يقرأ حاليا
خلفيات دخول قيادات حزبية فرنسية من أصل مغربي على خط الازمة بين باريس والرباط
FR

خلفيات دخول قيادات حزبية فرنسية من أصل مغربي على خط الازمة بين باريس والرباط

عبر مجموعة من المسؤولين المغاربة الذين يتقلدون العديد من المسؤوليات داخل الأحزاب السياسية والمجالس المنتخبة بفرنسا، عن عزمهم من أجل حل المشكل الديبلوماسي الواقع بين الرباط وباريس، مؤكدين على أن دعم قضية الصحراء المغربية أمر ضروري لمستقبل العلاقات بين البلدين.

 

وتعليقا على هذا الموضوع، يقول الخبير في العلاقات الدولية، هشام معتضد، بأن “المبادرات التي يتخذها المتحزبين الفرنسيين من أصل مغربي للضغط على القرار السياسي الفرنسي من أجل اتخاذ موقف إيجابي اتجاه قضية الصحراء المغربية يعبر عن الانخراط الفعلي والمسؤول للإرادة السياسية التي يتحلى بها الفاعلين الفرنسيين المغاربة، للتصدي للمغالطات السياسية والأساليب السياسية التي يتم الترويج لها اتجاه الدولة المغربية”.

وأوضح هشام معتضد في تصريح هاتفي لـ “نقاش 21″، بأن “هناك تيار معروف في أوساط القرار السياسي الفرنسي يواجه بكل قوة أي انفراج إيجابي في العلاقات المغربية الفرنسية، لأن التطور الجيوستراتيجي للمغرب يزعج تصوره السياسي للمنطقة، و يدفع في كل الاتجاهات للحد من المتوقع الجديد الذي أصبح المغرب يكتسيه على المستوى الإقليمي والقاري. و هذا التيار هو من يفشل أي محاولة أو فرصة للفرنسيين المغاربة ببناء مبادرات لتقريب وجهات النظر بين الرباط و باريس”.

وأضاف، بأن “هاته الفئة من الفرنسين المغاربة لهم القدرة للتأثير على الرأي العام الفرنسي للبلاد، لكن ليس بنفس الفاعلية على دائرة القرار السيادي الفرنسي، لأن قرار الدولة الفرنسي ليس مرتبط بالدعاية السياسة و الضغط الإيديولوجي أو الخطابات السياسية و لكن مرهون بحسابات إستراتيجية ذات أبعاد براغماتية للحفاظ على المكتسبات الكلاسيكية و التقليدية للدولة الفرنسية”.

وشدد معتضد على أن “الانخراط السياسي للفرنسين المغاربة قد ينحصر في تهيئة السياق لخلق إيقاع جديد في العلاقات المغربية الفرنسية، لكن الضغط على باريس و وكسب معركة اللوبي الفرنسي المعادي لدول المغربية يمر بالدراجة الأولى عبر المؤسسات الاستراتيجية للمغرب و تحركات الدولة المغربية، لان المرحلة دقيقة و أعداء المغرب من الفرنسيين لن يستسلموا بسهولة في هذا المنعطف التاريخي في العلاقات المغربية الفرنسية”.

إقرأ أيضا

وأشار الخبير في العلاقات الدولية، هشام معتضد إلى أن “الخلاف المغربي الفرنسي ليس مرتبط بملف الصحراء المغربية، لأن موقف فرنسا من هذا النزاع ليس إلا الشجرة التي تخفي الغابة في فتور العلاقات بين البلدين، لأن أصل المشكل يكمن في الاختيارات الاستراتيجية الجديدة الذي تبنها المغرب في تنويع شركائه الخارجين”.

بالإضافة إلى “المقاربة السياسية للفكر التدبيري الذي اعتمدته الرباط في السنوات الأخيرة على مستوى القطاع الاقتصادي و الاستثمارات الخارجية، و هذا التغيير في الديناميكية المغربية ضيقت بشكل كبير على المنافذ التقليدية لفرنسا و أصبحت تشعر بفقدان مكانتها الكلاسيكية في السوق المغربي و اعتبارها السياسي و الاجتماعي و الثقافي لدى المغاربة”.

انتقل إلى أعلى