يقرأ حاليا
العلاقات المغربية الإسبانية.. هل تنسف الانتخابات المقبلة علاقات البلدين؟
FR

العلاقات المغربية الإسبانية.. هل تنسف الانتخابات المقبلة علاقات البلدين؟

ماهي إلا شهور قليلة تفصل المملكة الإسبانية على انطلاق انتخاباتها، في ظل تنافس محتدم بين حزب العمال الاشتراكي الحاكم خلال هذه الولاية، وحزب الشعب المعارض الذي ينافس بقوة من أجل الفوز بالانتخابات المقبلة.

 

انتخابات تطرح العديد من المتغيرات خاصة عند الحديث علاقة اسبانيا مع جيرانها، خاصة المملكة المغربية، التي ربطت بينهما علاقات متميزة في الآونة الأخيرة، حيث أصبح المغرب موضوع نقاش داخل البرلمان الإسباني بشكل شبه دائم.

وواكب التحضير لهذه الانتخابات الرئاسية مجموعة من التخوفات، والمتمثلة أساسا فيصعد حزب الشعب الذي حذر وزير الخارجية الإسباني، من توليه الرئاسة، معتبرا أنه “سيؤدي بإسبانيا إلى صدام كبير مع المغرب، خاصة مع تسجيل مجموعة من الخطابات المعادية لمصالح المملكة بعد الاعتراف الاسباني بمغربية الصحراء”.

في تصريح لـ “نقاش21”، وحديثا عن الانتخابات الاسبانية أكد المحلل السياسي، حسن بلون، أنه “من السابق لأوانه الحديث عما ستؤول إليه الانتخابات الاسبانية المقرر عقدها أواخر السنة الجارية، كما أن الآراء الاسبانية لم تتضح بعد خاصة وأن المملكة الاسبانية منذ تخليها عن نظام الثنائية الحزبية دخلت في مشاكل سياسية متوالية سواء بالنسبة للحزب الاشتراكي العمالي أو الحزب الشعبي”.

وأضاف المتحدث ذاته، أن “المغرب سجل حضوره في جميع النقاشات الانتخابية منذ الاستقلال، على اعتبار أن “المغرب شريك اقتصادي مهم لإسبانيا، وتربط بينهما حدود جغرافية، بالإضافة إلى تاريخيهما الطويل الممتد لقرون، وبالتالي المغرب حاضر سواء في الصالونات السياسية السرية أو داخل قبة البرلمان، وما فتئ للحكومة أن تعرضت للعديد من الانتقادات داخل الحكومة منذ اعترافها بمغربية الصحراء من قبل الحزب الشعبي”.

وفي حديث عن الانتخابات المقبلة اعتبر المحلل السياسي أنها حتى وإن حملت نتائج إيجابية لصالح اليمين الشعبي، إلا أنه من الواجب استحضار العديد من المعطيات وعلى رأسها أن مواقف المعارضة ليست دائما في المسؤولية”.

واعتبر المتكلم أن “جميع الفرقاء السياسيين وحتى الحزب اليميني المتطرف أو الأحزاب اليسارية المتطرفة تراعي لهذه المسألة فما يقال عند المعارضة ليس هو ما يحدث عند تحمل المسؤولية”.

وأوضح بلوان، أن “حكومة سانشيز منذ اعترافها بمغربية الصحراء انحازت إلى مصالح اسبانيا العليا، واعتبرت أن الشراكة المغربية الإسبانية هي السبيل الوحيد للحفاظ على السلام، وتوازنات اقتصادية مهمة بين البلدين، بالإضافة إلى أنها حسمت في مسألة الهجرة التي تعد المحدد الأساسي لشعبية الحكومة من عدمها”.

إقرأ أيضا

وشدد الخبير السياسي، على أنه “حتى وإن تم استحضار فوز الحزب الشعبي في الانتخابات، فسلوكه الانتخابي في المعارضة يتغير عند تحمله المسؤولية، ولا بد أن يراعي لنفس التوازنات، خاصة وأن المغرب جاد في مسألة قضية الصحراء المغربية باعتبارها القضية الأولى للمملكة، علاوة على قضية الهجرة فالمغرب لن يلعب بشكل دائم دور دركي أوروبا، كما أن المغرب يرفض بشكل دائم التنازل ن قضية سبتة ومليلية ويعتبرها أراضي المحتلة”.

واعتبر المتحدث أن “التوازنات السياسية داخل إسبانيا أضحت محكومة باليمين المتطرف أو اليسار المتطرف، وإذا فاز حزب اليسار العمالي فلا بد له أن يتحالف مع حزب “بوديموس” كما هو الحال في الحكومة الحالية، ونفس الأمر يتعلق باليمين الشعبي الذي عليه التحالف مع اليمين المتطرف المتمثل في حزب فوكس”.

وفي معرض حديثه، نبه من حدوث زلزال سياسي بصعود أحد الأحزاب المتطرفة، التي ستشكل صدام مباشر مع المغرب، خاصة وأنها معروفة بعدائها الإيديولوجي والسياسي لمصالح المملكة، وما يجب التأكد عليه هو أن المزايدات الانتخابية ليست هي نفس المواقف التي يتحملها السياسيين الإسبان عند صعودهم لسدة الحكم”.

وفي ختام تصريحه شدد المحلل السياسي، حسن بلوان على أن “المملكة المغربية الآن هي قوة إقليمية هادئة، والتقارير الاستخباراتية الإسبانية تتحدث عن هذه القوة العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية، وكلهم قناعة اليوم بأن مغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم”.

انتقل إلى أعلى