يعتبر شعر رمضان الفضيل، شهر العطاء والجود والكرم، حيث تسهر مجموعة من الجمعيات والتجمعات المدنية على تقديم الفطور،(موائد الرحمان)، وقفة رمضان للفئات المعوزة، بحيث أصبحت هذه المبادرات الخيرية تتكرر بشكل موسمي.
وفي حديث رمضاني مع “نقاش 21” يبرز فراس جابر، فاعل جمعوي، أهمية تنظيم حملات موائد الرحمان، وقفة رمضان ودورها في تحقيق التكافل الاجتماعي، من خلال الإجابة على 3 أسئلة:
1- كيف تساهمون أنتم كجمعية في تنظيم الحملات المخصصة لموائد الإفطار وقفة رمضان؟
نحن في مجموعة “مشاعل الخير” قررنا تنظيم عدة حملات خلال شهر رمضان تحت مسمى “رمضان الإحسان”. وبدأنا بأول حملة هي “قفة الخير”، حيث قمنا بتوزيع مجموعة من القفف التي تحتوي على عدد كبير من المواد الغذائية الرئيسية، من أجل مساعدة الأسر المعوزة خصوصا في ظل الأزمة الحالية، و بفضل الله استطعنا توزيع 55 قفة على الأسر المحتاجة منذ بداية شهر رمضان الفضيل إلى حد الان.
و إلى جانب قفة رمضان، نظمنا حملة “الإفطار” من خلال توزيع وجبات الإفطار على أطفال الشوارع والمتشردين وقت الإفطار، كما وزعنا 50 وجبة إفطار يوم الأحد الماضي على مجموعة من الفئات الفقيرة التي لم تستطع تحضير الفطور.
و لا تزال هناك حملات أخرى قيد المناقشة، سنحاول إطلاقها في الأيام المتبقية من شهر رمضان الكريم، من أجل تزويد أكبر عدد ممكن من الناس بوجبات الإفطار والمواد التي يحتاجونها خلال شهر رمضان الكريم. الشباب الذين يساهمون في تنظيم هذه الحملات الخيرية، ينتمون إلى مجموعة مشاعل الخير، التي تقوم بشكل سنوي بمثل هذه المبادرات التطوعية في رمضان، وهي مكونة من أزيد من 40 عضوا ينحدرون من جميع مدن المملكة، حيث يتم الاجتماع والتخطيط قبل انطلاق الحملات بأسبوع أو أسبوعين، وبعد ذلك تحديد أيام العمل وتنفيذ الحملة.
2- هل تتلقون مُساهمات مادية من أجل إنجاح مثل هذه المبادرات الخيرية؟
بكل تأكيد نتوصل بمساهمات من طرف الناس التي تساعدنا في شراء المواد الغذائية اللازمة غير أن هذه المساهمات منحصرة بشكل كبير في المعارف والأصدقاء وأهل أعضاء المجموعة والمتعاطفين معنا في مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يساهم كل شخص بما استطاع وما توفر إليه سواء بالكثير أو القليل، و يتم جمع هذه التبرعات من طرف المسؤول المالي للحملات وتسخيرها لخدمة أهداف كل حملة على حدة، و نحن على مدار ثمان سنوات من العمل الخيري، استطعنا بفضل الله، كسب ثقة مجموعة كبيرة من الناس الذين يساهمون معنا في كل حملة نطلقها، من أجل مساعدة ذوي وخاصة في شهر رمضان الكريم.
3- وما هو دور موائد الرحمن قفة رمضان في خلق قيم التضامن والتآزر بين الناس في الشهر الفضيل؟
في ظل الظروف العصيبة التي يعيشها مجموعة من المغاربة بسبب أزمة غلاء الأسعار التي تعرفها المملكة منذ أسابيع، تعتبر مثل هذه الحملات الخيرية هي حبل نجاة للمواطن البسيط، ونحن في مشاعل الخير أخذنا هذا الأمر على عاتقنا، بأن نكون السند لمثل هذه الطبقة البسيطة من الناس التي تعاني في صمت، وهذه هي أخلاق التضامن والتآزر التي يعرف بها المغاربة. ويظهر هذا جليا في كل حملة نطلقها حيث يساهم معنا الناس بما استطاعوا ولا يبخلون علينا ولو بالقليل، وأحيانا يعبرون عن رغبتهم في التواجد معنا خلال الحملات والمساعدة الميدانية التي نقوم بها سواء في شهر رمضان أو باقي أشهر السنة، ورمضان هي فرصة من أجل حث الناس على فعل الخير، والإحساس بالفقير لأنه شهر الرحمة.
