يقرأ حاليا
الذكرى 43 لاسترجاع وادي الذهب.. محطة تاريخية في مسيرة الوحدة والتحرير
FR

الذكرى 43 لاسترجاع وادي الذهب.. محطة تاريخية في مسيرة الوحدة والتحرير

يحتفي الشعب المغربي وأسرة المقاومة المغربية، يوم غد الأحد بالذكرى 43 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، إلى أحضان الوطن الأم. نقطة مشرقة في تاريخ المملكة المغربية تسترجع من خلالها المملكة المغربية الأدوار البطولية لحركة المقاومة التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل تحقيق استقلال الوطن واستكمال الوحدة الترابية.

 

ومع بزوغ فجر الاستقلال، انخرط بعدها المغرب مباشرة في مسلسل تحقيق التنمية ووضع الأسس الصلبة للدولة الحديثة من خلال إنشاء بنيات أمنية وإدارية ومؤسساتية، وتعليمية وعسكرية وقانونية وغيرها من المؤسسات القوية المستجيبة لمتطلبات العصر. و بالموازاة مع هذا فقد عمل المغرب قدما من أجل استكمال مسلسل الوحدة الترابية وتخليص ما تبقى من المناطق التي بقيت تحت قبضة الاستعمار الإسباني، فنجح في ذلك عبر مراحل باعتماد وسائل جمعت بين النضال والمفاوضات والطرق السلمية، ليشكل حدث استرجاع إقليم وادي الذهب سنة 1979 آخر محطة في هذا المسلسل.

ذكرى اتبع من خلالها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني سياسة “راقب وانتظر” إيمانا منه بأن الدلائل والحجج التي بنت عليها محكمة العدل الدولية في لاهاي قرارها القاضي بمغربية الصحراء، هي الدلائل نفسها التي حسمت في مصير إقليم وادي الذهب، وأن الروابط التي تجمع ساكنة الإقليم بالعرش، هي نفسها العامل الأساسي في استرجاع إقليم وادي الذهب.

ففي 14 من غشت 1979، حل علماء وفقهاء وشيوخ وأعيان قبائل إقليم أوسرد ووادي الذهب بالقصر الملكي بالرباط من أجل الإعلان عن بيعتهم للملك الراحل الحسن الثاني. بيعة قطعت الشك باليقين وأكدت تشبث ساكنة المنطقة بمغربيتهم، وبالوحدة الترابية لوطنهم. كما أفشلوا مخططات أعداء الوحدة الوطنية الراغبين في تقزيم المملكة.  

حدث وطني له من الرموز الدينية ما يجعله محطة نيرة في تاريخ المغرب. ويتعلق الأمر هنا بثوابت “البيعة” لإمارة المؤمنين، والتي أعطت منذ قيام حكم الدولة الإدريسية شرعية الخلافة بالمغرب والداعم للنظام السياسي بالبلاد. وعلى امتداد التاريخ شكلت هذه البيعة العروة الوثقى بين الشعب والعرش، ضمنت استمرار المملكة وصمودها رغم الأزمات والمحن، محافظة على الوحدة الوطنية من خلال إقامة جو من الأمن والاستقرار والتلاحم بين أفراد المجتمع من طنجة إلى الكويرة.

المنطقة منذ استرجاعها حققت مجموعة من المكتسبات الرامية إلى وضع المنطقة على سكة التنمية وجعلها في صلب “النموذج التنموي للصحراء”، ويعرف إقليم وادي الذهب منذ استرجاعه تحولا ملموسا على مختلف الأصعدة فالمستوى المعيشي عرف تطورا مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 43 سنة، هذا التطور ظهر جليا من خلال النمو السكاني المتزايد الذي عرفه الإقليم والناتج عن توفير فرص الشغل، مما جعل الإقليم يتحول من نقطة عبور إلى موطن للاستقرار.

إقرأ أيضا

بالإضافة إلى ذلك فإن وادي الذهب عرف إنجاز مشاريع همت قطاع الإسكان والسياسة العمرانية بهدف تحقيق تنمية ترابية متوازنة وذلك من خلال المرور إلى السرعة القصوى الهادفة لإحداث برامج جديدة تحقق التنمية الحضرية.  

ومن المرتقب أن تعرف الصحراء المغربية، ارتفاعا في منسوب التنمية والرخاء وتحقيق المزيد من الازدهار، خاصة مع المشاريع التنموية الكبرى التي تم إحداثها. والحديث هنا عن مشروع الطريق السيار تزنيت الداخلة الذي يعتبر جسرا للتنمية، علاوة على مشروع ميناء الداخلة الأطلسي الذي من المرتقب أن يحول الصحراء لا محال إلى مركز ثقل مينائي بحري مغربي إفريقي على غرار ميناء طنجة المتوسطي.

وتبقى هذه  الذكرى راسخة في تاريخ الشعب المغرب، الذي جسد من خلالها تلاحم الشعب والعرش كما أعطى دفعة قوية للاستمرار في الدفاع وصون الوحدة الترابية من كيد الأعداء.

انتقل إلى أعلى