يقرأ حاليا
استمرار تأجيل زيارات المسؤولين الفرنسيين للمغرب يؤكد استمرار الأزمة بين الرباط وباريس
FR

استمرار تأجيل زيارات المسؤولين الفرنسيين للمغرب يؤكد استمرار الأزمة بين الرباط وباريس

أفادت تقارير فرنسية، أن الزيارة التي كان من المفترض أن يقوم بها وفد برلماني من مجلس الشيوخ الفرنسي إلى المملكة المغربية هذا الأسبوع أجلت إلى موعد غير محدد، بسبب رفض وزارة الخارجية المغربية استقبال الوفد الفرنسي، الأمر الذي يؤكد استمرار الجمود في العلاقات بين الرباط وباريس.

 

وقد أجلت العديد من الزيارات التي كان من المقرر أن يقوم بها مجموعة من المسؤولين الفرنسيين إلى المغرب، بسبب توتر العلاقات بين البلدين ورفض فرنسا الخروج من المنطقة الرمادية فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.

وتعليقا على هذا الجمود الدبلوماسي بين البلدين، يقول مولاي هشام معتضد، مستشار في الشؤون السياسية والإستراتيجية، إن “زيارة الوفد البرلماني من مجلس الشيوخ الفرنسي إلى المغرب مؤشر إضافي على استمرار الأزمة الديبلوماسية والسياسية بين الرباط وباريس، خاصة أن القيادة الفرنسية لم تعي بعد بضرورة اتخاذ خطوات جادة ومسؤولة لتجاوز سوء الفهم الكبير الذي يخيم على علاقاتها مع المغرب”.

واعتبر مولاي هشام معتضد،في تصريح هاتفي لـ “نقاش 21” بأن “باريس تحاول التغطية على الأزمة السياسية في علاقاتها مع الرباط، من خلال تبني خطاب دبلوماسي تريد من خلاله كسب ود القيادة السياسية في المغرب لتجاوز الأزمة الحالية، بالإضافة إلى محاولة تدبيرها لزيارات عمل مؤسساتية وسياسية للتغطية على مناخ الأزمة، لكن عمق الخلاف وسوء الفهم يتجاوز مجرد خطابات دبلوماسية ظرفية ومحاولة تنظيم زيارات ذات طابع سياسي وبروتوكولي”.

وأضاف المتحدث نفسه، بأن “الرباط تراهن على قيادة فرنسا المسؤولية من أجل تبني مواقف سياسية جادة بعيدا عن الخطابات الظرفية لحلحة الأزمة أو تنظيم زيارات مؤسساتية لحجب الخلل الحقيقي، الذي يقف وراء برودة التواصل السياسي بين البلدين وتوقف عجلة التعاون والاستشارة الإستراتيجية بين الحلفين التقليديين”.

إقرأ أيضا

وشدد الخبير في العلاقات الدولية، على أن “قدوم وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي إلى المغرب لن يساهم في الدفع بالعلاقات المغربية الفرنسية إلى الخروج من أزمتها الحالية، لكون الإشكالية مرتبطة بموقف سياسي مسؤول تتبناه فرنسا الدولة على مستوى القيادة السيادية للبلد، وهو ما ينتظره المغرب من أجل استمرار بناء التعاون الإستراتيجي بين البلدين على أسس متينة بعيدا عن سياسة الخطابات الظرفية أو الزيارات الشكلية”.

وأشار  معتضد،  إلى أن “المغرب يتبنى الواقعية السياسية في تدبير علاقاته الخارجية وسياسته الخارجية المبنية على مجموعة من القيم، أبرزها احترام التوجهات السيادية والأمن القومي، ولذلك فالرباط لم تعد تقبل بناء ازدواجية  المواقف في علاقاتها الخارجية على حساب قضاياها الوجودية، خاصة مع حلفائها التقليديين والإستراتيجيين”.

انتقل إلى أعلى