 11.228 كيلومترا مربعا.

خبراء الشركة البريطانية أكدوا أن “حقل إنزكان” يتوافق من الناحية التقنية والاستراتيجية مع حوض “بوركوباين” قبالة سواحل إيرلندا، لافتين إلى أن الإنتاج سيكون بكميات ضخمة في حال تأكد وجود الاحتياطي.

وفي وقت كانت المؤسسات الرسمية بالمغرب تلتزم الصمت حيال أخبار الاكتشافات الصادرة عن شركات التنقيب الأجنبية، تخلى “المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن” عن حذره هذه المرة، مؤكدا كلام “أوروبا أويل أند غاز”، التي أطلقت عملية البحث عن شريك تتقاسم معه التكاليف المتعلقة باستثمارات فترات التنقيب المقبلة، مسجلا أن هذا الإجراء، الذي تلجأ إليه الشركات من كافة الأحجام، إجراء شائع جدا في مجال التنقيب عن النفط.

وأوضح المكتب أن الأشغال الجيولوجية وتفسير المعطيات المتاحة ـ الجيولوجيا والنشاط الزلزالي ثنائي وثلاثي الأبعاد والآبار القديمة ـ مكَّنت من تحديد عدة احتمالات اكتشاف تقدر مواردها المحتملة من قبل الشركة بملياري برميل، مسجلا أن “الأمر يتعلق بموارد محتملة، وليس باحتياطيات مؤكدة” وفق تعبير بلاغ اطلعت عليه “نقاش21”.

وأضاف المصدر ذاته، أن عملية التنقيب ستستمر بأشغال محددة وتكميلية لفهم أفضل للنظام البترولي واستهداف أحسن للبنيات التي يتعين حفرها.

 

 

ثروة تحت الأقدام

عالم الرسوبيات المغربي بدر الصفروي، أكد حوض أكادير معروف بالصخور النفطية المتكونة منذ مئات ملايين السنين خلال العهد الطباشيري، موضحا أن انخفاض الأكسجين آنذاك أدى إلى تركيز المواد العضوية ذات اللون الداكن الأسود وترسبها ما نتج عنه صخور نفطية تظهر نواحي منطقة “تغازوت” وما بعدها قريبا من الشاطئ.

الصفروي، وهو أستاذ جامعي بكلية العلوم والتقنيات بجامعة المولى إسماعيل، وحضّر رسالة الدكتوراه الخاصة به عن حوض أكادير، أوضح لـ “نقاش21″ أن الإشكال أن الظروف الملائمة لتكون الصخور النفطية ومنها البترول، لا يمكنها أن تتكون في هذه الظروف ويلزمها درجات حرارة مرتفعة زيادة على ضغط كبير.

إقرأ أيضا

” الاحتمالية الأكبر والأكثر رجاحة أن تتواجد هذه الصخور النفطية والبترول في اتجاه المحيط الأطلسي حيث تتوفر الظروف الملائمة المتعلقة بالحرارة والضغط المرتفعين”.

المتخصص في الطبقات والأحواض الرسوبية، أكد لـ “نقاش21″، أن مؤشرات قوية تقول بتوفر حوض أكادير على احتياطي مهم من النفط الصخري، لافتا إلى أن حوض الصويرة (شمال أكادير) يتوفر على الصخور النفطية، والذي تم استغلاله لمدة قصيرة عبر “لاسامير”، فضلا عن توفر جنوب المنطقة كذلك وتحديدا بحوض طرفاية على هذه الصخور.

وقال المتحدث إن الإشكال يكمن في التكلفة العالية جدا والإمكانيات غير المتاحة بالشكل الكافي، مؤكدا أهمية الاستمرار في إنجاز الدراسات والأبحاث.

من جانبه، رجَّح عالم الجيولوجيا المغربي علي شرود بدوره إمكانية تواجد البترول وسط أعماق المحيط وبالضبط بالطبقات الأكثر سماكة بما يعرف بـ “الأفشور”، لافتا إلى أنها المنطقة المفروض استغلالها وتوجد النفط بها.

وأكد الأستاذ الجامعي ضمن حديثه لـ “نقاش21” أن جميع الدراسات والبحوث الجيوفيزيائية التي همّت حوضي الصويرة وأكادير باعتبارهما تكونا خلال الحقبة الطباشيرية، أكدت تغذية طبقاتها الرسوبية بالصخور النفطية وصولا إلى منطقة “تمحضيت”.

أكذوبة “تالسينت”

للمغرب تجارب سيئة مع الشركات الأجنبية المنقِّبة عن البترول والغاز في عدد من مناطق المملكة، ولطالما توخَّى المغرب الحذر في الإعلان الرسمي عن أي اكتشافات نفطية أو غازية.

ويبقى درس أكذوبة بترول منطقة “تالسينت” جنوب شرق المغرب حاضراً في الأذهان بقوة، إذ أعلن الراحل يوسف الطاهري، وزير الطاقة والمعادن في حكومة عبد الرحمن اليوسفي، في صيف عام 2000، توفر آبار “تالسينت” على احتياطي من النفط يتراوح ما بين 1.5 مليار إلى ملياري برميل، حتى أن الخبر تم إعلانه عبر خطاب ملكي في الـ 20 من غشت 2000.

بعد أسابيع فقط، تأكد أن نفط “تالسينت” كان مجرد خدعة محبوكة من “مكايل كوستين”، رئيس شركة “لون سطار”، التي زفت بشرى اكتشاف مخزون كبير من النفط، واتضح لاحقا أن الشركة أرادت مضاعفة أسهمها في البورصة.

 

انتقل إلى أعلى