طلب زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، ابراهيم غالي، هذا الأسبوع من الحكومة الإسبانية القادمة، بالتراجع عن موقف بيدرو سانشيز الذي يرأس الحكومة الإسبانية في الفترة الانتقالية بعد انتهاء ولايته، مشيرا إلى أن دعم إسبانيا للمغرب يعتبر بمثابة خيانة للجبهة الوهمية ومحتضنتها الجزائر.
وتعليقا على هذا الموضوع يقول حسن بلوان، خبير في العلاقات الدولية، إن “طلب البوليساريو من الحكومة الإسبانية المقبلة بسحب إعتراف مدريد بمغربية الصحراء لن يتم قبوله أو العمل به، لأن هذه الأخيرة تدرك جيدا أهمية المغرب كشريك وحليف استراتيجي حقيقي في القارة الإفريقية وخارجها”.
وأضاف حسن بلوان في تصريح هاتفي لـ “نقاش 21 “، أن “المملكة المغربية تتعامل مع الحكومة والمملكة الإسبانية، ولا تتعامل مع أحزاب سياسية تتغذى من دعم جبهة البوليساريو الموالية للجزائر، مشيرا إلى أن نباح البوليساريو ليس له تأثير أبدا في صنع القرار بالمملكة الإسبانية. وخاصة أن هذه الأخيرة عملت في السنوات الأخيرة على محاصرة الفكر الانفصالي الذي يهدد وحدتها الترابية.
وتابع أن “احتمال سحب إسبانيا اعترافها بمغربية الصحراء يبقى مستبعدا”، معتبرا أن “هذا القرار سيكلفها الكثير، خاصة وأنها هي المستفيد الرئيسي من عودة العلاقات مع المملكة المغربية إلى طبيعتها، لأن الرباط تشكل جسرا متينا لمجموعة من النقاط الحيوية التي تسعى مدريد على إرسائها في السنوات المقبلة”.
وأشار حسن بلوان في نهاية حديثه، إلى أن “مدريد أصبحت تسعى إلى تحقيق شراكة إستراتيجية شاملة مع المملكة لجلب المصلحة والاستفادة، ولعل الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين في العديد من المجالات الحيوية وعلى رأسها الفلاحة والطاقات المتجددة، بالإضافة إلى الاستثمار والاقتصاد، الذي حقق نتائج جد إيجابية بعد مرور أقل من سنة على انعقاد المؤتمر المغربي الإسباني، خير دليل”.
