يقرأ حاليا
فرنسا وفشل محاولة الروكوب على فاجعة زلزال الحوز
FR

فرنسا وفشل محاولة الروكوب على فاجعة زلزال الحوز

أثار خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وجهه المغاربة يوم الثلاثاء، غضب عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، معتبرين إياه تطاولا على سيادة المغرب، وخرقا لحدود اللباقة والبروتوكول، مؤكدين بأن هذا الخطاب يجب أن يتوجه به إلى الجهات الرسمية بالدولة، وليس للشعب.

 

 

واعتبر العديد من الخبراء المغاربة، أن ماكرون يكرس من خطابه النظرة الاستعمارية التي تحاول فرنسا استعادتها بعد أن خف بريقها على المستوى الإفريقي، كما أنه يحاول تبييض موقفه الانتخابي أمام القاعدة الإنتخابية للجالية المغربية في فرنسا التي كان يعتمد عليها.

وتعليقا على هذا الجدل المحتدم، يقول المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، رشيد لزرق، بأن “فرنسا حاولت الركوب على الفاجعة التي يعرفها المغرب، من أجل تبيض وجهها القبيح في مستعمراتها القديمة بالقارة الإفريقية”، مشيرا إلى أن “باريس لم تغير عقليتها، بحيث تنظر إلى البلدان الإفريقية التي استعمرتها قديما بمثابة حديقتها الخلفية،  والحال أن المغرب بلد ذو سيادة لن تقبل بمثل هذه التصرفات الصبيانية التي يقوم بها ماكرون”.

وأفاد رشيد لزرق في تصريح هاتفي لـ” نقاش 21 ” أن “إتجاه ماكرون لمخاطبة الشعب المغربي دون ممثله القانوني في شخص الملك محمد السادس والحكومة هو منطق استعماري أصيل متجذر في العقل الفرنسي. مبرزا أن المغرب في استراتيجيته التي  اعتمدها من أجل معالجة الأزمة التي خلفها الزلزال لم يرفض دعم أي دولة، بل إكتفى فقط بالاستفادة بالتجارب الدولية المتمثلة في إسبانيا وإنجلترا والقطر والإمارات وفق حاجياته، وهذا الأمر الذي أزعج الجانب الفرنسي الذي يحاول فرض دعمه على المملكة المغربية”.

وأبرز المحلل السياسي بأن “فرنسا ترجمت هذا الانزعاج من خلال الحملة الشمطاء التي قادها الإعلام الفرنسي غير النزيه لمحاولة ضرب الوحدة الوطنية، من خلال تصوير أن المغرب يرفض المساعدات الدولية لإنقاذ ضحايا الزلزال، الأمر الذي رد عليه المغاربة بـ التلاحم والتضامن الكبير بين الملك وشعبه الذي أعطى ملحمة وطنية أظهر للعالم قوة المغاربة، وبالتالي فإن مخاطبة ماكرون للشعب المغربي هي خطوة فاشلة ستزيد العلاقات بين البلدين توترا كبيرا”.

ومن جهته قال، هشام معتضد ، خبير في الإستراتيجية والعلاقات الدولية، أن “الكلمات التي وجهها الرئيس الفرنسي للشعب المغربي، أبانت للمنتظم الدولي عامة وللشعب الفرنسي والأوروبي خاصة والدول التي تربطها علاقات دبلوماسية مع فرنسا، أن الرئاسة الفرنسية بقيادة ماكرون تجاوزت البروتوكولات المتعارف عليها دبلوماسيًا و سياسيًا و أصبحت الرئاسة الفرنسية بين أيدي هواة سياسة و وصوليين سلطويين”.

وتابع معتضد في حديث مع “نقاش 21”، أن “فكرة توجيه خطاب للشعب المغربي الحر و ذو سيادة دولة وتاريخ أمة و قيادة ملكية، أبان مرة أخرى عن عجرفة سياسية فرنسية منقطعة النظير، و تجاوز خطير لمنطق الاحترام السياسي اتجاه أمة ذات سيادة و ملك شرعي ذو سلطة تفويضية و مسؤولية شعبية”.

إقرأ أيضا

ماكرون و مستشاروه أدخلوا فرنسا في ازمات داخلية غير مسبوقة و يتابعون تدمير مكانة فرنسا السياسة على المستوى الدولي، و أفرغوا ما تبقي من تاريخ فرنسا السياسي و الدبلوماسي و الثقافي من مكوناته الروحية و قيمه الانسانية و الاجتماعية. حسب ما جاء على لسان الخبير في العلاقات الدولية، هشام معتضد.

وأبرز أن “اتخاذ قرار مخاطبة شعب ذو سيادة و قيادة أبان عن خطورة الوضع السياسي في فرنسا، و على القوى الحية الفرنسية أن تتحرك سريعا لتحييد الساهرين على الرئاسة الفرنسية عاجلًا لان الامور أصبحت خارج السيطرة و القرارات أصبحت تأخد من منطلق العبث السياسي و الجهل الدبلوماسي و هذا أمر جد خطير بالنسبة للفرنسين و مستقبل فرنسا”.

وإعتبر هشام معتضد أن “ماكرون الذي راكم عدة أخطاء تاريخية و أدخل فرنسا في دوامة سياسية من الصعب الخروج منها، على الاقل في النصف قرن القادمة، لانه عمل على تدمير كل الارث السياسي و التاريخي و الدبلوماسي و الثقافي و الاستراتيجي لفرنسا الانوار وعبث بمكانة الشعب الفرنسي في الضمير العالمي والافريقي”.

انتقل إلى أعلى