يقرأ حاليا
الصحراء منظار المغرب لرؤية العالم.. تعزيز الروابط مع دول أمريكا اللاتينية بعد مراجعة موقفها من الصحراء المغربية
FR

الصحراء منظار المغرب لرؤية العالم.. تعزيز الروابط مع دول أمريكا اللاتينية بعد مراجعة موقفها من الصحراء المغربية

استطاعت المملكة المغربية في الأونة الأخيرة، بناء مجموعة من العلاقات والشراكات الاقتصادية والدبلوماسية من خلال الانفتاح على دول لها حضور قوي في أمريكا اللاتينية، الأمر الذي دفع العديد من دول أمريكا اللاتينية إلى تعديل موقفها بخصوص قضية الصحراء، وخاصة لأن أمريكا اللاتينية كانت في السنوات الماضية من الداعمين الكبار لجبهة البوليساريو الانفصالية.

 

وفي هذا السياق، يقول عبد النبي صبري، خبير في العلاقات الدولية، بأن “المغرب يتبنى مجموعة من المخططات والاعتبارات جيوسياسية وجيوستراتيجية، جعلته يقوم بتنويع شركاته مع مجموعة من الدول الجديدة، مثل دول أمريكا اللاتينية، وليس الاقتصار فقط على الشركاء التقليدين، رغم تركيزه على تطوير علاقته معهم وفتح أفق الانفتاح على شركاء آخرين وراء المحيط الأطلسي والمتوسطي”.

وأكد صبري،  في حديثه مع “نقاش 21”، بأن “الانفتاح الاقتصادي على دول أمريكا اللاتينية، غايته الكبرى ملء الكرسي الفارغ الذي استغله أعداء الوحدة الترابية لسنوات طويلة من أجل تمرير خاطبهم العدائي والتحريضي في هذه البقعة الأرضية المهمة في العالم، من أجل للمساس بوحدة المغرب وخاصة بأقاليمه الجنوبية”، موضحا على أن “ما تعانيه دول أمريكا اللاتينية مع أمريكا الشمالية، هو نفس الأمر والمشاكل التي تعاني منها القارة الإفريقية بالنسبة للقارة الأوروبية”.

وأضاف المتحدث نفسه، بأن “انفتاح المغرب على أمريكا اللاتينية، يمكن أن يساعد هذه الدول على التوصل بمجموعة من المنتجات والمواد المرتبطة بالتبادلات التجارية على مستوى القارة الإفريقية والأوروبية، وكذلك بكسب المغرب مجموعة من النقاط الإيجابية في ملف الصحراء المغربية، وظهر ذلك من خلال انفتاح المملكة على إسبانيا بشكل كبير، باعتبارها اللاعب الرئيسي والفاعل الكبير الذي سيساهم بتمتين العلاقات المغربية مع دول أمريكا اللاتينية، نظرا للروابط المشتركة التي تجمع هذه الدول مع إسبانيا، مثل اللغة”.

وأبرز الخبير في العلاقات الدولية، بأن “هذا الانفتاح الاقتصادي على أمريكا اللاتينية، سيبعثر أوراق الجزائر التي تستغل مجموعة من الدول في أمريكا اللاتينية، التي لا تعيش في استقرار من أجل شراء تصويتها ودعمها لجهة البوليساريو الانفصالية”، بالإضافة إلى “نشر الأحقاد المجانية التي تكنها الجارة الشرقية للمملكة المغربية، التي ساندتها كثيرا في السنوات الماضية”.

وأشار عبد النبي صبري، إلى “أن أمريكا اللاتينية أصبحت تعرف حقيقة الجزائر، التي تسوق للوهم وتلعب على حبال التلاعب والمكر، الأمر الذي دفع العديد من الدول اللاتينية على التراجع وسحب اعترافها بالجمهورية الوهمية البوليساريو، والانفتاح على المملكة المغربية من خلال توقيع مجموعة من الشراكات في مجالات عدة من أجل التطور والازدهار”.

إقرأ أيضا

ويجدر الإشارة، إلى المنتدى الدولي الذي انعقد عن بعد سنة 2021 بسبب جائحة كورونا للاحتفال على مرور 20 عاما من العلاقات بين المغرب وأمريكا الجنوبية، أشاد المنتدى باستراتيجية انفتاح المملكة المغربية على دول أمريكا الجنوبية، مما سيساهم في دعم قضاياها وتقريب مواقفها من الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي.

وتوقف المنتدى، الذي نظمته كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، من خلال برنامج ابن خلدون ومشروع البحث العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وأمريكا اللاتينية، على وضعية وآفاق التعاون،  بين المغرب وأمريكا اللاتينية في أبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية، فضلا عن أهمية التعاون بين الطرفين، لا سيما على مستوى المؤسسات البرلمانية والمنتديات السياسية، أو من خلال الشراكات الثقافية والاتفاقيات الاقتصادية.

انتقل إلى أعلى