يقرأ حاليا
تحليل: مستقبل العلاقات بين المغرب وإيطاليا بعد فوز اليمين المتطرف بالانتخابات
FR

تحليل: مستقبل العلاقات بين المغرب وإيطاليا بعد فوز اليمين المتطرف بالانتخابات

مخاوف داخلية وأوروبية وإقليمية، هي التي أثارها فوز اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية الأخيرة بزعامة حزب “فراتيلي ديتاليا” أو “إخوة إيطاليا”. انتصار ائتلاف اليمين المكون من الحزب السالف الذكر بالإضافة إلى ”الرابطة” و”فورزا إيطاليا”، يأتي في وقت تعاني فيه الدول الأوربية من أزمة ناتج عن الحرب الروسية الأوكرانية.

 

في مقابل ذلك عرفت الأحزاب المنتمية لليسار تراجعا كبيرا، لم تستطع بالكاد تجاوز 26 بالمئة من الأصوات. فيما فاز حزب إخوة إيطاليا لوحده بـ 26 بالمئة من الأصوات. نتيجة عبدت الطريق أمام زعيمته “جورجيا ميلوني” لتصبح رئيسة الزوراء الجديدة كما أنه من المتوقع أن تصبح رئيسة الحكومة المستقبلية.

وقد سبق الحملة الانتخابية التي أفرزت فوز اليمين المتطرف في الاستحقاقات الانتخابية، مجموعة من المخاوف  نتيجة حمولة خطابهم السياسي الذي يعتبره البعض “متطرف ومعادي للمهاجرين وقضاياهم”، خاصة المسلمين منهم.

 كما أن هذا  الصعود للمين المتطرف، أثار العديد من التساؤلات حول مصير العلاقات المغربية الإيطالية، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء فـ “ميلوني” معروفة “بنزعتها الفاشية”.

الخطاب شيء والواقع شيء آخر

أكد خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، في تصريح هاتفي لـ“نقاش21″، أن “صعود اليمين المتطرف في إيطاليا له انعكاسات كثيرة على العلاقات بين البلدين. فظاهرة صعود اليمين المتطرف في أوروبا أضحت متواترة ليس فقط في إيطاليا، وإنما أيضا في الدول الاسكندنافية، وهذا مرتبط بالوضعية التي تعيشها هذه الدول”.  

أما فيما يخص العلاقات المغربية الإيطالية، يوضح شقير المحلل السياسي، أنه ” رغم صعود اليمين المتطرف ستبقى العلاقات بين البلدين  طبيعة لا تشوبها أي شوائب”.

بالنسبة لشقير، يجب التمييز بين الخطاب الانتخابي وبين واقع السلطة التي تحكمه مجموعة من الاكراهات. 

المهاجرين

وفيما يخص  القضايا التي لها علاقة بالمهاجرين، أوضح خبير العلاقات الدولية على أن “هناك فرق بين الخطاب الذي تتبناه الأحزاب أثناء العملية الانتخابية، وبين الواقع العملي عندما تدخل السلطة، وبالتالي فإنها ستتعامل بالواقع القائم على أساس أن الجالية المقيمة بإيطاليا مندمجة داخل المجتمع الإيطالي، وتتمتع بوضعها الخاص، وبالتالي من الصعب أن يقوم اليمين المتطرف بأي إجراءات قد تؤثر عليها”.

لكن المسألة ستعني بالأساس المهاجرين الغير الشرعيين، حسب شقير “فقد يتأثرون بهذا الوضع في حالة ما اتخذ اليمين بعض الإجراءات المتمثلة في ملاحقة هؤلاء المهاجرين وإعادتهم إلى وطنهم الأم”.

صعوبات كبرى ستطرح حول الكيفية التي سيتم بها إرجاع المهجرين، يقول شقير “هل ستقبل مكونات المجتمع المدني المتواجد في إيطاليا؟، وما هي السلطات القضائية التي ستخول لها هذه المسألة؟، بالإضافة إلى الكيفية التي سيتم بها التنسيق ما بين السلطات الإيطالية والسلطات المغربية”. مذكرا بأن هنالك بعض الحكومات التي حاولت القيام بنفس الشيء، إلا أن الأمر تعذر عليها.

 قضية الصحراء

وبالعودة إلى العلاقات المغربية والإيطالية، يرى محمد شقير، أنها “ستبقى في مستواها، وربما ستزداد قوة خاصة وأن هناك تنافس بين الشركاء الأوروبيين حول التعامل مع المغرب في الظرفية الراهنة”. 

إقرأ أيضا

في نفس الوقت شدد  المتحدث ذاته، على أن “الفاشية لا تعني الانفصالية، كما أن هذا الفوز لن يكون له تأثير على موقف إيطاليا اتجاه قضية الصحراء، خاصة وأن اليمين لاحظ التعامل الحاسم للمملكة المغربية تجاه المملكة الإسبانية وهذه مسألة لن يكون لها أي تأثير”.

وبالتالي فإن “الموقف الرسمي الإيطالي سيبقى على ما هو عليه فيما يتعلق بالصحراء خاصة وأنها تبقى بعيدة عن الملف ليس كفرنسا أو إسبانيا”، يقول شقير

 شراكات قوية

شراكات قوية هي التي تجمع المملكة المغربية بالاتحاد الأوروبي وإيطاليا ليست عائق، أمر شدد عليه المحلل في تصريحه لـ”نقاش21″ “فالعلاقات التي تحكم المغرب إيطاليا تدخل ضمن اتفاق مع الاتحاد الأوروبي الذي يُعتبر واضحا في علاقاته مع المغرب، وإيطاليا لن تشكل استثناء”.

أما فيما يتعلق بتوظيف الجزائر لورقة الغاز يعتبرها شقير “مسألة لن تكون لها تأثير، خاصة وأننا عرفنا حدود هذا التوظيف فيما يتعلق بأزمة الجزائر مع إسبانيا”.

وختم شقير حديثه قائلا بأن “المصالح المشترك بين المغرب وإيطاليا ستبقى على ما هي عليه رغم ما يمكن أن تقوم به الجزائر للتأثير عليها، خاصة وأنها محكومة باتفاقيات الإتحاد الأوربي والمصالح المشتركة بين الدولتين فكيفما كانت طبيعة هذه الحكومة لن تجرأ على المساس بالمصالح المشتركة للبلدين”. 

انتقل إلى أعلى