كشفت الجريدة الإسبانية ألفارو دي سبتة، أن الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز سيزور مدينة سبتة اليوم الأربعاء، من أجل افتتاح رفقة وزيرة الصحة كارولينا داريا، مركز صحي قرب منطقة ترخال.
وحسب ما أكدته الجريدة الإسبانية، فإن هذه الزيارة تعد الثالثة من نوعها للرئيس الإسباني بيدرو سانشيز لمدينة سبتة، والأولى بعد توقيع الاتفاق وصدور البيان المشترك بين المغرب وإسبانيا عقب الاجتماع المشترك الذي انعقد بداية الشهر المنصرم بين الطرفين.
زيارة اعتبرها خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، “محاولة من أجل التخفيف من الانتقادات الموجهة لحكومة سانشيز من قبل سلطات مدينة سبتة المحتلة”.
وأوضح المتحدث أسباب هذه الانتقادات بأن “الاتفاق المبرم بين المغرب وإسبانيا بشأن فتح المعابر الجمركية لم ينفذ بعد، مما جعل سلطات المدينة ترى وكأنه نوع من التماطل”.
وأكد خبير العلاقات الدولية، أن “زيارة بيدرو سانشيز تأتي في المقام الأول من أجل تدشين المركز الصحي، رفقة وزيرة الصحة”، مجددا التأكيد على أن “هذه الخطوة هي نوع من محاولة التخفيف من حدة الانتقادات وطمأنة سلطات مدينة سبتة على أساس أن مسألة تدشين المعبر الحدود ستتم في وقت لاحق”.
وفي حديث شقير عن الطابع المميز لهذه الزيارة، شدد المتكلم على أن “الزيارة تعد الثالثة من نوعها التي يقوم بها سانشيز لسبتة، وخصوصيتها تتمثل في كونها تأتي مباشرة بعد الاجتماع رفيع المستوى الذي تم عقده بداية الشهر المنصرم، بين كل من المملكة المغربية والإسبانية، الذي نتج عنه صدور بيان مشترك بين الطرفين”.
وأكد المتحدث في تصريحه أن “المغرب يراقب الوضع بحذر شديد، على اعتبار أن رهان المعبر الجمركي والاتفاق عليه يتمثل أساسا في تكريس السيادة الإسبانية على المدينتين المحتلتين، وعلى أساس هذا الإشكال المغرب في محاولة مستمرة من أجل تأجيل تنزيل الاتفاق أو البحث على صيغة ملائمة له، لا تكرس السيادة الإسبانية على المدينتين”.
وفي ختام تصريحه شدد المتكلم أن “هذا التأخير تعكسه هذه الخلفية بالدرجة الأولى، والمملكة المغربية في إطار البحث عن صيغة توافقية، تعمل من خلالها على تطبيق الاتفاق في مقابل عدم السقوط في الاعتراف بسيادة إسبانية على المدينتين المحتلتين، مما يفسر تأجيل تنزيل الاتفاق المبرم بين البلدين في ما يتعلق بالحدود الجمركية”.
ورئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، خلال هذه الزيارة سيكون مطالب للإجابة عن أسئلة مسؤولي المدينة بخصوص ملف الجمارك.
جدير بالذكر أن المركز الصحي الذي سيعمل رئيس الحكومة الإسباني على تدشينه أنشأه معهد الإدارة الصحية بقيمة 5.6 ملايين يورو كما أن سانشيز سيعمل على القيام برحلة تستغرق بضع ساعات.
وللإشارة، فرئيس الحكومة الإسباني يعتبر رئيس الوزراء الوحيد الذي زار مدينة سبتة أكثر من مرة في عدة مناسبات وأولها سنة 2021 بعد الهجرة غير النظامية والهجوم على سياج سبتة وتمكن آلاف المهاجرين من عبور السياج، قبل أن يعمل على زيارتها شهر مارس من السنة الماضية من أجل تقديم شروحات لرئيسها حول العلاقات الجديدة مع المغرب.
