يقرأ حاليا
تحليل: الدبلوماسية المغربية مع الاتحاد الأوروبي.. نجاح واختراقات كبيرة في قضية الصحراء
FR

تحليل: الدبلوماسية المغربية مع الاتحاد الأوروبي.. نجاح واختراقات كبيرة في قضية الصحراء

طفت على السطح مجموعة من المؤشرات، التي توضح سير المغرب والاتحاد الأوربي، نحو ترابط أكثر في العلاقات. الأمر الذي يفسره سلسلة المواقف الإيجابية، التي تعبر عنها دول الاتحاد  فيما يخص المغرب وقضاياه الحساسة والاستراتيجية.

 

الموقع المتقدم للمغرب في علاقاته بالاتحاد الأوربي، تتميز بـ”الأولوية والتفضيل”، وذلك في المقابل ضمان تزويد السوق الأوروبية بالمواد الفلاحية والثروة السمكية، ناهيك عن كون المغرب بوابة أساسية نحو إفريقيا.

“المغرب ينطلق في مفاوضاته بمنطق الندية مع الحفاظ على صفة الشريك الموثوق وذي المصداقية”

وفي هذا السياق، أكد حسن بلوان، أستاذ العلاقات الدولية، أن معظم الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي، تعلم أن المغرب تغير واصبح قوة هادئة ومؤثرة إقليميا، وينطلق في مفاوضاته بمنطق الندية مع الحفاظ على صفة الشريك الموثوق وذي المصداقية، وهذا هو عنصر قوة الدينامية الدبلوماسية المغربية الجديدة خلال السنوات الأخيرة”.

ومن بين المؤشرات التي تؤكد على توثيق العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، نجد أولا أن “المفوضية الأوروبية وصفت جهود المغرب بـ”الجادة وذات المصداقية في حل النزاع المفتعل بالصحراء المغربية”.

كما قام الاتحاد الأوروبي، برفع قيمة استثماراته في المغرب على مدى الأعوام السبعة المقبلة من 1.6 مليار أورو إلى 8.4 مليار أورو، لدعم خلق فرص عمل والزراعة المستدامة والطاقة المتجددة.

ورحب الاتحاد الأوروبي بموقف الاسباني الجديد قائلا: “يرحب الاتحاد الأوروبي بأي تطور إيجابي في العلاقات الثنائية بين دوله الأعضاء والمغرب، والذي من شأنه أن يفيد في تطبيق الشراكة الأوروبية المغربية”. كما رحبت المفوضية الأوروبية بموقف إسبانيا الجديد بخصوص مصير الصحراء المغربية”.

تطور مستمر

 اعتبر حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، في تصريح لـ“نقاش 21”، أن العلاقات المغربية الاوربية تاريخية واستراتيجية وتتطور باستمرار نظرا لحتمية القرب الجغرافي والشراكة المتميزة بين الطرفين منذ عقود. والمملكة المغربية تحظى بعلاقات ثنائية متينة مع معظم الدول الاوربية، كما ترتبط بعلاقات وثيقة مع أجهزة ومؤسسات الاتحاد الأوروبي مما يجعل المغرب شريكا مفضلا وقريبا وموثوقا من قبل هذا التكتل الاقتصادي والسياسي المؤثر عالميا، وهو ما يفسر سلسلة المواقف الإيجابية التي يعبر عنها فيما يخص المغرب وقضاياه الحساسة والاستراتيجية.

“الشراكة بين الطرفين تتزايد وتتطور والدليل على ذلك حجم الاتفاقيات والاستثمارات التي يوقعها الاتحاد مع المغرب”

التشويش على العلاقات بين الطرفين

رغم المناورات التي يقوم بها خصوم المغرب وأعداء وحدته الترابية داخل منصات أجهزة الاتحاد الأوروبي، يوضح بلوان إلا أن “الاتحاد اقتنع منذ سنوات أن الشراكة مع المغرب لا يمكن التخلي عنها اقتناعا بدوره الإقليمي في غرب حوض البحر المتوسط ولتشابك علاقاته مع معظم الدول الأوربية، لذلك فرغم التشويش على هذه الشراكة في البرلمان الأوروبي تارة وفي محكمة العدل الأوروبية تارة أخرى، إلا أن الشراكة بين الطرفين تتزايد وتتطور والدليل على ذلك حجم الاتفاقيات والاستثمارات التي يوقعها الاتحاد مع المغرب”.

 “مما يفسر أن الاتحاد الأوروبي حريص على تنمية التعاون الأوربي المغربي في ظل تنافس حاد بين القوى العالمية على مصالحها داخل افريقيا والمغرب باعتباره البوابة الحصرية للقارة السمراء” يقول بلوان.

“الدبلوماسية المغربية راكمت نجاحات باهرة واختراقات كبيرة على مستويات متعددة وفي قلبها قضية الصحراء المغربية”

استراتيجية الند للند

أكد بلوان أن المغرب نجحت استراتيجية الند للند التي نهجها في علاقاته مع مجموعة من الدول الأوروبية، موضحا بأن الدبلوماسية المغربية راكمت نجاحات باهرة واختراقات كبيرة على مستويات متعددة وفي قلبها قضية الصحراء المغربية.

إقرأ أيضا

وأوضح المتحدث ذاته،  أن المغرب يتحرك على عدة مستويات داخل الاتحاد الأوروبي، أولها أنه يحصن العلاقات التقليدية ويحافظ عليها كفرنسا وبريطانيا. كما يخترق جبهات جديدة في أوروبا الشرقية والشمالية”.

وأضاف بلوان أن المغرب يستثمر القوة الهادئة والحازمة لاستدراج واستمالة دول كانت مترددة أو محايدة كما وقع مع المانيا واسبانيا، وهو ما سيفتح آفاقا جديدة ليس في العلاقات الثنائية بل سيتعداها نحو ترسيخ الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوربي، من جهة وبين أوروبا وأفريقيا من جهة أخرى”.

“الاتحاد الأوروبي يقوي من علاقات التعاون مع المغرب الذي أصبح بعد بوابة أفريقيا والدولة الأكثر استقرارا”

الرهان على أفريقيا

من جهته، اعتبر محمد شقر، المتخصص في العلاقات الدولية، أن “الرهان على إعادة المتوقع بأفريقيا التي أصبحت منطقة تجاذب للاستثمار من طرف عدة قوى عالمية وإقليمية جعلت الاتحاد الأوروبي يقوي من علاقات التعاون مع المغرب الذي أصبح بعد بوابة أفريقيا والدولة الأكثر استقرارا لمواجهة كل التحديات والمخاطر التي تهدد أمن المنطقة الجنوبية لأوروبا سواء ما تعلق الأمر بالإرهاب أو تنافس القوى الصاعدة كالصين” .

“وقد زاد هذا التقارب على ضوء تداعيات الأزمة الأوكرانية التي دفعت الاتحاد الأوروبي بالالتفاف إلى شمال إفريقيا وعلى رأسها المملكة المغربية التي تشكل القوة الأكثر استقرارا وقوة في المنطقة إلى جانب الجزائر.” يقول شقير في حديثه مع “نقاش21”.

وأوضح شقير في نفس السياق، أن “التوجه الاستراتيجي للمغرب للاستثمار في الدول الإفريقية يتوافق مع التوجه الأوروبي في تقوية موقعه الاقتصادي في هذه المنطقة، مما يفسر إبرام أول مشروع بمبلغ 4 مليون أورو للشراكة في مشاريع تكوين وتدريب أطر افريقية ومواجهة موجات الهجرة وخلق مشاريع للشباب الإفريقي بهذه المنطقة”.

انتقل إلى أعلى