يقرأ حاليا
توالي الاعتقالات داخل تندوف.. فشل مخطط قيادات “البوليساريو” وانتصار الدبلوماسية المغربية
FR

توالي الاعتقالات داخل تندوف.. فشل مخطط قيادات “البوليساريو” وانتصار الدبلوماسية المغربية

كشفت وسائل إعلامية محلية عن استخدام جبهة البوليساريو الوهمية للعنف من أجل قمع احتجاجات الصحراويين في “مخيم الداخلة”، بعد الاحتجاج على الظروف المعيشية التي يمر بها السكان، حيث تم اعتقال 24 شاب صحراوي، في 8 من أبريل.

 

الفوضى الأمنية العارمة التي تشهدها مخيمات تندوف، اعتبرها المحلل السياسي، محمد سالم عبد الفتاح أنها “مؤشر على التفكك والترهل الذي باتت قيادة البوليساريو تعاني منه، وذلك يعود لمجموعة من العوامل وأولها ضعف الزعامة وضعف كاريزما القيادة، بالإضافة إلى تفكك وتوزع مراكز القرار القيادي بسبب احتراق صورة القيادة التي تم الكشف عن تاريخهم الإجرامي وتورطها في الانتهاكات الجسيمة في فيما يتعلق بحقوق الإنسان”.

وأوضح رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن هذا المعطى نستشفه جليا مع الحراك الذي يدشنه ضحايا الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من قبل قيادة جبهة البوليساريو، والتي أضحت محط أنظار العديد من الدعاوى القضائية داخل مجموعة من المحاكم الدولية، فضلا عن اكتشاف تورطهم في نهب المساعدات الإنسانية المقدمة للمخيمات وترك المحتجزين في وضع لا إنساني.

وأكد الخبير السياسي، أن تفكك مراكز القرار داخل جبهة البوليساريو الانفصالية، اكتشف خلال مؤتمرها الأخير الذي تميز بحدوث مجموعة من الخلافات العميقة بين العناصر القيادية. وعلى رأسها الخلاف حول الصناديق السوداء الخاصة بتمويل أنشطة البوليساريو، والتي تعود مصادرها للأنشطة الغير قانونية المتمثلة أساسا في التهريب ورعاية أنشطة غير قانونية.

وشدد المتحدث، على أن الصراع داخل أجهزة النظام الجزائري ينعكس على العناصر القيادية للجبهة الانفصالية، بالنظر لارتباط هذه العناصر بمختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية الجزائرية، وبالتالي صراع الأجنحة داخل النظام الجزائري ينعكس على وضع الجبهة الداخلية البوليساريو.

واستطرد  المهتم بقضية الصحراء والشأن المغاربي، حديثه عن الأسباب الكامنة وراء ضعف وترهل القيادة الجزائرية، مشيرا إلى أن ضعف الخطاب والعقيدة السياسية للجبهة الانفصالية  يقلص هو الآخر من قدرتها على التأطير والتعبئة، وهذا يعود لأنشطة القيادة السياسية الهرمة التي تمارس المهام القيادية منذ 50 سنة، مع غياب التجديد والتشبيب.

ومما زاد من تعميق الأزمة داخل المخيمات حسب المتحدث، زيف الدعاية الحربية للبوليساريو على اعتبار أن خطابها كان قائما على الكفاح المسلح. إلا أن الهزائم والانكسارات المتتالية التي تلقتها الجبهة في السنوات الأخيرة منذ فتح معبر الكركرات، وفشل تصعيدها العسكري، وفي ظل المكاسب التي تجنبها المملكة من فتح القنصليات وتزايد الإشادة بالحكم الذاتي، أثبت العكس.

واعتبر سالم عبد الفتاح، أن التطورات الحاصلة، تؤكد حسم الصراع لصالح المغرب، وتكرس فشل قيادة جبهة البوليساريو. الشيء الذي زاد من صعوبة قدرتها على التأطير وضبط الأوضاع داخل مخيمات تندوف.

إقرأ أيضا

ودائما في حديثه عن العوامل وراء هذا الترهل والفشل على مستوى قيادة الجبهة الانفصالية، أضاف الخبير السياسي، موضحا، أن التغلغل الكبير للجماعات المسلحة، والجماعات الدينية المتطرفة سيما تلك المسلحة المنتشر في بلدان الساحل والصحراء والتي باتت تتغلغل في تندوف بحكم تقاطع أجندات الانفصال والإرهاب، حيث أن البوليساريو باتت تعتمد على بيع المساعدات الإنسانية والسلاح ورعاية بعض الأنشطة التي تتقاطع فيها مع بلدان الساحل، فضلا عن حاجة البوليساريو لتلك الجماعات لمساعدتها على التأطير داخل المخيمات وضبط التوازنات الاجتماعية والقبلية، وبالتالي هذه كلها عوامل ساهمت في تضعضع الوضع الأمني وانفلات الوضع الأمني التي باتت تشهدها المخيمات.

وفي معرض تصريحه أوضح، المهتم بقضية الصحراء والشؤون المغاربية، أن التفويض غير القانوني لسلطات الدول الجزائرية، جزء من ترابها الوطني لجماعات مسلحة بالإضافة إلى غياب التعدد الحزبي داخل مخيمات تندوف يؤدي إلى مصادرة الحقوق المدنية والسياسية بما فيها الحق في تكوين الأحزاب والجمعيات إلى جانب الحق في التنقل.

وفي ختام تصريحه شدد سالم عبد الفتاح، إلى أن هذا التفويض غير القانون أدى أيضا إلى مصادرة حق اتباع وضعية اللجوء، مما يكرس حالة غياب التأطير السياسي، وصعوبة ضبط التوازنات الاجتماعية في ظل غياب أي خطاب سياسي متزن، فضلا عن الخطاب السياسي الراديكالي لجبهة البوليساريو، التي تساهم في تكوين أجيال مشحونة بخطاب الكراهية والعنف، كما تفرز أجيالا من السهل انحيازها ووقوعها فريسة الخطابات المتطرفة، كل هذا يضاف لغياب الأنشطة الاقتصادية، مما يدفع أبناء هذه المخيمات إلى الاشتغال في مجالات محظورة. 

 

انتقل إلى أعلى