يقرأ حاليا
بعد تقدمه بطلب رسمي.. هل ينجح المغرب في الانضمام إلى مجموعة “بريكس”؟
FR

بعد تقدمه بطلب رسمي.. هل ينجح المغرب في الانضمام إلى مجموعة “بريكس”؟

كشفت وزيرة الخارجية لجنوب إفريقيا، ناليدي باندور، قبل أيام أن العديد من الدول ومن ضمنها المغرب تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة “بريكس”، بالإضافة إلى تسجيل العديد من الطلبات غير الرسمية الأخرى بشأن إمكانيات العضوية.

 

معطيات تم الإدلاء بها خلال مؤتمر صحفي قدمت من خلاله وزيرة الخارجية، آخر استعدادات بلادها لاستضافة القمة الخامسة عشرة لمنظمة “بريكس”، المقرر عقدها في الفترة ما بين 22 و24 من الشهر الجاري. 

خبر طرح معه العديد من التساؤلات حول حظوظ المملكة المغربية وإمكانية انضمامها لهذا التجمع الاقتصادي العالمي، الذي يضم كل من الصين، وروسيا، والهند، وجنوب إفريقيا، والبرازيل، والذي يهدف بالأساس إلى التخلص من هيمنة الغرب.

الانضمام رهين بالتوجهات السياسية

وتعليقا على هذا الموضوع، أوضح خبير الشأن السياسي والاستراتيجي، هشام معتضد، أن فرصة الانضمام إلى هذا التجمع الاقتصادي رهين بالتوجهات السياسية لكل من الصين وروسيا ورؤيتهما الاستراتيجية لتموقع المجموعة في خريطة الاقتصاد والتجارة العالميين. 

واعتبر المتحدث في تصريح لـ”نقاش21” أن المغرب يشكل إضافة حيوية لتحقيق أهداف التجمع الدولي، انطلاقا من كونه منصة إفريقية للتجارة والاقتصاد، كما أنه فاعل مالي واستثماري موثوق به على مستوى الساحة الإفريقية.

وحول الامتيازات التي سيستفيد منها المغرب في حالة الانضمام إلى هذا التكتل الاقتصادي، أكد معتضد أن المغرب سيستفيد من الامتيازات الاقتصادية والتجارية للمجموعة، بالإضافة إلى الحوافز المالية وانسيابية رؤوس الأموال الاستثمارية داخل فضاء هذه المجموعة الاقتصادية.  

وأشار المتحدث إلى أن المجموعة الاقتصادية من جانبها ستظفر بفاعل استراتيجي، اقتصاديا وماليا في إفريقيا، وبلد ذو رصيد سياسي ودبلوماسي مع معظم الدول الإفريقية وخاصة العربية منها. 

وأكد المحلل السياسي، أن البريكس واعي بضرورة إقحام فاعلين دوليين جدد على غرار المغرب للمجموعة، من أجل ضمان تواجد استراتيجي في شمال وغرب إفريقيا، خاصة وأن قادة المجموعة عازمين على تقوية تواجدهم الاقتصادي والتجاري في إفريقيا وكسب رهان الأسواق والموارد الإفريقية. 

الخلاف المغربي الجنوب إفريقي

من بين المخاوف المطروحة أيضا فوق الطاولة بعد الكشف عن تقديم المغرب لطلبه من أجل الانضمام إلى التجمع الاقتصادي، هو تأثير الخلاف السياسي بين المغرب وجنوب إفريقيا على ملف الانضمام المغربي، الأمر الذي اعتبره هشام معتضد غير منطقي.

وشدد المتحدث على أن جنوب إفريقيا عضو هام داخل المجموعة، لكنها الدولة الأضعف اقتصاديا، خاصة وأن إجمالي ناتجها الداخلي يأتي في الصف الخامس بعد كل من الصين والهند والبرازيل وروسيًا ب 420 مليار دولار.

إقرأ أيضا

وتابع قائلا: “حتى وإن أرادت محاولة إقحام السياسة في مداولات دراسات الملفات، فإن وزنها الاقتصادي لن يسمح لها بأي تأثير نظرًا لهامشها الاقتصادي الضئيل داخل المجموعة”. 

توجه استراتيجي

وفي معرض تصريحه، أقر المتحدث بأن طلب المغرب للانضمام لمجموعة بريكس، هو توجه يساير التحولات الجيو اقتصادية، التي تعيشها التوازنات الاقتصادية العالمية، خاصة وأن التوجه العالمي يسير بخطى تابثة نحو القطبية المتعددة، وفلسفة الاقتصاد الدولي والتجارة الدولية، لم تعد تؤمن بأحادية التدبير الاقتصادي أو الانفراد بالقرار التجاري على المستوى الدولي. 

وتحدث خبير الشأن السياسي والاستراتيجي، هشام معتضد، عن بعض التقارير الدولية التي أكدت أن النمو العالمي للبريكس سيصل إلى أكثر من %40 في السنوات القليلة القادمة، كما أن وزنه الاقتصادي العالمي سيتعدى %20 في الثلاث سنوات الآتية. 

وانطلاقا مما سبق اعتبر معتضد في ختام تصريحه، أن رغبة المغرب لاختراق هذا التكتل الاقتصادي هو قرار استراتيجي بالنسبة للسياسة الخارجية المغربية، وينسجم مع التوجهات الجديدة للمغرب فيما يخص سياسة تنويع الشركاء لمسايرة التطورات والتحولات الجيوسياسية العالمية.

انتقل إلى أعلى