يقرأ حاليا
تقرير: الهيدروجين الأخضر.. مفتاح المملكة للتخلص من استعمالات الغاز وسلاحها المستقبلي!
FR

تقرير: الهيدروجين الأخضر.. مفتاح المملكة للتخلص من استعمالات الغاز وسلاحها المستقبلي!

كشفت دراسة نشرها مركز أبحاث “المجلس الأطلسي” أن المغرب له من الإمكانيات ما يؤهله ليصبح رائدا في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، على مستوى القارة الإفريقية، حيث بإمكانه احتلال مراتب متقدمة ضمن أربع دول عالمية رائد في إنتاج الهيدروجين وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، والسعودية، وأستراليا، وتشيلي.

 

ثروة طاقية، جذبت انتباه العديد من الدول، خاصة الأوروبية منها لاستيرادها من المغرب فور الشروع في إنتاجها، بالنظر لقلة تكلفة إنتاجه، وموقعه المتميز القريب من القارة الأوروبية”.

في هذا الإطار اعتبر عبد الصماد ملاوي، خبير دولي بالتكنولوجيا الرقمية والطاقات المتجددة في تصريح لـ “نقاش21″، أن “الهيدروجين الأخضر من بين البدائل المثلى التي بإمكانها تعزيز تموقع المغرب وتحقيق الريادة في مجال الطاقات الخضراء، كما تمكنه من تأمين وتنويع حاجياته الطاقية إلى جانب المصادر المتجددة الأخرى كالمصادر الشمسية والريحية”.

وأوضح المتحدث أن “الهيدروجين الأخضر غاز ينتج بعدة طرق وتقنيات، وأهمها ما يسمى بالتحليل الكهربائي أي من خلال عزل ذرات الهيدروجين عن الأكسجين انطلاقا من الماء واستعمال الطاقة الكهربائية المولدة من مصادر متجددة، لتتمكن بعد ذلك من معالجة غاز الهيدروجين وتخزينه وحرقه بشكل عادي، مع استعماله في مجالات متعددة دون أن ينتج عنه أي غاز ملوث”.

وأكد الأستاذ الجامعي، أن “مؤهلات المغرب من الطاقة المتجددة تقدر بأكثر من 1 تيرا وات، بما فيها الطاقة الحرارية الشمسية والطاقة الكهروضوئية الشمسية، إضافة إلى أزيد من 300 جيكا واط من الطاقة الريحية”.

وأشار ملاوي، إلى أن “المغرب اليوم لا ينتج من الطاقات المتجددة، سوى حوالي 0.3 في المئة من هذه المؤهلات أي حوالي 4150 ميكا واط، وللتذكير فإن الطاقات المتجددة تساهم بالقدرة الكهربائية المركبة حوالي 38 بالمائة ويتطلع المغرب إلى الوصول إلى 52 في المئة في أفق 2030 من الكهرباء المنتجة من الطاقات المتجددة”.

وتابع: “الكهرباء المتجددة تدخل في إطار إنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يعول عليه المغرب في المستقبل كبديل للغاز الطبيعي والفحم الحجري والبترول التي تعد مواد ملوثة”.

وشدد عضو الاتحاد الدولي للتكنولوجيا والاتصالات، في تصريحه على أن الدراسات تتوقع أن يكون المغرب من بين الدول التي تستحوذ على حصة كبير من الهدروجين الأخضر على المستوى العالمي، وتتوقع أن يكون للمغرب ما بين 5 و10 في المئة من الهيدروجين المتداول في الأسواق العالمية”.

وحول طموحات المغرب قال المتحدث “المغرب يطمح إلى إنتاج حوالي 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030 وهو ما يتطلب طاقة نظيفة منتج من الطاقات المتجددة، تقدر بحوالي 16 جيكا واط، وبعد ذلك يتطلع إلى زيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى 13 مليون طن سنة 2040”.

وتابع ” ومع حلول 2050 يتطلع المغرب إلى إنتاج 26 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بطاقة تقدر ب 160 جيكا واط من الطاقة الكهربائية المستعملة والمنتج أساسا من الطاقات المتجددة”.

وحدد خبير المجال الطاقي ثلاث ركائز تحفز الدول للاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر وأولها التوفر على كميات هامة من الماء على اعتبار أن هذا العنصر يدخل في إطار إنتاج الهيدروجين عن طريق التحليل الكهربائي والمغرب يتوفر على واجهتين بحريتين، مما سيساهم في تعزيز إمكانات في هذا المجال”.

وأضاف المتحدث، أن “الشرط الثاني يتمثل في وجوب التوفر على مصادر الطاقات المتجددة، على اعتبار أن الحليل الكهرباء يجب أن يتم عبر الكهرباء النظيفة أو الخضراء، والمغرب قطع أشواط مهمة في هذا المجال”.

إقرأ أيضا

وحديثا عن الشرط الأخير تحدث ملاوي على “ضرورة التوفر على الآليات اللوجيستيكية ومنصات بحرية عائمة، تساعد على تخزين ونقل الهيدروجين الأخضر بالنظر لدرجة السلامة التي يتطلبها، وبالتالي هذه المحطات تساهم في تسهيل هذه العمليات وهو ما لا تتوفر عليه العديد من الدول”.

وإجابة عن سؤال كيف سيساهم إنتاج الهيدروجين الأخضر في المساعدة على التخلي عن الغاز؟ قال المتحدث إن المغرب يمكنه الاستفادة من هذا الأمر عبر 3 طرق رئيسية، أولها الاستفادة المباشرة من الغاز أو الهيدروجين المنتج محليا واستعماله في الصناعات المحلية، خصوصا فيما يتعلق بتوليد الكهرباء”.

وأردف نائب رئيس منتدى التكنولوجيا والطاقات المتجددة، أن “المغرب يمكنه أيضا تصدير وبيع هذه الثروة إلى السوق العالمية، وخصوصا الدول الأوروبية الصناعية منها، كفرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول، التي تعول منذ الآن على هذا المصدر المتجدد، خاصة في إطار التحولات العالمية وتعهدات هذه الدول بخفض كميات الانبعاثات الغازية الدفيئة”.

وفي ختام تصريحه أوضح عبد الصمد ملاوي أن الطريقة الثالثة التي يمكن للمغرب أن يستفيد منها من هذه الثروة تتمثل في تطوير البنيات التحتية أو صناعات موازية، لاستعمال الهيدروجين الأخضر كإنتاج الأمونيا الخضراء التي تنتج عن طريق تفاعل الهيدروجين والنتروجين، التي لها استعمالات متعددة، كما أنها تعد من ضمن الطاقات الخضراء”.

جدير بالذكر أن الهيدروجين الأخضر يعد مفتاح استبدال الغاز الطبيعي والفحم والنفط في الصناعات التي تصعب إزالة الكربون منها، كما أنها تعد الخيار الأمثل لمجموعة من الدول لتمكينها من احترام المعاهدات الدولية الرامية إلى احترام البيئة وخفض الانبعاثات الغازية.

انتقل إلى أعلى