يقرأ حاليا
زيارة شخصيات أمريكية وروسية للمغرب والجزائر.. هل تتحول الدولتين إلى ساحة للصراع بين قوى عالمية؟
FR

زيارة شخصيات أمريكية وروسية للمغرب والجزائر.. هل تتحول الدولتين إلى ساحة للصراع بين قوى عالمية؟

التقى وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في الأيام القليلة الماضية بوفد من مجلس الشيوخ الأمريكي بمدينة الدار البيضاء، ضم أسماء وازنة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري وعالج الملف الأمني الإقليمي، ما يدل بشكل ضمني على طرح قضية النفوذ الإيراني بمنطقة شمال إفريقيا فوق طاولة النقاش.

 

وبالتزامن مع هذه الزيارة الأمريكية للمغرب التقى وزير أركان الجيش الجزائري، الفريق الأول سعيد شنقريحة، سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، الذي حط الرحال بالجارة الجزائر، من أجل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين بالإضافة إلى مناقشة بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك وفق ما أورده البيان المشترك الصادر عقب الزيارة.

زيارات متتالية لرؤساء دول متصارعة فيما بينها (روسيا وأمريكا)، لدولتين وصلت الأزمة بينهما إلى مستويات خطيرة حسب ما أكده خبراء مهتمين بالعلاقات المغربية الجزائرية، مما أضحى يطرح تساؤلات حول “استخدام” البلدين كأداة للصراع الروسي الأمريكي.

محمد الطيار، خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية، يؤكد في هذا السياق، أن “الحديث على المغرب والجزائر كواجهة للصراع بين أمريكا وروسيا هي مسألة إلى حد ما غير  صحيحة”.

وأوضح المتحدث ذاته،   أن “المغرب طيلة السنوات الماضية، وحتى في زمن الاتحاد السوفياتي كانت له علاقات جيدة معه، ونفس الشيء فيما يتعلق بروسيا حاليا، لدرجة أن المغرب إبان الاتحاد السوفييتي زار ثلاثة من قادته وفي سنة 1966 الملك الحسن الثاني عمل على زيارته  ونفس الأمر في عهد الملك محمد السادس الذي تربطه علاقة طيبة مع روسيا”.

وأضاف الخبير أن “الأمر نفسه يمكن ملاحظته إذا ما تم الحديث عن الميزان التجاري المرتفع والذي يزداد تطورا بين المغرب وروسيا”.

وفي حديثه حول زيارة المسؤول الروسي للجزائر، شدد المتحدث، على أن” الزيارة تأتي في وقت يعيش فيه النظام العسكري الجزائري ارتباك كبير جدا فهو يقدم رجل ويأخر أخرى وخير دليل رضوخه  للضغوطات الغربية فيما يتعلق بعلاقاته مع روسيا”.

وذكر الطيار “بالإشارات القوية التي تلقاها النظام الجزائري من الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص صفقة الأسلحة مع روسيا وهو الأمر الذي جعله يعيش ارتباكا في سياسته الخارجية”.

واعتبر خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية، أن “الخطر المطروح بشكل كبير والذي يحظى بأهمية كبيرة لدى القيادة الأمريكية هو التواجد الإيراني بالمنطقة، وهو ما أضحى يشكل خطرا و هاجسا أمنيا كبيرا جدا”.

إقرأ أيضا

وتحدث الطيار عن طبيعة الوفد الذي زار المغرب مؤكدا أنه تكون من مسؤولين منتمون للحزبين معا أي الحزب الديمقراطي والجمهوري، وهذا يبين أن أمريكا تراهن بشكل كبير جدا على دور المغرب كقوة إقليمية بالمنطقة وكعامل استقرار بداخلها.

وأشار الخبير إلى التوجس الأمريكي من “الخطر الإيراني خاصة بعد تأكد انخراط الأخيرة إلى جانب البوليساريو ووساطة الجزائر، بالإضافة إلى وجود خطر آخر يتمثل أساسا في انسحاب فرنسا من منطقة الساحل أو بالأحرى فشلها في ضمان السلم وبناء الأمن والاستقرار بالمنطقة مما سيكون بشكل كبير موضوع استراتيجي مشترك بين المغرب وأمريكا”.

وفي معرض تصريحه أكد الطيار أن “الولايات المتحدة الأمريكية لها العديد الحلفاء والقواعد العسكرية والمحطات الاستراتيجية على المستوى العالمي”، موضحا أن “لها حلفاء خاصين تتعامل معهم بناء على الثقة والموثوقية والتعاون المستمر وهما إسرائيل وبريطانيا والمغرب”.

وفي ختام تصريحه، أقر محمد الطيار، خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية، أن أمريكا تتعامل مع الدول السالفة الذكر معاملة خاصة وزيارة الوفود المتكررة للمغرب تظهر أن أمريكا تعرف موثوقية المغرب على مستوى سياستها الخارجية وأهميته على المستوى الاستراتيجي بالمنطقة وأهميته كقوة إقليمية لبناء السلم والاستقرار بالمنطقة. 

انتقل إلى أعلى