يقرأ حاليا
الدبلوماسية المغربية.. السرعة القصوى في انتزاع المواقف: هل هي بوادر طي ملف الصحراء؟
FR

الدبلوماسية المغربية.. السرعة القصوى في انتزاع المواقف: هل هي بوادر طي ملف الصحراء؟

انتقل مسلسل الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء إلى السرعة القصوى، خاصة مع تزايد الإشادة بالحكم الذاتي كخيار وحيد وأساس صلب لحل هذا النزاع المفتعل الذي عمر طويلا.

 

وقد انضافت قبل أيام فقط، هولندا إلى الدول المؤيدة للمبادرة المغربية، كما أكدت قبرص وقوفها إلى جانب المغرب في النزاع، إلى جانب دول أخرى مثل تركيا والمجر وصربيا ورومانيا وإسبانيا، إضافة إلى دول الخليج العربي.

كما أن الحضور الوازن لرؤساء الدبلوماسية، لأكثر من 50 دولة بالإضافة إلى التمثيليات الأخرى إلى مؤتمر مراكش للقضاء على التطرف و”داعش” لخير دليل على المكانة التي تتربع فيها المملكة المغربية في هندسة الأمن الدولي والقضاء على الإرهاب، خاصة مع اقتناع المنتظم الدولي أن الحركات الانفصالية خزان رئيسي للحركات الإرهابية في منطقة الساحل.

“قضية الصحراء المغربية تدخل منعطفا حاسما في أفق الطي النهائي للنزاع، الذي تغذيه الجزائر وصنيعتها “البوليساريو” الانفصالية والارهابية”

وفي هذا السياق اعتبر حسن بلوان الخبير في العلاقات الدولية، في حديثه مع “نقاش21” أنه “مع توالي المواقف التاريخية الشجاعة الداعمة لمخطط الحكم الذاتي تدخل قضية الصحراء المغربية منعطفا حاسما في أفق الطي النهائي للنزاع حول الصحراء المغربية، الذي تغذيه الجزائر وصنيعتها “البوليساريو” الانفصالية والارهابية”.

في هذا السياق، أوضح محمد شقير المتخصص في العلاقات الدولية، أن نجاح الدبلوماسية المغربية هو رهين بمجموعة من التطورات على المستوى الدولي والإقليمي والوطني. فعلى الصعيد الوطني كان الإجماع الجبهة الداخلية على القضية الوطنية كأولوية السياسة الخارجية لأكثر من من أربعة عقود واستخلاص كل التضحيات البشرية والمادية والمالية لربح حرب الصحراء ومواصلة المشاريع التنموية في الأقاليم الصحراوية”.

“المواقف الإيجابية لألمانيا واسبانيا وفرنسا من قضية الصحراء، شكلت  ضربة موجعة للجزائر و”البوليساريو”

محاصرة الطرح الانفصالي

أكد حسن بلوان، المحلل السياسي والمختص في العلاقات الدولية، أنه مع “توالي المواقف الأوروبية المؤيدة للحقوق المغربية المشروعة دليل واضح على النجاح الكبير الذي حققته الدبلوماسية المغربية التي دخلت دينامية جديدة وهادئة تحاصر الطرح الانفصالي في منطقة استراتيجية كانت تعتبرها الجزائر حدائق خلفية للهجوم على الوحدة الترابية المغربية”.

 

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن “المواقف الإيجابية لألمانيا واسبانيا وفرنسا من قضية الصحراء، شكلت  ضربة موجعة للجزائر و”البوليساريو” التي لم تستوعب بعد الصدمة حتى استفاقت على موقف جديد ومزلزل للمملكة الهولندية، التي تعتبر الحكم الذاتي الخيار الوحيد والجيد لحل النزاع في إطار السيادة المغربية، زد على ذلك مواقف معظم دول أوروبا الشرقية التي جددت دعمها للوحدة الترابية للمملكة المغربية”.

من جهته اعتبر محمد شقير، في تصريح لـ“نقاش21”، أن الدبلوماسية الجزائرية تراجعت بسبب جمود النظام العسكري الجزائري، وتحجر موقفه الدبلوماسي حول مبدأ تقرير المصير الذي ارتبط بحقبة خمسينيات القرن الماضي، في حين على المستوى الدولي فقد كان للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء دور حاسم في تغيير مواقف العديد من الشركاء الأوربيين وعلى رأسهم كل من ألمانيا وإسبانيا لتتبعها هولندا في انتظار الموقف الفرنسي الذي ينبغي أن يكون أكثر وضوحا وحاسما في مقبل الأيام”.

“المغرب يحظى بدعم وإجماع جميع الدول العربية باستثناء الجارة الشرقية الراعية لمشروع الانفصال”

إقرأ أيضا

محددات نهاية طي ملف الصحراء

شدد بلوان في حديثه، على أن هذه الدينامية الجديدة التي يشهدها ملف الصحراء المغربية تؤشر على على قرب الطي النهائي لهذا النزاع وذلك وفق مجموعة من المحددات، أولها أن “المغرب بقيادة الملك محمد السادس يتمتع بمصداقية كبيرة عند شركائه في المنتظم الدولي مما انعكس إيجابا على قضية الصحراء المغربية”.

وكورقة ثانية في صالح المغرب هي “توالي دعم الدول من جميع قارات العالم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية دليل على عزم تنسيق دولي من اجل إيجاد حل لهذا النزاع، خاصة مع توالي التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء وعموم افريقيا”.

“التطورات الأخيرة التي طفت على السطح، يقول شقير ستدفع حتما إلى الإسراع في طي ملف هذا النزاع في ضوء المتغيرات الدولية المتمثلة في التنافس الأمريكي الصيني حول التواجد بأفريقيا”

ومؤشر ثالت يضيف بلون “الطريقة السريعة والهادئة التي تتحرك بها الدبلوماسية المغربية والنجاحات المتتالية التي تحققها تحشر  خصوم الوحدة الترابية في الزاوية وتضربهم في مقتل، خاصة إذا استحضرنا ما تنفقه الجزائر من أموال طائلة من أموال الشعب على قضية خاسرة لا تحني فيها إلا الفشل والخيبة”.

كل هذه التطورات الأخيرة التي طفت على السطح، يقول شقير ستدفع حتما إلى الإسراع إلى طي ملف هذا النزاع في ضوء المتغيرات الدولية المتمثلة في التنافس الأمريكي الصيني حول التواجد بأفريقيا، والذي يشكل المغرب بحكم موقعه الجيوستراتيجي واستقراره السياسي أحد البوابات الرئيسية لتحرك القوى الإقليمية والعظمى في القارة الأفريقية.

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يحظى بدعم وإجماع جميع الدول العربية باستثناء الجارة الشرقية الراعية لمشروع الانفصال، وهذا يؤكد المكانة الهامة التي تحظى بها المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس، وقد تأكد ذلك مع الموقف الأخير لوزير الخارجية المصري سامح شكري الداعم للوحدة الترابية للمغرب.

انتقل إلى أعلى