تشارك المملكة المغربية، ابتداء من 27 فبراير إلى غاية 17 مارس، في تمرين عسكري بدولة الإمارات المتحدة إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة الإسبانية وكوريا والإمارات، بالإضافة إلى البحرين وفرنسا وأستراليا، حيث أصبح المغرب يحظى بقوة عسكرية كبيرة في الأونة الأخيرة، تقوت بفعل الشراكات والتمارين العسكرية الدولية التي يقوم بها.
وفي هذا السياق، يقول حسن بلوان، خبير في العلاقات الدولية، بأن “مشاركة المغرب في المناورات العسكرية بدولة الإمارات، تأتي في إطار علاقات التقارب والترابط الإستراتيجي الذي يجمع المملكة المغربية مع الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة من الحلفاء المتنوعين في القارات الأربع”.
وأكد حسن بلوان، لـ“نقاش 21”، بأن “هذه المشاركة أثبتت للعالم بأن المملكة المغربية حسنت وطورت من قدراتها العسكرية، وخاصة فيما يتعلق بالأسلحة الجوية الدقيقة، التي فرضت واقعا جديدا على المستوى الإقليمي”، مشيرا إلى أن “هذه المشاركة تأتي في سياق دولي متقلب، عنوانه الأبرز الحرب الأوكرانية الروسية”.
وأضاف المتحدث ذاته، على أن “مثل هذه التمارين ستقوى المغرب عسكريا، وخاصة في ظل الصراعات والتحديات الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، مبرزا على أن “احتضان الإمارات لهذه المناورات ومشاركة المغرب فيها، لا يخلو من رسائل سياسية، وخاصة فيما يتعلق بالتهديد الإيراني الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي بالتحديد”.
وأوضح حسن بلوان، على أن “هناك ترابط إستراتيجي وعلاقات استراتيجية قديمة وبعيدة المدى بين المملكة المغربية وجميع دول الخليج، وخاصة دولة الإمارات الشقيقة، التي تجمعها مجموعة من النقط المشتركة في كافة المجالات مع المغرب”.
وشدد المحلل السياسي، على أن “المملكة المغربية طورت من ترسانتها العسكرية، وخاصة على مستوى السلاح الجوي بالنسبة للصين، أو الطائرات الحربية بنسبة لإسرائيل وأمريكا وتركيا وفرنسا، حيث خلقت المملكة واقعا جديدا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية”، مؤكدا على أن “هذه الشراكات العسكرية والاستخباراتية طردت ميليشيات البوليساريو الانفصالية، وأدخلت مناورات الجزائر والبوليساريو في أزمة وطريق مغلق”.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية، حسن بلوان، إلى أن “مشاركة المغرب في المناورات العسكرية بدولة الإمارات تؤكد من خلالها المملكة المغربية على أنها عازمة من أجل تقوية سلاحها الجوي، بالإضافة إلى ضرورة الوقوف بجانب الحلفاء التقليدين، وخاصة في الخليج والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا”.
وجدير بالذكر، بأن فريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، رئيس أركان القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، على رأس وفد عسكري هام، قام بزيارة رسمية للمملكة المغربية من 18 إلى 19 أكتوبر 2022، حيث استقبل في مستهل زيارته من طرف الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المغربية، المكلف بإدارة الدفاع الوطني، بمقر إدارة الدفاع الوطني، حسب بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.
وتمحورت المباحثات بين المسؤولين حول الروابط العميقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين والتعاون الثنائي، خاصة في مجال الدفاع وتبادل التجارب وإقامة مشاريع مشتركة في مجال الصناعة الدفاعية.
