يُعرف شهر رمضان الكريم بقدسيته الدينية، حيت يزداد إقبال المغاربة على ارتياد المساجد بشكل كبير، علاوة على إقدامهم على أعمال الخير كالزكاة والصدقة، نظرا لارتباطهم الروحاني بالشهر الفضيل، الذي يعتبر فرصة لتقرب من الله وكسب الحسنات.
وفي حوار مع “نقاش 21″، توضح حجيبة بوشقور، أستاذة وباحثة في العلوم الشرعية، أهمية صلاة التراويح والصدقة وأعمال الخير في الشهر الفضيل، ودورها في تهذيب سلوك المسلم، من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- كيف تساهم صلاة التراويح خلال الشهر الفضيل في تهذيب النفوس وتحقيق الإشباع الديني والروحاني لدى المسلم؟
الصلاة بصفة عامة، تعتبر صلة الوصل بين الله عز وجل وعبده، وهي أعظم ذكر الله تعالى، وكما قال الرحمن في القرآن الكريم، “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” وكذلك قوله تعالى، ” إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر”، وصلاة التراويح هي نوع من الصلاة النافلة، التي سنها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا شك فيه بأنها تحدث تغييرا في نفس المؤمن، بحيث تدفعه إلى تهذيبها وتزكيتها إذا حرص على أدائها بضوابطها، وأهم ضابط فيها، هو الإخلاص، بحيث إذا تم الإخلاص أثناء أدائها، سيكون لها أثر كبير على حياة المسلم، وسيدرك جيدا من خلالها عظمة الخالق وأهمية التقرب منه، سواء في الشهر الفضيل أو باقي الأشهر العادية.
2- ما هو الدور الذي تلعبه الزكاة والصدقة خلال شهر رمضان في خلق قيم التضامن والتآزر الاجتماعي؟
يعتبر شهر رمضان فرصة للمؤمن من أجل إبراز روح التضامن التي يحث عليها الإسلام، ورسول صلى الله عليه وسلم يعتبر هو قدوتنا في هذا المجال، من خلال ما جاء في الصحيحين، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال ” كان رسول الله صلى عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام، وكان يلقاه في كل ليلة فيدارسه القرآن، فالرسول صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة”، فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان بالصدقة وأعمال الخير بصفة عامة.
ورمضان فرصة لأن نكون مثل حبيبنا رسول الله عليه الصلاة والسلام في الزكاة والصدقة، لما لها من فوائد كبيرة على المجتمع، بحيث تقوي قيم الأخوة بين المسلمين، ونشر ثقافة المحبة والخير، ناهيك عن زكاة الفطر التي يجب على كل صائم إعطائها، والتي لو أحسن استثمارها لأحدثت فرقا كبيرا في تجاوز آفة الفقر، التي يعاني منها الكثير من الناس في المجتمعات العربية.
3- ما هي أهم العادات الدينية التي يجب أن يواظب عليها الصائم خلال الشهر الفضيل؟
الأحكام الشرعية التي نحن مطالبون بأدائها، هي إما أوامر أو نواهي، فبنسبة للأوامر ينبغي الإتيان بها، أما فيما يتعلق بالنواهي فيجب الابتعاد عنها، ومن بين الأمور التي ينبغي أن نحرص عليها خلال شهر رمضان، الصلاة في وقتها وقراءة القران، لأن هذا الشهر، شهر القرآن، بالإضافة إلى التقرب من الله بكل الأعمال الصالحة، على رأسها صلة الرحم والإكثار من النوافل.
كما يجب حسن استغلال هذا الشهر، في التخلص من السموم التي توجد في الجسم، حتى يكون بصحة جيدة، وهذا الأمر هو من مقاصد الصيام، علاوة على الحرص أن لا يخرج من الفم إلا الكلام الطيب، والابتعاد عن كل ما يغضب الله ويبطل الصيام، وقال النبي صلى الله عليه وسلم، ” من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”، وقول الزور يشمل كل قول محرم، كالكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم، وقال أيضا رسول الله: “إذا أصبح أحدكم يوما صائما فلا يرفث، ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم إني صائم”.
