كشف خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، أن موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على بيع صواريخ هيمارس “HIMARS” وعتادها للمملكة المغربية، يأتي في إطار رغبة أمريكا للحد من التواجد الإيراني بالمنطقة، وتمكين المغرب من جميع الآليات لحماية أمنه وأمن المنطقة من التهديدات الخارجية.
وأوضح المتحدث في تصريح لـ “نقاش21“، أن التمدد الإيراني بالمنطقة يعد من الهواجس الأمريكية، مما جعل واشنطن تعمل على دعم وتقوية المملكة المغربية لمواجهة مختلف التحديات، وعلى رأسها التحالف الإيراني، الجزائري الروسي.
واعتبر شقير أن “تسليم الموفق على منح الرباط لهذا النوع من الأسلحة يدخل في سياق جيواستراتيجي مشحونة تعيشه المنطقة.
وشدد خبير العلاقات الدولية، على أن موافقة واشنطن على بيع المنظومة الدفاعية “هيمارس”، للمملكة المغربية يأتي نتيجة للشراكة الاستراتيجية التي أبرمها المغرب مع الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2020 التي حددت التعامل في 10 سنوات، مما يجعل للعملية بعدا استراتيجيا لا تحكمه مثل هذه الاتفاقيات، بل تم تدعيم العلاقات بينهما بعد الاتفاق الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل.
وأشار المتحدث إلى أن هذه الخطوة تعكس الثقة التي توليها الولايات المتحدة الأمريكية، للمغرب على أساس أنه حليف استراتيجي بالمنطقة ومن الحلفاء المقربين لأمريكا، وتسليم المملكة لهذا النوع من الأسلحة خير ذليل، الشيء الذي يثبت فوز المملكة بثقة أمريكا كشريك استراتيجي موثوق به سواء من الناحية الحرفية أو التعامل الثنائي.
وأكد المتحدث أن اقتناء والموافقة على بيع هذا النوع من السلاح يأتي في خضم استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أثبت فعاليته في مواجهة الجيش الأوكراني للقوات الروسية.
وفي ختام تصريحه، أقر خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، أن هذه الصفقة ستدعم الترسانة العسكرية للجيش المغربي، كما سيلبي حاجة الجيش لمثل هذا النوع من الأسلحة لاستكمال ترسانته العسكرية، معتبرا أن السلاح المقدم للمملكة يعتبر على الصعيد التكنولوجيا العسكرية من أحدث التقنيات، حيث أثبتت قوتها وفعاليتها في مجموعة من العمليات العسكرية.
وحسب ما أكدته جريدة “الاسبانيول” الإسبانية، فإن المملكة المغربية ستحصل على ثلاثة أنواع من الصواريخ، ويتعلق الأمر بكل من صواريخ ATACMS التكتيكية (40 وحدة) بمدى 300 كيلومتر، والصواريخ الموجهة M30A2 (36 وحدة) و M31A2 (36 وحدة) لها مدى تشغيلي بين 70 و85 كيلومترا، وأخيرا نجد القنابل طويلة المدى JSOW AGM154C والتي ستجعل المغرب أول بلد إفريقي يستخدم صواريخ ذكية مدمرة.
كما أن هذا البيع “سيحسن من قدرة المغرب على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية، ويسهم في قدرة المغرب على اكتشاف التهديدات والسيطرة على حدوده، والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين”.
جدير بالذكر أن العديد التقارير الإعلامية سواء الدولية منها أو المحلية حذرت من الخطر الذي تواجهه المملكة المغربية وأوربا بعد الكشف عن وجود طائرات مسيرة إيرانية الصنع في يد جبهة البوليساريو الانفصالية، بدعم جزائري بهدف استهداف المغرب والمصالح الأمريكية داخل القارة.
