يقرأ حاليا
الجبهة الوهمية تعيش موتا سريريا.. خلفيات مساندة جنوب إفريقيا “للبوليساريو” (خبير)
FR

الجبهة الوهمية تعيش موتا سريريا.. خلفيات مساندة جنوب إفريقيا “للبوليساريو” (خبير)

أدان السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في الأيام القليلة الماضية، تواطؤ جنوب إفريقيا مع الجزائر و”البوليساريو”، وتبنيها غير المشروط للأجندة الجيوسياسية للجزائر ومساندتها الإيديولوجية العمياء للجماعة الانفصالية المسلحة، واصفا إياها بساعي بريد جماعة انفصالية مسلحة ثبت ضلوعها في الإرهاب في منطقة الساحل”.

 

انخراط جنوب إفريقيا في رعاية المشروع الانفصالي، اعتبره المحلل السياسي، محمد سالم عبد الفتاح، أنه “يأتي في سياق توجس الأخيرة من التصاعد المغربي على المستوى القاري منذ أن قطع مع الكرسي الشاغر منتصف العقد الماضي بالإضافة إلى الشركات التي أسس لها الملك محمد السادس مع مختلف الدول الإفريقية”.

واعتبر المتحدث أن “الحضور المغربي على المستوى القاري قوض هيمنة محور بريتوريا الجزائر على المنظمة القارية الإفريقية، خاصة المغرب تمكن من تحييد دولة نيجيريا، التي كانت منخرطة في المحور جنوب إفريقي الجزائري، كما أنها قوة اقتصادية وديمغرافية كبرى على مستوى القارة الإفريقية الديمغرافية”.

وأوضح رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن المغرب له حضور قوي داخل هياكل الاتحاد الإفريقي، فهو اليوم يرأس مجلس الأمن الإفريقي فضلا عن الأدوار السياسية والدبلوماسية التي يقوم بها المغرب من خلال الوساطات واحتضان الفعاليات الدولية القارية من قبيل اجتماع الدول الأطلسية، واحتضان الهياكل التنظيمية القارية الإفريقية ناهيك عن الاستثمارات التي يقوم بها داخل القارة.

وتابع: “كل هذه التحولات أصبحت تثير توجس صانع القرار الجنوب إفريقي، وبالتالي هذا الانخراط يأتي من أجل عرقلة التقدم المغرب على مستوى عمقه الإفريقي”.

وأضاف المهتم بقضية الصحراء والشأن المغاربي، أن “جنوب إفريقيا تعيش على وقع أزمات سياسية على مستوى الحزب الحاكم منذ أن تفجرت فضائح فساد تورط بها الرئيس النيجيري، والحزب الحاكم بحاجة لتصعيد خارجي أو قضية خارجية يصدر من خلالها أزمته الداخلية، وإلهاء الرأي العام”.

وشدد محمد سالم عبد الفتاح، أن “انخراط جنوب إفريقيا في دعم المشروع الانفصالي، لا شك أنه سيساهم في تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، انطلاقا من الأدوار التي بات يضطلع بها المشروع الانفصالي المهدد للأمن والاستقرار”.

وأشار المتكلم في تصريحه على أن “رهان دعم الانفصال كان دائما من أجل خلق أجواء التصعيد والتوتر، وذلك من خلال الاعتماد على الكيانات الانفصالية والجماعات المسلحة والجريمة المنظمة، حيث تتقاطع الأجندات الانفصالية مع أجندات الجماعات المتطرفة التي تتبنى خطاب ديني متطرف”.

واستطرد المتحدث قوله، إن “البوليساريو باتت عنوانا لتغلغل الجماعات المسلحة المنتشرة في منطقة الساحل التي تعكف على تأطير المنضوين في الجبهة”.

إقرأ أيضا

وأكد الخبير السياسي في معرض تصريحه أن خطوط إمداد الجماعات المسلحة المنتشرة في الساحل تعتمد على مخازن البوليساريو، سيما مخازن السلاح والمساعدات الإنسانية والمحروقات، فضلا عن تقاطع الأجندات المرتبطة برعاية الأنشطة الغير قانونية، من قبيل التجارة في المخدرات التي ترعاها قيادة الجبهة وقيادات الجيش الجزائري في القطاع العسكري بتندوف”.

وفي ختام تصريحه، شدد محمد سالم عبد الفتاح، على أن “تدخل جنوب إفريقيا يأتي في إطار يعرف فيه المشروع الانفصالي موتا سريريا، وهذا التدخل يأتي من أجل إنعاش هذا المشروع الذي يعرف تراجع كبير بسبب الهزائم المتتالية التي عرفها المشروع، والمكاسب التي حققها المغرب بعد تغيير مواقف مجموعة الدول الكبرى، وتوالي مسلسل فتح القنصليات وتغير المقاربة الأممية التي أضحت تتقاطع مع مقترح الحكم الذاتي وتعتبره ذا مصداقية، وبالتالي وهذا المشروع كان بحاجة لراعي جديد يضاف للجزائر، وجنوب إفريقيا تحاول القيام به.

جدير بالذكر أن الرسالة التي وجهها  السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس وأعضاء مجلس الأمن، تأتي على رسالة عممتها البعثة الدائمة لجنوب إفريقيا لدى الأمم المتحدة، بشأن الصحراء المغربية، معتبرا أنها تتضمن العديد من المغالطات. 

 

انتقل إلى أعلى