يقرأ حاليا
أزمة داخل تندوف.. توالي الاعتقالات وأوضاع مزرية للمحتجزين بسبب نهب أموال المساعدات
FR

أزمة داخل تندوف.. توالي الاعتقالات وأوضاع مزرية للمحتجزين بسبب نهب أموال المساعدات

تعيش مخيمات تندوف على وقع صفيح ساخن، اثر استمرار موجة اعتقالات المحتجين والمعارضين للسياسات القمعية التي تنهجها عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية داخل المخيمات، ورفضهم لنهب هذه الأخيرة للمساعدات الإنسانية المقدمة من قبل جهات خارجية.

 

احتقان الوضع داخل المخيمات راجع بالأساس حسب المحلل السياسي، محمد سالم عبد الفتاح، لحالة السخط الاجتماعي، والامتعاض الشعبي بسبب الوضع الاجتماعي المتأزم، الذي يعود سببه الأساسي إلى  تراجع المساعدات، على خلفية ما يعيشه العالم من أزمات دولية، أبرزها جائحة كوفيد 19، بالإضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاسها على الإنتاج والأسعار.

وأشار سالم عبد الفتاح، في تصريح لـ”نقاش 21″،إلى أن “النهب الممنهج الذي تقوده عناصر الجبهة للمساعدات الإنسانية، زاد من حدة تدهور الأوضاع داخل المخيمات. 

“هذا بالإضافة إلى مظاهر الاغتناء، التي باتت تظهر على العناصر القيادة وأسرها، مقابل انتشار الأزمة داخل مخيمات تندوف، الشيء الذي أضحى محط سخط ساكنة المخيمات تندوف”، يقول رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان.

الأزمة داخل المخيمات لم تقف عند هذا الحد بل امتدت لقيادة “البوليساريو” لتسبب انقسامات داخل القيادات، والذي ظهرت ملامحه خلال المؤتمر الأخير، بسبب الخلافات حول الصناديق السوداء، الخاصة بتمويل أنشطة البوليساريو، والتي يعود تمولها لمجموعة من الأنشطة غير القانونية، وعلى رأسها تهريب المخدرات، والاتجار بالبشر والتلاعب بالمساعدات وغيرها”.

وأكد المتحدث أن “ضعف زعامة البوليساريو، ساهم هو الأخر في ترهل الجبهة الداخلية، خاصة بعد افتضاح تهريب زعيمها لإسبانيا بغرض العلاج، وما تلا ذلك من متابعات قضائية بسبب تورطه في مجموعة من الجرائم المتعلقة بالقتل والاختطاف والتعذيب والاغتصاب، الشيء الذي ساهم في احتراق ورقة زعامة الجبهة الانفصالية”.

وشدد المتحدث، على أنه من بين العوامل التي أدت إلى هذا الضعف هو اختلال ميزان القوى لصالح المملكة فيما يتعلق بقضية الصحراء، سواء من خلال توالي الاعترافات بمغاربيتنا، وافتتاح العديد من القنصليات لمختلف دول العالم في كل من العيون والداخلة، أو تغير المقاربة فيما يتعلق بهذا الملف مع توالي سحب الاعترافات، تغير المعطيات على المستوى الميداني منذ تأمين معبر الكركرات وما يوازي ذلك من انكسارات وانتكاسات في صفوف البوليساريو”.

ويضاف إلى هذه الأسباب “عدم تشبيب الهياكل، وعدم تجديد الخطاب الذي يعود لزمن الحرب الباردة، مما ساهم في ضعف قدرتها على التعبئة والتأطير والتحكم في الأوضاع الداخلية”.

إقرأ أيضا

وفي حديثه عن مآلات الوضع الحالي، أوضح عبد الفتاح، أن الوضع يتجه لمزيد من التصعيد والتأزم، سيما وأن العصبيات القبلية اليوم باتت هي المتحكمة في المشهد، خاصة وأن الاحتجاجات في بعض الأحيان تأخذ طابعا قبليا”.

وفي معرض تصريحه، أشار الخبير السياسي، إلى أن “الخطير في الأمر هو ارتباط البوليساريو ببعض التنظيمات والجماعات الدينية المتطرفة، التي توظف خطابا دينيا متطرفا، وحيث تصبح هذه الجماعات هي الزبون الأول للمساعدات المنهوبة والسلاح والمحروقات”.

وفي ختام تصريحه أكد محمد سالم عبد الفتاح أن “استعانة البوليساريو بهذه الجماعات من أجل ضبط التوازنات الاجتماعية والقبلية في مخيمات، أضحى يكرس دور البوليساريو كعامل تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة، ويثير مخاوف لدى المجتمع الدولي من الأدوار المهدد للأمن التي باتت تطلع بها البوليساريو”. 

انتقل إلى أعلى