يقرأ حاليا
استمرار الأزمة بين الرباط وباريس سبب تأجيل زيارة مسؤول فرنسي للمغرب
FR

استمرار الأزمة بين الرباط وباريس سبب تأجيل زيارة مسؤول فرنسي للمغرب

كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية عن تأجيل الزيارة المرتقبة لـ جيفروي رو دي بيزيو، رئيس حركة المقاولات الفرنسية   “Medef”، للمغرب، إثر طلب تقدم به الاتحاد العام لمقاولات المغرب، من أجل تأجيل الزيارة التي كان من المرتقب القيام بها في 26 من هذا الشهر.

 

وحسب ما أوضحته مصادر الجريدة نفسها “فالقرار جاء نتيجة لما تعرفه العلاقات المغربية الفرنسية من توتر حيث لا تسمح الظرفية الحالية بالقيام بهذه الزيارة”.  

وتعليقا على هذا القرار، قال المتحدث باسم “ Medef” في إحدى خرجاته الإعلامية “ هناك بالتأكيد سياقات سياسية لكننا قادة أعمال ولا نلعب بالسياسة، ما يهمنا مثل نظرائنا المغاربة، هو مشاريعنا. يجب أن تكون قادرًا على تمييز الأشياء جيدًا”.

وتابع: “السياسة لها تأثر بالطبع، خاصة بالنسبة للعقود العامة، لكن الشركات الخاصة فيما بينها تبحث عن أفضل التقنيات وأفضل المستثمرين”.

علاقات متجذرة

وأكدت “لوموند” في مقالها المعنون بـ “العلاقات الاقتصادية المغربية الفرنسية، ضحية جانبية للتوترات الدبلوماسية”، أن العلاقات الاقتصادية بين الجانبين قوية ومتجذرة، ففي عام 2022 كانت فرنسا المستثمر الأجنبي الرائد في المغرب، متقدمة على الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة. كما أن السياح الفرنسيين هم من استحوذوا على المركز الأول من حيث الإقبال على المملكة كوجهة سياحية.

وأضاف المصدر ذاته أن فرنسا ما زالت تحتفظ بالمركز الأول من حيث الاستثمارات الأجنبية، فيما تراجعت باريس إلى المرتبة الثانية بين الشركاء التجاريين للبلاد، بعد إسبانيا منذ عام 2017.

وأشارت الجريدة ضمن مقالها، إلى أن “المغرب يظل البلد الأول في إفريقيا من حيث صافي الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والأول من حيث فرص العمل المستحدثة والثاني من حيث عدد المشاريع المنفذة في فرنسا عام 2022”.

قضايا عالقة

وسلط المقال الضوء على مجموعة من القضايا السياسية العالقة بين البلدين، وأبرزها قضية الصحراء المغربية، خاصة بعد خطاب العرش الأخير حيث وجه الملك محمد السادس رسائل قوية لشركائه مفادها أن الصحراء هي النظارة التي ينظر بها المغرب للعالم، وبالتالي فالمغرب ينتظر من باريس موقفا قويا مثل واشنطن، التي اعترفت بالسيادة المغربية على المنطقة.

واعتبر المصدر ذاته، أن “التقارب الفرنسي الجزائري ومحالة دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، أمر تنظر له الرباط بتوجس”.

إقرأ أيضا

كما ذكرت الصحيفة الفرنسية، بمجموعة من الصفقات الاقتصادية التي ترغب الشركات الفرنسية في الظفر بها، وأولها صفقة القطار السريع الرابط بين مراكش وأكادير، لكن الأزمة الحاصلة بين البلدين، تطرح مجموعة من التساؤلات حول إمكانية الفوز بمثل هذه الصفقات.

وأشار التقرير ذاته إلى أن سوق الهيدروجين الأخضر، يعتبر من بين القطاعات التي ترغب الشركات الفرنسية في الولوج إليها، إلا أن المملكة وجهت أنظارها صوب ألمانيا حيث وقع اللدان اتفاق مشترك، من أجل تطوير قطاع الهيدروجين بالمغرب، كما سيعمل بنك التنمية الألماني  KfW على تمويل وبناء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر مقابل 300 مليون يورو.

وحسب ما ورد في المقال ذاته، فإن “المغرب يعقد العديد من الاتفاقيات مع مختلف الدول وخاصة روسيا من أجل تطوير قدراته فيما يتعلق بإنتاج الطاقات المتجددة مع إنشاء مفاعلات البحوث والطاقة، ومسرعات الجسيمات الأولية ونظام إدارة النفايات المشعة”.

جدير بالذكر أن صحيفة “لوموند” الفرنسية أكدت ضمن مقالها أن الزيارة ستقام العام المقبل على الأراضي المغربية، كما أن مصدر من الاتحاد العام لمقاولات المغرب شدد على أن “الروابط التي توحد أرباب العمل المغاربة والفرنسيين لا تزال قوية”.

انتقل إلى أعلى