أفاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الإثنين الماضي، بالرباط، بأن مواقف المملكة المغربية تجاه القضية الفلسطينية واضحة وثابتة، كما عبر عنها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، موضحا على أن علاقات المغرب مع إسرائيل لن تمس دفاعه عن قضية الشعب الفلسطيني.
وأبرز ناصر بوريطة، في تصريح للصحافة عقب مباحثات جمعته مع وزير التنمية الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية، أحمد مجدلاني، أن المغرب مع حل الدولتين، أي إقامة دولة فلسطينية مستقلة والقدس الشرقية عاصمة لها، مؤكدا دعم الملك للسلطة الفلسطينية ولكل ما تقوم به من أجل الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وفي هذا الصدد، يقول سعيد خمري، خبير في العلاقات الدولية، بأن “تصريحات وزير الخارجية ناصر بوريطة، التي جاءت عقب اللقاء الذي جمعه مع وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني، هي بمثابة تجديد التأكيد عن موقف المغرب الثابت من القضية الفلسطينية، رغم عودة العلاقات مع إسرائيل التي لن تؤثر عن استمرار المملكة في دعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وبذل كل جهوده الدبلوماسية من أجل حل الدولتين”.
وأكد سعيد خمري، في حديثه مع “نقاش 21″، بأن “دعم المغرب المستمر للقضية الفلسطينية لن يؤثر على علاقات المغرب مع إسرائيل، وخاصة لأنه يعطي أولوية كبيرة للقضية الفلسطينية، حيث أكد جلالة الملك محمد السادس، عن هذا الأمر منذ توقيع الاتفاق مع إسرائيل وأمريكا”، مضيفا على أن “المغرب كقوة إقليمية صاعدة، بات دبلوماسيته معروفة لدى جل الدول العالم، التي تتمحور على إحلال السلم ليس في منطقة الشرق الأوسط بل في إفريقيا وحتى في العالم”.
وأضاف المتحدث نفسه، على أن “المغرب يلعب دورا كبيرا في مكافحة الإرهاب والعنف والجرائم المنظمة في العالم، وهذا الشيء تدركه جميع الدول”، مبرزا على أن “المملكة المغربية كانت دائما المساند والداعم للفلسطينيين في جميع مجالات الحياة، سواء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وحتى الديبلوماسية والأمنية”.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن “تصريح وزير الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، كان واضحا وأعرب من خلاله على أن المغرب ضد الاستيطان والاحتلال، وهو مع الدولتين من خلال قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.
وأبرز سعيد خمري، أن “عودة العلاقات المغربية مع إسرائيل لها خصوصية تتمثل في وجود جالية مغربية كبيرة في إسرائيل، وهذا الأمر لا يمكن أن ينفيه أحد لأن الهوية المغربية تعتبر الرافد العبري أحد روافدها الأساسية إلى جانب روافد الأخرى، سواء الإفريقية وحتى الأمازيغية والحسانية…”.
وجدير بالذكر، بأن وزير الخارجية ناصر بوريطة، جمعه هذا الأسبوع لقاء في الرباط مع الوزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني، أحمد مجدلاني، حيث شكل هذا الاجتماع فرصة للحديث حول التعاون الثنائي بين المملكة المغربية ودولة فلسطين في كل المجالات، وخاصة في مجال الشؤون الاجتماعية، وأعرب بوريطة خلال هذا اللقاء عن استعداد المغرب لوضع كل إمكانياته وتجربته رهن إشارة الإخوة في فلسطين.
