يقرأ حاليا
“نواكشوط مغربية”.. تصريحات الريسوني تُخلف زوبعة وموريتانيا ترد بشكل رسمي- تحليل
FR

“نواكشوط مغربية”.. تصريحات الريسوني تُخلف زوبعة وموريتانيا ترد بشكل رسمي- تحليل

لم يتأخر رد موريتانيا على المغربي أحمد الريسوني رئيس  الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كثيرا، إذ وصف الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، حمد ماء العينين ولد أييه، تصريحات الريسوني بـ”غير المسنودة والمتعارضة مع الشواهد التاريخية”.

 

وقال حمد ماء العينين ولد أييه، وزير التهذيب الوطني وإصلاح نظام التعليمي، الناطق باسم الحكومة الموريتانية، في مؤتمر صحفي، عقب اجتماع مجلس الوزراء في نواكشوط أمس الأربعاء، جوابا عن سؤال حول التصريحات المنسوبة إلى الريسوني، إن تلك التصريحات “”مردودة على صاحبها وكل من تلامس أي هوى عنده”، مؤكدا أنها “لا تستند لأي مصدر، وتتعارض مع الشواهد التاريخية والجغرافية والقوانين والشرائع التي تحكم العلاقة بين الدول”.

وأضاف ولد أييه في التصريح الذي أوردته وكالة الأنباء الموريتانية بالقول إن تصريحات الريسوني “لا يوجد ما يعطيها أي مصداقية تحت أي جلباب”، مضيفا أن “صاحبها تبرأ من جلباب الحكمة والمصداقية”.

وكان الريسوني قد قال في مقابلة مع موقع “بلانكا بريس” إن تخلي المغرب عن موريتانيا “غلط”، وإن “قضية الصحراء صناعة استعمارية”. وهو التصريح الذي خلف وراءه موجة استهجان وغضب من النشطاء الموريتانيين معتبرين أنه تصريح يمس وحدة بلادهم”.

عصيد.. اثارة الفتن

هاجم  أحمد عصيد الناشط الحقوقي والكاتب،  الريسوني قائلا: “لا يتوقف بعض فقهاء المسلمين عن إثارة الفتن، وذلك لأن ثقافتهم مبنية على العنف واللاعقلانية”.

وأضاف عصيد في تدوينة له: “أحمد الريسوني المغترب ذهنيا في الخليج والمشرق العربي، يعود بنا إلى ما قبل 63 سنة ليشعل نار الحرب بيننا وبين إخواننا الموريتانيين، لأنه لا يفهم معنى الدولة الوطنية الحديثة، التي عندما تتشكل تنبني بسرعة على شعور وطني بالانتماء يعم كل الشعب الموجود على أرض تلك الدولة، ولو كانت مقتطعة من دولة مجاورة”.

وتابع: “كما هو شأن سنغافورة أو الأردن أو باكستان أو الجزائر وعدد كبير من الدول التي لم تكن موجودة بمساحتها الحالية، وعندما يحدث ذلك يصبح من باب الغباء وسوء النية النبش على الفتن والصراعات العبثية بالتشكيك في استقلال الدولة القائمة”.

وأوضح أن “المغاربة الذين يتحدثون عن نشأة الدولة الجزائرية حديثا إنما يتكلمون عن وقائع تاريخية حقيقية، لكنهم لا يصلون إلى حد المطالبة بتفكيك الدولة الجارة وإعادتها إلى سابق عهدها كما فعل الريسوني مع موريتانيا، بسبب انعدام أي حس سياسي لديه، وهو نفس الخطأ الذي ارتكبه حميد شباط قبل سنوات وأدى إلى أزمة دبلوماسية مع جارتنا الجنوبية، لأنه زعيم حزب سياسي، ولا يسمح له بارتكاب خطأ من هذا النوع”.

وأورد المتحدث ذاته،  “المضحك أن الريسوني ترأس اتحاد علماء الإخوان المسلمين الذي يزعم أن هدفه “جمع شمل المسلمين”، بينما ببياناته الداعية إلى الحروب ونشر الكراهية لم يزد الوضع إلا تدهورا”.

التاريخ.. والمعارضة

أكد أحمد نورالدين الخبير في ملف الصحراء، على أنه “لا يمكن قراءة تصريحات الريسوني، على أنها محاولة لخلق البلبلة بين العلاقات المغربية الموريتانية، بل العكس تماما تصريحاته هي رسالة محبة وتذكير بوحدة التاريخ والمصير، لأننا عندما نقول بأن المغرب أخطأ في موقفه التاريخي حينما تنازل تحت ضربات فرنسا عن كفاحه واستماتته في الدفاع عن بلاد شنقيط كجزء من المغرب، فإن الريسوني يتحدث عن الارتباط بالموريتانيين وبهذا الحب الذي يكنه المغاربة لأشقائهم في بلاد شنقيط بالنظر إلى الانتماء للتاريخ المشترك بين الشعبين.

وأوضح المحلل ذاته، أن “المغرب الرسمي غير مطالب بالتعبير عن موقف رسمي إزاء تصريحات الريسوني، ألا إذا صدر عن الجانب الموريتاني موقف رسمي بهذا الشأن، آنذاك يتعين على الخارجية المغربية، أن ترد ببيان تؤكد فيه بأن الريسوني لا يمثل أي جهة رسمية بالمغرب وبالتالي كلامه يخصه و لايمثل الموقف الرسمي للمملكة”.

“ولا ننسى أن الريسوني، _يضيف نورالدين_ محسوب على المعارضة أكثر من كونه قريبا من السلطة، على خلاف ما يروج له النظام الجزائري الذي وصفه بفقيه المخزن، وفقيه البلاط الملكي، وهذا تزوير للواقع فمعروف أن الريسوني كان قد قدم استقالته من حركة الإصلاح والتوحيد بعد تصريحات له حول إمارة المؤمنين، وهذا الخلط مقصود من الإعلام الجزائري وحركة “حماس” المتأسلمة لتقديم الريسوني زورا وكأنه مقرب من البلاط للتلبيس على الرأي العام الموريتاني والدولي”.

إقرأ أيضا

 “ويبدو أن الأشقاء الموريتانيين، او جزء منهم في المواقع الإلكترونية الموريتانية، قد وقعوا بالفعل في الفخ الذي تسعى إليه الجزائر للوقيعة بين المغرب وموريتانيا، لأن العسكر الجزائري يغيضه نجاح سياسية حسن الجوار بين البلدين الشقيقين، ويغيضه حجم المبادلات التجارية بينهما، وعمق الروابط القبلية والثقافية والاقتصادية وحتى العسكرية بين الجارين” حسب ذات المتحدث.

توضيح الريسوني

وفي توضيح نشره على موقعه، قال الريسوني، “إن حديثه في الحوار المذكور كان شفويا وعفويا، وكان أحيانا مقتضبا غير مكتمل البيان، وهو ما فتح الباب لظنون وشروح وتأويلات لم تخطر لي على بال، سواء كانت بقصد أو بدون قصد.

وسجل رئيس اتحاد العلماء المسلمين، أنه ” غير خاف أن دول المنطقة المغاربية كلها تعاني من تداعيات مشكلة الصحراء المغربية، والتي وصفتُها في الحوار بكونها “صناعة استعمارية”، ويوجد على حدود المغرب مع الجزائر تنظيم مسلح يسمى جبهة البوليساريو.

وأضاف، و”معلوم أن هذه المنظمة محضونة ومدعومة بالكامل من الدولة الجزائرية، وتتخذ من مدينة تندوف الجزائرية عاصمة فعلية لها، وفيها قاموا بتجميع الآلاف من أبناء صحراء (الساقية الحمراء ووادي الذهب)، يعيشون في المخيمات – في أوضاع مزرية – منذ عشرات السنين.”

وأوضح الريسوني، أن من أجل ذلك، دعا “إلى السماح للعلماء والدعاة المغاربة، ولعموم المغاربة، بالعبور إلى مدينة تندوف ومخيماتها، للتواصل والتحاور والتفاهم مع إخوانهم المغاربة الصحراويين المحجوزين هناك، حول الوحدة والأخوة التي تجمعنا، وحول عبثية المشروع الانفصالي، الذي تقاتل لأجله جبهة البوليساريو، مسنودة وموجهة من الجيش الجزائري”.

وشدد الريسوني، على أنه “يؤمن  مثل كافة أبناء المنطقة، أن بلدان المغرب العربي الخمسة، في أمس الحاجة إلى تجاوز هذه المشكلة، التي تعرقل وتعطل جهود الوحدة والتنمية، وتهدد السلم والاستقرار بالمنطقة، داعيا في المقابل، المسؤولين الجزائريين إلى أن يتركوا للمغرب معالجة النزاع باعتباره قضية داخلية.

انتقل إلى أعلى