يقرأ حاليا
إنقلابات إفريقيا.. هل ستتأثر مصالح المغرب في القارة السمراء؟
FR

إنقلابات إفريقيا.. هل ستتأثر مصالح المغرب في القارة السمراء؟

تعيش القارة الإفريقية على وقع صفيح ساخن، من الانقلابات العسكرية في منطقة الغرب ووسط القارة، وخاصة في دولتي النيجر والغابون، التي تجمعها مع المملكة المغربية مجموعة من العلاقات الإستراتجية المهمة والقوية، سواء في المجالات الإقتصادية أو السياسية والديبلوماسية.

 

 

وأفادت مجموعة من التقارير الصحفية، أن هذه الإنقلابات تعتبر تهديدا حقيقيا للعلاقات المغربية مع عمقها الإفريقي، في ظل إرتفاع الإنقلابات والأزمات التي تشهدها المنطقة. وتعليقا على هذا الموضوع، يقول الخبير في العلاقات الدولية والإستراتيجية، هشام معتضد، بأن” تدبير الأزمات والانقلابات العسكرية و السياسية في أفريقيا من منظور السياسة الخارجية المغربية يعتمد على محددات معينة، من أبرزها تبني مواقف تحافظ على مكتسبات الرباط الاستراتيجية والالتزام السياسي بالدفاع عن المصالح الحيوية للوطن، بالإضافة إلى استحضار عقل الدولة في التعامل مع المراحل الانتقالية، بعيدًا عن المزايدات السياسية أو المجاملات الدبلوماسية”.

وقال هشام معتضد في تصريح لـ” نقاش 21 “بشكل عام، الانقلابات الأفريقية لا تؤثر على وزن المغرب في الخريطة السياسية الأفريقية، وخاصة في المناطق ذات الحضور التقليدي للمغرب و مناطق نفوذه السياسي و التاريخي، لأن بناء تواجد المغرب في المناطق الافريقية اعتمد على عاملين اثنين و هما مفهوم الحضارة المغربية و بنية الدولة السياسية “.

وأفاد المتحدث ذاته، بأن “تداول الأنظمة في الدول الافريقية و تغيير قيادتها، له انعكاسات محدودة و تأثير ضعيف على ديناميكية الحضور المغربي في العمق الأفريقي، لأن المكون المغربي جزء مهم في البنية السياسية والهيكلية الاستراتيجية للتنظيم الأفريقي” .مبرزا أن “للمغرب أصدقاء سياسيين أفارقة و يربط علاقات وطيدة مع مجموعة من الأنظمة الأفريقية، ويكن احتراما كبيراً للعائلات الإفريقية الحاكمة، لكن في تدبيره لسياسته الخارجية يستحضر حضارته التاريخية ومكون الدولة المغربية من أجل بناء مساره السياسي الأفريقي”.

وأضاف معتضد  أن “شكليا المراحل الانتقالية للانقلابات بأفريقيا، قد يكون لها تأثير بسيط على ديناميكية العلاقات الخارجية، ليس فقط مع الرباط و لكن مع باقي الأطراف الخارجية، و هذا شيء جد طبيعي في العلاقات الدولية، لكن من حيث المضمون، العلاقات المغربية الأفريقية لا تتأثر بتغيير القيادات، لأن حضور المغرب الأفريقي وتواجده التاريخي في القارة السمراء، هي مسألة ارتباط بشعوب و تقاسم حضارة و تدبير حضور دولة ذات أمة تاريخية”.

إقرأ أيضا

وتجدر الإشارة إلى أنه سبق لمجموعة من ضباط الجيش في الغابون أن أعلنوا  استيلاءهم على السلطة في البلاد، وإلغاء نتائج الانتخابات الرسمية الأخيرة، التي فاز فيها الرئيس علي بونغو أونديمبا بولاية ثالثة.

ويأتي وقوع الانقلاب بعد وقت قصير من إعلان هيئة الانتخابات الوطنية فوز بونغو، البالغ 64 عاما، بولاية ثالثة في الانتخابات التي تمت السبت بنسبة 64.27.ويعتبر انقلاب الغابون هو ثاني انقلاب الثاني في إفريقيا بعد انقلاب النيجر الذي حدث في 26 يوليوز.

انتقل إلى أعلى