يقرأ حاليا
تغيير الوجوه.. ضعف الدبلوماسية الجزائرية يرمي بـ”قصر المرادية” في دائرة العزلة الدولية (تحليل)
FR

تغيير الوجوه.. ضعف الدبلوماسية الجزائرية يرمي بـ”قصر المرادية” في دائرة العزلة الدولية (تحليل)

أطاح رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، بوزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، الذي لم يستطع التغلب على السياسة الدبلوماسية التي تقوم بها المملكة، وذلك مع تزايد الالتفاف الدولي حول ملف مغربية الصحراء بدء من أمريكا وألمانيا وإسبانيا، وخفوت الرواية الانفصالية التي تقودها الجزائر عبر أروقة الأمم المتحدة”.

ولتوضيح خلفيات هذا التغيير في شخصية قيادة الدبلوماسية الخارجية الجزائرية، يقول محمد الغالي، خبير في العلاقات الدولية، إن “الجزائر أصبحت تعاني نوعا من العزلة الديبلوماسية، بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة من ملايير الدولارات التي سخرتها من أجل شراء شركات بعض الدول مقابل تطبيعيها مع جبهة البوليساريو أو الاعتراف  بها، من خلال فتح دبلوماسيات لها أو حث بعض الدول على إغلاق السفارات التي فتحت بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية بمدينتي العيون والداخلة”.

وأوضح عالي في تصريح لـ”نقاش 21″ بأن “إقالة العمامرة، أظهرت أن وزارة الخارجية الجزائرية لم تستطع مجاراة إيقاع الديبلوماسية المغربية، كما أن الكلفة جد كبيرة حيث كان هناك فشل كبير على مستوى تنظيم القمة العربية، بالإضافة إلى الخسارة على مستوى التسويق لصورة الجزائر من خلال احتضان مجموعة من التظاهرات التي عكست أن الديبلوماسية الجزائرية تعاني من ضعف كبير، الأمر الذي دفع رئيس الجزائر بتعيين أحمد عطاف محاولا ضخ دماء جديدة ومقاربة مغايرة”.

وأضاف المتحدث ذاته، بأن “الديبلوماسية الجزائرية قد  استعملت مختلف الأسلحة من أجل مجابهة الديبلوماسية المغربية ولكنها لم تفلح، بالإضافة إلى أن هناك فرق بين من يدافع عن كيانه وبين من يحاول اصطناع كيان آخر لمجاراة الكيان الأصلي”.

وأفاد الخبير في العلاقات الدولية، بأن “إقالة العمامرة يعكس مدى تدهور وتخبط وحالة الارتباك التي تعاني منها الخارجية الجزائرية، وخاصة أن هذه الأخيرة معتقدة أنها قادت مجموعة من الحروب مع الديبلوماسية المغربية سواء في إفريقيا أو أمريكا اللاتينية، وحتى على صعيد الإتحاد الأوروبي وبعض الدول في آسيا”.

إقرأ أيضا

وأوضح، على أن “وثيرة فتح القنصليات بمدينتي العيون والداخلة بقيت مستمرة، حيث تجاوز عدد القنصليات 30 قنصلية، بالإضافة إلى سحب الاعترافات بالجمهورية الوهمية الذي لازال متواصلا، علاوة على أن المضايقات التي يتعرض لها وفد البوليساريو الانفصالي في مجموعة من الدول تعكس عدم رغبتها في هذه الحركة الانفصالية التي تدعمها الجزائر، وبالتالي إقالة العمامرة هو نتيجة طبيعية لحالة التردي واليأس التي بات يعاني منها الجنرالات، وخاصة على مستوى إدارة الخارجية الجزائرية”.

وأشار محمد الغالي، إلى أن “الديبلوماسية الجزائرية لم تستطع التغلب على الديبلوماسية المغربية، وهذه مسألة عادية وطبيعية، لأن المملكة المغربية تدافع عن وحدتها الترابية بينما الجزائر تجند جهودها الدبلوماسية والمالية من أجل إثارة نعرة الطرح الانفصالي وتشجيعه، الأمر الذي لم تتفق معه مجموعة من الدول، على اعتبار أن التيار الصاعد اليوم هو وحدة الدول وليس تفتيتها”.  

انتقل إلى أعلى