يقرأ حاليا
تقرير: التغلغل الإيراني في شمال إفريقيا يهدد أمن المغرب وأوروبا
FR

تقرير: التغلغل الإيراني في شمال إفريقيا يهدد أمن المغرب وأوروبا

حذرت العديد التقارير الإعلامية سواء الدولية منها أو المحلية من الخطر الذي تواجهه المملكة المغربية وأوربا بعد الكشف عن وجود طائرات مسيرة إيرانية الصنع في يد جبهة البوليساريو الانفصالية، بدعم جزائري بهدف استهداف المغرب والمصالح الأمريكية داخل القارة.

 

تطورات جعلت مجموعة من الخبراء الغربيين يحذرون من التواجد الإيراني داخل المنطقة، خاصة وأن سلاح الجو الإيراني بإمكانه أن يعرض مناطق في شمال إفريقيا وأوروبا للخطر قلق يصبح أكثر حدة مع تواجد مثل هذه النوعية من الأسلحة مع كيان انفصالي غير معترف به دوليا ويتلقى أوامر من جهة “تصب الزيت على النار”.

وفي هذا السياق، أكد خبير الدراسات الجيواستراتيجية والأمنية، الشرقاوي الروداني، في تصريح لـ “نقاش21”  أن التواجد الإيراني بالمنطقة أضحى معطا صحيحا، ومجموعة من التقارير الدولية الاستخباراتية أكدت أن  إيران تزود الجبهة الانفصالية البوليساريو بطائرات بدون طيار.

وأوضح المتحدث ذاته، أن “مخرجات منتدى التحالف الدولي لمحاربة داعش وانعقاد مجموعة التركيز في إفريقيا لمحاربة الإرهاب، شددت على وجود أدلة دامغة في ما يتعلق بمحاولة إيران خلق مسرح متقدم فوق الجنوب الجزائري، الهدف منه خلق الفوضى في المنطقة برمتها مستغلة وجود حركات انفصالية.

 وتابع الروداني، أن “نتائج اجتماع مجموعة التركيز في إفريقيا لمحاربة داعش، أشاروا إلى وجود علاقة بين الحركات الانفصالية والإرهاب، وبالرجوع أيضا لتقارير مركز الأمن الوطني الأمريكي لمحاربة الإرهاب والتقرير 16 للأمين العام للأمم المتحدة ومؤشر الإرهاب لسنة 2020، كلها تبرز كيف أن الجماعات الإرهابية تستفيد من وجود طائرات بدون طيار، حيث تقوم بعمليات الاستطلاع وتنفيذ الهجمات الإرهابية خاصة بين حدود كل من نيجيريا وبوركينافاسو ومالي.

واعتبر خبير الدراسات الجيواستراتيجية، أن “الأمر مقلق وينذر بعاصفة إرهابية، بمخطط عملياتي إرهابي تشمل مختلف الحركات الانفصالية بما فيها جبهة البوليساريو الوهمية”، موضحا أنه في ظل هذا السياق تحاول بعض الدول استغلال الثغرات الجيوسياسية من أجل تزويد الحركات الانفصالية بالطائرات بدون طيار خاصة بعد تداعيات هذه النوعية من الأسلحة  على الحرب الروسية الأوكرانية.

وأشار المتحدث، إلى أن بعض الحركات الانفصالية حصلت على طائرات إيرانية كالمهاجر والسفر، والهدف هو خلق حالة اللاستقرار وضرب مصالح الدول المعنية ومن بينها المملكة المغربية التي أصبحت اليوم مطالبة بتغيير عقيدتها العسكرية خاصة أمام مخطط العملياتي للجماعات الإرهابية في علاقاتها مع البوليساريو، خاصة عند الحديث عن تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى الذي أغلب أعضائه ينتمون للجبهة الانفصالية البوليساريو.

وشدد الشرقاوي، على أن هذه المعطيات تشكل تهديدا للمملكة المغربية وأمنها القومي بالنظر لعدة اعتبارات فتواجد طائرات بدون طيار في أيادي حركات انفصالية موالية لجماعات إرهابية قد يعصف بأمن المنطقة، حيث كشفت أحداث الكركرات وإغلاق المعبر الحدودي من طرف البوليساريو النوايا الخفية للجهات المعادية للمملكة، وكيف ترغب في محاصرة المغرب وخلق حالة لا استقرار بالمنطقة برمتها.

“وهذه التطورات تشكل تهديدا للمملكة المغربية ووحدتها الترابية والمنطقة، حيث سيغير مجموعة من المعادلات العسكرية وسيخلخل مجموعة من التوازنات ويدفع المملكة المغربية على التغيير من عقيدتها السياسية وتغيير مقاربتها لهذا الخلاف”، يقول الشرقاوي الروداني.

وتابع: “المملكة المغربية أمام هذا الوضع مطالبة بالتحرك، والأمر لا يتعلق بالمغرب فقط لكن المنتظم الدولي أيضا معني، انطلاقا من كون أن إيران من خلال خلق قاعدة متقدمة في الجنوب الجزائري في مواجهة المملكة المغربية لها دوافع جيواستراتيجية واستراتيجية، متمثلة في خلق نقاط تماس لصالحها، وفرض أمر الواقع على المعابر البحرية كجبل طارق”.

إقرأ أيضا

وأشار الخبير الأمني إلى أن “إيران لها قدرة كبيرة على خلخلة وقلب كل المعادلات المتعلقة بالمعابر البحرية، كمعبر هرمز واليوم وصولها للجزائر يدل على أن لها خطة لزعزعة جبل طارق”.

وفي معرض تصريحه أوضح الروداني، أن “التهديد الإيراني سيصل إلى الدول الأوروبية أيضا، وبالتالي المنتظم الدولي معني بالتطور الخطير الذي تشهده منطقة شمال إفريقيا، خاصة وأن الحرب الروسية الأوكرانية جعلت الدول الأوروبية تغض الطرف على العديد من القضايا”.

واستطرد المتحدث ذاته، بالقول “لابد من الإقرار بأن ما يقع في منطقة شرق المتوسط وعلاقتها بوجود الدرونات في شمال إفريقيا، وخاصة في أيادي البوليساريو سيجعل الخطر المحدق في شرق المتوسط يتحول إلى منطقة غرب المتوسط، مما يشكل تهديدا خطيرا لحوض البحر الأبيض المتوسط  ويستوجب التحرك والنظر بواقعية أكثر لهذه التطورات”. 

وفي ختام تصريحه، أشار الخبير الجيواسترتيجي، أن “إيران تدخل في صراع كبير مع إمارة المؤمنين، حيث يوجد مشروعين أيديولوجيين يتنافسان داخل القارة الإفريقية ويتعلق الأمر بمشروع إمارة المؤمنين الذي يحارب الإرهاب والتطرف في المنطقة وقد عملت به مجموعة من الدول الإفريقية، بالإضافة إلى وجود مشروع إيديولوجي شيعي يتطور ويتوسع داخل مجال دول غرب أفريقيا ودول الشرق ووسط إفريقيا”.

انتقل إلى أعلى