يقرأ حاليا
خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب.. خطوة نحو تحقيق الأمن الطاقي ورافعة لاقتصاد “القارة السمراء”
FR

خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب.. خطوة نحو تحقيق الأمن الطاقي ورافعة لاقتصاد “القارة السمراء”

شكل توقيع مذكرة تفاهم حول أنبوب الغاز “نيجيريا-المغرب”، بين المكتب الوطني للهيدروكربونات المغربي، ومجموعة غرب “سيداو”، الشركة الوطنية لغاز نيجيريا “NNPC”، “بشرى” للدول التي وجهت أنظارها نحو هذا المشروع، الذي يتزامن مع أجواء عالمية مشحونة، أبرز سماتها الحرب الروسية الأوكرانية وما ترتب عن ذلك من تهديد للأمن الطاقي للدول الأوروبية.

 

خطوة تأتي في سياق ظهور دراسات وأبحاث جيولوجية وجيوفيزيائية مشجعة لوجود موارد محتمل من الغاز، في مجموعة من مناطق المملكة، مما جعلها محط أنظار العديد من الدول.

وفي هذا السياق، أكد المحلل الاقتصادي، محمد جدري، في تصريح لـ “نقاش21” على أن “المغرب بصدد تنزيل مشروعه التنموي الجديد الذي يحتاج للكثير من الموارد الطاقية. فنحن بحاجة لمضاعفة الناتج الداخلي للمغاربة”.

أمر حسب المتحدث ذاته، “لن يتأتى إلا عبر قطاعات الفلاحة والتجارة والصناعة والخدمات، التي تحتاج دون شك إلى الطاقة، وبالتالي فإن خط أنبوب الغاز النيجيري المغربي سيجعل المغرب مؤمن من كل المتغيرات.

وخير دليل، عندما قامت الجزائر بقطع خط أنبوب الغاز “المغاربي الأوروبي”، لكن في القادم من السنوات فإن المملكة ستكون متحكمة في مواردها الطاقية.

كل الاكتشافات المحتملة للغاز داخل المغرب، يقول المحلل الاقتصادي أنها “ستجعله متوفرا على البنية اللوجستية لإنتاج الغاز وتصديره نحو أوروبا. كما أن خط أنبوب الغاز النيجيري المغربي هو مهم جدا للاقتصاد الوطني خصوصا خلال 20 أو 25 سنة القادمة”.

وأضاف جدري أن “المشروع المغربي النيجيري فيما يتعلق بأنبوب الغاز، سيغير ملامح إفريقيا. على اعتبار أن هذا الخط سيمر من 14 دولة، بما فيها المغرب ونيجيريا. وبالتالي هذا الأمر مهم جدا فهو سيؤمن احتياجات الطاقة لمجموعة من الدول”.

“كما أن معدل الكهرباء في المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا لا يتجاوز 50 بالمئة في معظم الحالات، حتى إن بعض الدول لا يتجاوز 15 إلى 20 بالمئة كالنيجر، ومالي وبوركينافاسو”، يقول المحلل الاقتصادي.

وبتالي فإن هذا الأنبوب، يضيف جدري سيمكن “من تعميم الكهرباء في مجموعة من دول غرب إفريقيا، مما سيشكل بنية تحتية أساسية لجلب الاستثمارات الخارجية والإفريقية وكذلك المحلية”.

مما سيساهم في إدماج اقتصاد هذه الدول مع باقي المجالات، وكل هذا لا يمكن أن يشكل إلا ثروة تساهم في تحقيق فرص للشغل بالنسبة للساكنة الذين يقدرون بأكثر من 340 مليون نسمة.

وشدد المتحدث أن المغرب “لا توجد له نظرة برغماتية تجاه القارة الإفريقية، بقدر ما تقوم نظرته على مفهوم رابح-رابح وعلاقة جنوب-جنوب الاستثنائية”.

وتابع: “المغرب من خلال هذا الأنبوب يطمح إلى تطوير موقعه في غرب إفريقيا من جهة، وتوفير أمنه الطاقي من جهة أخرى، في ظل المتغيرات الجيوستراتيجية التي يشهدها العالم”.

واعتبر المتدخل أن “المغرب خلال السنوات المقبلة، سيتمكن من تأمين أمنه الطاقي الذي يعد أمرا في غاية الأهمية بالنسبة للاقتصاد الوطني الذي يعتمد بشكل أساسي على الطاقة المستوردة من الخارج.”

وختم جدري حديثه بالقول إن “التحكم في مصادر الطاقة أمر بالغ الأهمية، خصوصا وأن المملكة ترغب في التحول إلى قطب صناعي رائد، سواء تعلق الأمر بصناعة السيارات أو الطائرات، الشيء الذي سيساعد على تحقيق طفرة اقتصادية في أفق 2035”.     

إقرأ أيضا

وللإشارة فإن نيجيريا تمتلك أكبر احتياطيات مؤكدة للغاز في إفريقيا بحوالي 200 تريليون قدم مكعب، معظمها غير مستغل أو يعاد حقنه في آبار النفط.

خلق الثروة لكل البلدان المجاورة

قالت أمينة بن خضرة المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، إن مشروع خط أنبوب الغاز الاستراتيجي المغربي النيجيري، والذي يوجد حاليا في مرحلة الدراسات الهندسية التفصيلية، سيسهم في ظهور منطقة شمال غرب إفريقيا المتكاملة.

وأوضحت أن هذا المشروع واسع النطاق “سيساهم في ظهور منطقة شمال غرب إفريقيا المتكاملة، وتسريع وصول غرب إفريقيا إلى الطاقة، وكذلك تسريع عملية الكهربة الشاملة لفائدة السكان”.

وقالت إن خط أنبوب الغاز المغربي النيجيري يهدف أيضا إلى إنشاء سوق كهرباء إقليمي تنافسي، واستغلال الطاقة النظيفة، والمساهمة في التنمية الصناعية والاقتصادية لجميع البلدان التي يعبرها هذا الخط، عبر تطوير العديد من القطاعات مثل الفلاحة والصناعة والتعدين، علاوة على تصدير الغاز نحو أوروبا.

وأضافت بن خضرة خلال هذه الجلسة التي جمعت رؤساء شركات النفط الوطنية والإقليمية وجرى خلالها تبادل الخبرات حول التحديات والفرص الحالية في قطاع الطاقة ومناقشة الاستراتيجيات لتعزيز التعاون والتكامل الإقليمي، أضافت أن هذا المشروع الضخم الذي يمر عبر 13 دولة على ساحل المحيط الأطلسي ويشمل 3 دول غير ساحلية سيكون له أثر إيجابي مباشر على أكثر من 340 مليون نسمة، مشيرة إلى أن جميع البلدان التي سيعبرها الأنبوب سيتم دمجها في دراسة وتطوير هذا المشروع.

وعلاوة على ذلك سيتيح هذا الأنبوب خلق الثروة بالنسبة للبلدان والسكان المجاورين، كما سيحدث زخما اقتصاديا حاسما يؤدي مباشرة إلى ظهور وتطوير مشاريع موازية.

انتقل إلى أعلى