يقرأ حاليا
فرنسا تتراجع نفوذها بالقارة السمراء.. وزيارة ماكرون لإفريقيا تواجه بالرفض
FR

فرنسا تتراجع نفوذها بالقارة السمراء.. وزيارة ماكرون لإفريقيا تواجه بالرفض

تزامنا مع تأجيل زيارة الملك محمد السادس، لمجموعة من الدول الإفريقية جراء إصابته بنزلة برد، من المرتقب أن تنطلق جولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بداية الشهر المقبل داخل القارة السمراء من أجل زيارة أربع دول وسط إفريقيا.

 

زيارة تأتي من تزايد رفض الشعوب الإفريقية للتواجد الفرنسي داخل القارة، خاصة مع تراجع نفوذ قصر الإليزيه لصالح العديد من الدول المنافسة لها داخل القارة وعلى رأسها الصين، روسيا، وأمريكا، بالإضافة إلى المملكة المغربية التي تعد البلد الإفريقي الأول الأكثر استثمارا داخل القارة.

ولعل ما طبع هذه الفترة اندلاع العديد من الأزمات الدبلوماسية مع العديد من الدول وعلى رأسها المغرب بالإضافة إلى رفض المعارضة الغابونية زيارة الرئيس الفرنسي.

وللكشف عن الوضعية الفرنسية داخل القارة أوضح المحلل السياسي، حسن بلوان، أن “هذه الزيارة تأتي في إطار العديد من التقلبات التي تعرفها العلاقات الفرنسية الإفريقية، على اعتبار أنها مستعمر سابق وأكبر مستثمر له نفوذ داخل القارة، إلا أن التقلبات الإقليمية والدولية سجلت تراجعات جليا وواضحا للنفوذ الفرنسي داخل مجموعة من الدول الإفريقية، وصل إلى حد القطيعة أو طرد السفير”.

“بالإضافة إلى إزالة العديد من القواعد العسكرية، في كل من مالي وبوركينا فاسو وإفريقيا الوسطى،ن في ظل احتدام التنافس مع روسيا من جهة والصين من جهة أخرى، ثم مع حلفائها الغربيين خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية ودخول دول إقليمية جديد كتركيا وإسرائيل إلى الساحة الإفريقية”، يقول المحلل السياسي.

وتابع أن “هذه الزيارة تأتي في ظل اندلاع مجموعة من الأزمات مع مختلف دول القارة، سواء في الشمال أو الوسط أو منطقة الساحل والصحراء، بالإضافة إلى رفض شعبي كبير لهذه الزيارة، مع تناسلت مجموعة الدعوات داخل مواقع التواصل الاجتماعي المنددة بزيارة إيمانويل ماكرون لمجموعة من الدول الإفريقية”.

وأكد بلوان، أن “مجموعة من الهيئات في وسط إفريقيا والغابون، ومجموعة من الدول المستفيدة من هذه الزيارة، دخلت في تنسيقيات من أجل الخروج في تظاهرات، لقرع الأواني والطبول تنديدا لهذه الزيارة”.

وفي حديثه عن التنافس الفرنسي مع مجموعة من الدول الأخرى داخل القارة الإفريقية قال المتحدث إن “السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي ماكرون، و المتسمة بالتعالي، التي لم تتخلص من عقدة الاستعمار هي التي ساهمت في تأجيج الأوضاع ورفض مجموعة من الدول الإفريقية لفرنسا داخل القارة”.

إقرأ أيضا

واعتبر المتحدث أنها “استعملت خيارات وعقول دول القارة لعقود من أجل تنمية الدولة الفرنسية، ولا تعود الاستثمارات والأرباح لهذه الدول”.

وفي معرض تصريحه شدد الخبير السياسي، أن هذه الأوضاع زادت حدتها مع “توترت العلاقة الفرنسية المغرب، على اعتبار أنه بلد مؤثر في إفريقيا، وبوابة حصرية للدخول إلى السوق الإفريقية، كما أنها دخلت في تحالف هش مع الجزائر، ناهيك عن تأثر علاقاتها مع مجموعة من دول القارة السمراء”.

وفي ختام تصريحه، أكد حسن بلوان، المحلل السياسي، أن “هذه العوامل فتحت الباب أمام دخول قوى أخرى داخل القارة، سواء الصينية، أو الروسية، أو التركية، بالإضافة إلى عودة أمريكا إلى الواجهة الإفريقية دون أن “ننسى التأثير المتنامي لإسرائيل داخل القارة، وكل هذه المعطيات ضد مصالح فرنسا كما أن هذه الزيارات لن تعيد فرنسا إلى مكانتها الطبيعية داخل القارة”.

جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من المرتقب يقوم بزيارة إلى أربع دول وسط أفريقيا من الأول إلى غاية الخامس من مارس المقبل. 

انتقل إلى أعلى